الخرطوم- مريم أبشر
أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أن خطوات إطلاق سراح المعتقلين السياسيين قد بدأت بالفعل, وأن أي معتقل لا تثبت عليه تهمة جنائية سيتم إطلاق سراحه.
وجدد البرهان لدى لقائه بالقصر الجمهوري, مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية مولي اليوم، عدم رغبة المكون العسكري في الاستمرار في السلطة، واستعداده وانفتاحه لقيادة حوار دون شروط، يفضي لإحداث الاستقرار والتنمية في البلاد، مؤكداً حرصه على تأمين الفترة الانتقالية والحفاظ على الأمن القومي وفرض هيبة الدولة، وتجنيب البلاد الانزلاق نحو الاضطراب والفوضى.
وأنهت المسؤولة الأمريكية زيارة إلى الخرطوم التقت خلالها بجانب البرهان، كلاً من النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو ورئيس الوزراء في الحكومة المحلولة عبد الله حمدوك وقوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني ولجان مقاومة.
وقال إن العملية التصحيحية التي جرت بالبلاد في 25 أكتوبر المنصرم كانت ضرورية نتيجة التباينات التي شهدتها الساحة السياسية، بجانب التدخلات الخارجية مع بعض القوى السياسية، التي أثرت سلباً على الأداء خلال الفترة الانتقالية.
وأكد تمسكهم بالوثيقة الدستورية، وإجراء حوار شامل مع كل القوى السياسية لاستكمال هياكل السلطة الانتقالية، وإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي بالبلاد وصولاً لانتخابات حرة ونزيهة في يوليو من العام ٢٠٢٣م. وأشاد البرهان بالعلاقات التاريخية بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية، وجدّد حرصه على تطويرها وتنميتها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
وتحصلت (الصيحة) على تفاصيل اجتماع البرهان بالمسؤولة الأمريكية، وقالت مصادر عليمة للصحيفة إن اللقاء كان إيجابياً, وإن المسؤولة الأمريكية لم تصف خلال اللقاء ما حدث في 25 أكتوبر الماضي بالانقلاب، وأشارت إلى أن البرهان أبلغ مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية بأن السودان ملئ بالكفاءات، وأضاف مخاطباً المسؤولة الأمريكية “لماذا الإصرار على حمدوك”، وردت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي طبقاً للمصادر بقولها إن السودان ملئ بالكفاءات, لكنها قالت إن حمدوك مرحب به دولياً ولديه علاقات دولية وسيحسن علاقات السودان وإنه سيعمل على تهدئة الشارع وإنه الأفضل للسودان.
وأبلغ البرهان وفقاً للمصادر، المسؤولة الأمريكية أن عدد السياسيين المعتقلين (18) معتقلاً تم إطلاق سراح (4) منهم, وهنالك (14) في مواجهتهم تهم، وقال “من ستثبت براءته سيتم إطلاق سراحه ومن ثبتت عليه التهم سيُقدم للمحاكمة”.
من جانبها، استمعت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية مولي للرؤية السياسية التي طرحها رئيس مجلس السيادة حول المسار الديمقراطي والوصول لانتخابات حرة ونزيهة، مشيرة إلى حرص الولايات المتحدة ودعمها للتحول الديمقراطي بالبلاد وإنجاح الفترة الانتقالية، حتى يتمكن السودان من تقديم نموذج يُحتذى فى الإقليم, ولفتت إلى الاهتمام الذي يوليه الرئيس جو بايدن شخصياً لما يدور في السودان وحرصه على إنجاح الفترة الانتقالية وصولاً للديمقراطية المنشودة, وأشادت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي بالدور الذي اضطلعت به القوات المسلحة إبان ثورة ديسمبر من خلال انحيازها لتطلعات الشعب السوداني, وأوضحت أن ما حدث في 25 أكتوبر كان نتيجة إخفاقات تخلّلت الفترة الماضية، مشيرة إلى أنهم يعلمون أن بعض القوى السياسية تؤيد الخطوة التصحيحية, وعبرت مولي عن أملها في أن يتمكن السودانيون من حل الخلافات الراهنة بأنفسهم، مُشيرةً إلى أن دور الولايات المتحدة ينحصر في الإصلاح وتسهيل الحوار بينهم.
في سياق متصل، التقت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي مولي بوزيرة الخارجية في الحكومة المحلولة مريم المهدي.
وذكرت السفارة الأمريكية بالخرطوم في تغريدة على حسابها في (تويتر)، أن “مولي اجتمعت بمريم المهدي لإظهار دعم الولايات المتحدة للحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون, وأضافت أن مريم المهدي برزت كصوت قوي في حركة استعادة الديمقراطية وتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة”.
في السياق، قال المجلس المركزي لقوى إعلان الحرية والتغيير, إن ممثلين عنه اجتمعوا أمس مع المسؤولة الأمريكية، وناقشوا معها الوضع القائم في البلاد، وتأثيرات “الانقلاب” على التحول الديمقراطي في السودان، وذلك في إشارة إلى قرارات قائد الجيش التي وضعت نهاية للشراكة بين الجيش وقوى الحرية والتغيير في قيادة المرحلة الانتقالية, وذكر المجلس في بيان أن قوى الحرية والتغيير أكدت مواقفها بشأن رفض إعلان حالة الطوارئ، واعتقال رئيس الوزراء، وبعض أعضاء حكومته والسياسيين، وأيضاً العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين، وأضاف المجلس المركزي لقوى إعلان الحرية والتغيير أنه يسعى لإسقاط “انقلاب” الجيش بكل الطرق السلمية.