استغلت الحركة الشعبية مناخ السيولة في الساحة السياسية وهاجمت مضارب العرب الرحّل في محلية الليري بجنوب كردفان، ونهبت أربعة قطعان من الماشية تقدر بنحو 800 رأس، وقتلت ثلاثة من الشباب المجاهدين، الذين تصدوا ببسالة لعربات التمرد المدججة بالمدافع دفاعاً عن النفس والمال.. ولم يجد هجوم الحركة الشعبية وخرقها لوقف إطلاق النار المعلن من الطرفين ـ أي الحكومة والحركة ـ إدانة أو رفضاً من قبل القوى السياسية المركزية “المشغولة” بقسمة الكراسي وغنائم السلطة باستثناء الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع بالإنابة، الذي استقبل وفداً من قيادات الرحل بالقيادة العامة، وأصغى إليهم، وتعهد بحماية قوات الدعم السريع للرحل من هجمات التمرد.. بينما لم يكلف المجلس العسكري نفسه بتقديم واجب العزاء في شهداء الليري.. ربما لانشغاله بالرد على الإعلان الدستوري الذي قدمه شريكه السياسي “قوى الحرية والتغيير” التي هي في شغل من أهل الليري والهامش.. إن لم تقف مع الجاني وتشجع التمرد على التمادي في انتهاك حقوق الإنسان.. ونهب الرعاة وقتلهم.. ولليسار مواقفه المعلنة من حروب الهامش!!
الحركة الشعبية بقيادة الفريق عبد العزيز آدم الحلو تتمادى في ارتكاب الموبقات السياسية.. وهي تخوض حربها “العنصرية” منذ ثمانينات القرن الماضي هي من “قتلت” المئات من العرب الرحل في أحداث “قردود أم ردمي”، وسحلت الأبرياء في حجير الدوم كنانة عند نشوب الحرب الأخيرة، وهي من أزهقت أرواح الأبرياء في أبوكرشولا على أساس العرق.. ولا شيء غيره.. وفي مناخ الصراع الحالي مركزياً واستهداف الحركة الشعبية لوحدة الأمن في الليري.. وقتل أفرادها وضباطها بدم بارد وهي الحادثة التي سكت عنها الإعلام ولم يكلف المجلس العسكري نفسه عناء تقديم واجب العزاء لأسر الشهداء، وفي غياب الحكومة المركزية والحكومة المحلية وانشغال الوالي المكلف في كادقلي بتدابير الحكم وتصفية آثار النظام السابق.. تهاجم الحركة الشعبية “فرقان” العرب الرحل وتقتل وتنهب وهي مطمئنة تماماً لموقفها، فالدفاع الشعبي الذي ظل يخوض المعارك تم تجريده من سلطته.. وهو في حالة انتظار لا يعرف مصيره هل سيتم حله.. وتجريده من السلاح؟؟ أم يبقى بلا مهام؟؟ وهل السلام قريب؟؟ أم بعيد؟؟ ولكن العرب الرحل سيقاومون محاولات الحركة الشعبية بسلبهم ثروتهم الحيوانية.. وإرغامهم على مغادرة أرضهم تحقيقاً لشعار قديم رفعته الحركة الشعبية منذ ثمانينات القرن الماضي يقول الشعار “الجلابي يطير والبقاري يسير”، وهو شعار إقصائي حاربته بعض قيادات الحركة الشعبية ومن بينها عبد العزيز الحلو نفسه، ولكن العنصرية في مفاصل الحركة الشعبية تظل “غالبة” وما أحداث الليري إلا شاهد على هذا السلوك الذميم..