أحمد موسى قريعي يكتب: الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (18)
زوايا
أحمد موسى قريعي
الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (18)
داعش السودان
هل فعلاً “داعش” تنتشر في السودان؟ وتسرح وتمرح فيه كما تشاء؟
قبل الإجابة على السؤال يجب أن نُدرك أن هنالك تقاربا فكريا وأحياناً تنظيميا بين جماعات الهوس الديني بشكل عام، فجميعها يلتقي في التطرف والتشدد والبراغماتية وفي الشعارات والأدبيات.
بالرجوع إلى السؤال نجد أنّ الإجابة “نعم” لأن نظام الجبهة الإسلامية البائد فقد هيّأ المناخ والبيئة الحاضنة لنمو وتكاثر حركات الإرهاب الإسلامية، لذلك كان من الطبيعي أن تجد داعش مكاناً لها في السودان، فقد تعاطفت حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير مع “رأس الإرهاب” في العالم الشيخ “أسامة بن لادن” مؤسس تنظيم القاعدة.
وبالفعل باتت داعش تمرح وتسرح في السودان طولاً وعرضاً، بل كانت تستطيع ترحيلها أنصارها وأتباعها إلى أي مكان في العالم خاصة ليبيا والعراق وسوريا، وذلك بسبب الدعم اللوجستي الذي تقدمه لها حكومة الخرطوم بقيادة الرئيس المخلوع عمر البشير، التي كانت تمثل الحاضنة لجميع الجماعات المتطرفة في العالم، وذلك لتعزيز دورها الإقليمي إذ كان لديها صلات مباشرة منذ أوائل التسعينات بالتنظيمات الإرهابية تستنفرها متى ما احتاجت إليها.
جذور داعش التاريخية في السودان
بدأت داعش كنواة للعنف غير معروفة للشارع السوداني منذ عشرية الإنقاذ الأولى، حيث هزّت ضرباتها الآثمة المُوجعة وجدان الشعب السوداني في حوادث دموية متفرقة, أشهرها حادثة مسجد الشيخ أبو زيد محمد حمزة التي وقعت في العام 1994م وأسفرت عن مقتل (27) مصلياً.
لكن أول تعاون صريح لحكومة البشير مع الجماعات الجهادية المتشددة مثل داعش والقاعدة كان في عملية اغتيال الدبلوماسي الأمريكي “جون غرانفيل” في الخرطوم سنة 2008م.
مع كل هذه الشواهد المؤكدة, لكن لا نستطيع الجزم بشكل قاطع على صحة وجود تنظيم داعش في السودان على المُستوى التنظيمي، غير أنه له جيوب صغيرة يمكن تنشط على استحياء أحياناً مثل:
جمعية الحضارة الإسلامية
تتبع هذه الجمعية للشيخ “محمد عبد الكريم” رئيس الرابطة الشرعية للعلماء المحسوب على تنظيم داعش، إذ تنشط جمعيته سياسياً وثقافياً ودينياً, حيث تقوم بأنشطة مُتعدِّدة منها الندوات والخطب التي تمجد داعش وتدعو الناس للجهاد, قبل إيقافها وتجميد نشاطها بعد إثبات تورُّطها في التنسيق بين تنظيم داعش والطلاب الراغبين في الالتحاق بالجهاد ضمن ضفوف التنظيم.
الشيخ محمد علي الجزولي
هو أحد دعاة داعش البارزين في السودان الذين يعملون بشكل علني في مدحه والترويج لأفكاره، حيث يقوم الجزولي بإلقاء الخُطب الجهادية من منبر مسجده، ويخرج في مسيرات لمناصرة التنظيم ودعمه وتعريف الناس به.