لجان الخدمات بالأحياء.. اختفاءٌ في ظُروفٍ غامضةٍ!!
الخرطوم: سارة إبرهيم
بعد الخامس من اكتوبر الماضي, أصاب لجان الخدمات في الأحياء خمول شديد ادى الى شبه توقف تام عن الخدمات التي كانوا يشرفون عليها في احياء ولاية الخرطوم من توفير أسطوانات الغاز والإشراف على المخابز التي تعمل في الخبز المدعوم وغيرها من الخدمات التي كانت تقوم بها بكل هِمّة ونشاط بشكل منتظم ومنظم أدى إلى انسياب الخدمات بصورة سلسة لسكان الأحياء, حيث أصبح الوضع ضبابيا حالياً وزادت المعاناة والتعقيدات التي تكتنف الوضع الاقتصادي وما يعانيه المواطن من عنتٍ ومشقة من أجل الحصول على متطلبات الحياة المعيشية, رغم أنّ السبب المباشر في قيام ثورة ديسمبر المجيدة هي الأوضاع الاقتصادية المتردية التي خلّفها النظام البائد. وكان الرهان على الحكومة الانتقالية في حل المشكلات التي واجهت الاقتصاد السوداني وأقعدته عهوداً طويلة عن اللحاق بركب الأمم, وعلق الشعب آمالاً عريضة عليها لإيجاد الحلول الناجعة للازمات بعد الصعوبات الجمة التي واجهتهم في اواخر عهد النظام البائد في الحصول على النقود والوقود والخبز والغاز والسُّكّر.
والمتابع للوضع في الأحياء, يشهد تراجعاً كبيراً للخدمات خاصةً الإشراف على جمع أسطوانات الغاز من المواطنين ومتابعتها الى المستودع حتى تسليمها للمواطن, حيث اصبحت شركات الغاز هي مَن تقوم بهذه المهمة ودائماً تكون في اوقات وأزمان غير معروفة، حيث ارتفعت اسطوانة الغاز إلى أكثر من (2500) جنيه, فضلاً عن تراكم النفايات في شوارع الأحياء وتعالت الأصوات بالشكاوى التي تلقتها الصحيفة من المواطنين بولاية الخرطوم من انعدام غاز الطهي, واكد عدد منهم ارتفاع سعر الأسطوانة إلى (2500) جنيه.
وأرجعت الوكيلة (ع. م) ببحري, سبب الارتفاع الى تكلفة الترحيل من وإلى محلات التوزيع, وأبانت أنّ الزيادة حسب المسافة, وشكت من ارتفاع تكلفة الإيجارات والعمالة, وقالت ان العمل غير مجدٍ ولا يغطي الخسائر, ودعت الى الاسراع بحل المشكلة من قبل الوزارة لتوفير الغاز للمواطنين الذين باتوا ينتظرون الغاز صباحاً ومساءً.
وفي ذات السياق, أرجع المواطن محمد صلاح من سكان الحاج يوسف, اختفاء لجان الخدمات بالأحياء إلى توظيفهم في برنامج ثمرات التابع للأمم المتحدة, وقال: في البداية كان عملهم بشكل دائم في مُراقبة الخدمات التي يحتاجها قاطنو الحي, ولكن بعد ظهور ثمرات وحاجته الى موظفين, قاموا بتوظيف أنفسهم في البرنامج تاركين وراءهم العمل الطوعي, مَا كان له أثر كبير انعكس سلباً على انسياب بعض السلع كالغاز والدقيق وعمليات النظافة والإشراف على نقل النفايات, بجانب تدهور الوضع الأمني في الاحياء, بل ترك غيابهم فجوة كبيرة, مَا اضطر السكان الى التطوع وتبادل المهام لسد الفجوة, علماً بأنّهم يتقاضون مقابل الخدمة في ثمرات مبلغ 2000 جنيه في اليوم مما دفعهم للعمل فيه وترك الأعمال التي كانوا يقومون بها في الأحياء.
وفي المقابل, اقر صاحب مخبز بشمال بحري مصطفى عبد الله بتراجع عمل لجان الخدمات, وقال كانوا لصيقين معنا ومتابعين لنا في كل الخطوات, ولكن المشكلة الحالية من انعدام الخبز المدعوم تعود الى نقص حصص الدقيق المقررة ومماطلة الشركات في تسليم الدقيق, مشيرا الى توقف حصص الدقيق من شركات اخرى دون أسباب معلومة, وشكا من ارتفاع تكاليف انتاج الخبز وأجرة العامل للعجنة الواحدة, وقال انها تتراوح ما بين 2000 الى 2400 جنيه, ولفت الى ارتفاع غير مسبوق في اسعار الخميرة وسعر الغاز, وأكد أن أبرز المشكلات التي تُواجه عملهم تناقص حصص الدقيق وقطوعات الكهرباء التي مازالت مستمرة, مَا يوقف عملهم, ووصف كميات الدقيق الموزعة داخل العاصمة الخرطوم بالضعيفة, وقال إنها لا تكفي الحاجة الفعلية, مَا يخلق نُدرة وشُحاً في الخبز الذي قال إنه تفاقمت أزمته بعد فتح المدارس.