تفرُّد الشعب
مسرحية الزعيم للفنان المصري عادل إمام ترتبط كثيراً بواقعنا الأفريقي والعربي، حتى إن البعض قال عند عرض هذه المسرحية في أيامها الأولى إنها تجسد حكم الرئيس الليبي معمر القذافي.
*وهذه المسرحية تجسد الواقع بصورة كبيرة جداً، خاصة فيما يتعلق بإيهام الناس بتطبيق الديمقراطية، وفي نفس الوقت يكون الحاكم ديكتاتورا من الطراز الأول، وظهر بطل هذه المسرحية “عادل أمام” وهو يودي دور رئيس البلد “الديكتاتور” والمكروه من شعبه، وفي أول لقاء جماهيري له حاول البعض قتله وتصفيته.
*وواقعياً كثير من السياسيين يحاولون الظهور بشكل ديمقراطي وهم في أنفسهم لا يعرفون طريق الديمقراطية، حتى في منازلهم لا يطبقون الديمقراطية وحرية التعبير.
*حال هولاء السياسيين يذكرني بحال قوى الحرية والتغيير الذين يفاوضون المجلس العسكري ويشترطون ويخططون لمستقبل السودان دون مشورة أي شخص أو إشراك أي سياسي.
*تجدني وغيري كثيرون مستغربين من قوة عين قوى الحرية والتغيير وهم يضعون شروطاً للمجلس العسكري لتشكيل الحكومة المدنية من قوى الحرية، والمجلس التشريعي من قوى الحرية والتغيير وبعض أعضاء المجلس السيادي من قوى الحرية، وكل شيء في الحكومة المقبلة من قوى الحرية والتغيير، وإن سألت هذه القوى عن حجم وجودهم في ميدان الاعتصام ستجده صفراً كبيراً جداً.
*لا منطق ولا عقل يجعل المجلس العسكري يوافق على شروط قوى الحرية والتغيير الذين لم يفوضهم الشعب السوداني للتحدث باسمهم ولم يفوضهم المعتصمون في ميدان القيادة العامة للتفاوض مع المجلس العسكري.
*أمس كان الإفطار في ميدان الاعتصام بنكهة خاصة، فهل حضر قادة قوى الحرية والتغيير للأفطار في هذا الميدان ليعلموا كيف يعاني الشباب في سبيل تحقيق مطالبهم التي من أجلها قدموا الشهداء.
*لا يوجد سبب منطقي واحد يجعل المجلس العسكري يسلم “السودان” بأكمله لقوى الحرية والتغير ليحكموا أربعة أعوام كاملة.
*هل تعلمون أن فترة الأربعة أعوام هذه هي فترة رئاسية كاملة الدسم، يعني بالواضح كدا ترامب الآن يحكم الولايات المتحدة الامريكية لأربعة أعوام كاملة، وقبله فعل أوباما الذي حكم دورتين كاملتين.
*الآن قوى الحرية والتغيير تريد أن تحكم السودان أربعة أعوام تحت ستار الحكومة الانتقالية، ليفعلوا ما يريدون دون رقابة أو محاسبة، وهذا لن يحدث أبداً.
*المطلوب من المجلس العسكري أن يسرع في تشكيل حكومة مدنية من التكنوقراط الذين يسعون إلى اخراج السودان من هذه الحفرة العميقة، على أن تكون هذه الحكومة المؤقتة لعامين فقط، يتم بعدها إجراء الانتخابات.
*إن ارادت قوى الحرية والتغيير حكم السودان لأربعة أعوام عليهم تجهيز برنامجهم الانتخابي من الآن لتقديمه لهذا الشعب، وبعدها للمواطنين القرار إما يعطون أصواتهم لهم أو لا.
*ولكن أن يحكموا “كدا” ساااكت دون انتخابات هذا لن يحدث أبداً وإن استمر الاعتصام أمام القيادة مدى الحياة.
*لا نريد تكرار تجارب فاشلة حدثت في السابق، ولا نريد أن نكرر مشاهد مسرحية الزعيم، بالإيحاء للناس بالديمقراطية وتطبيق أبشع انواع الديكتاتورية، ولكننا نريد تطبيق نموذج خاص بالسودان نتفرد به كما تفردنا بثورة ديسمبر.