تقرير: صلاح مختار
تأجيل تسمية ممثل شرق السودان في المجلس السيادي لحين إجراء مزيد من المُشاورات, وجد ردود فعل متباينة بين مكونات شرق السودان أصحاب المصلحة ما بين التأكيد على أن الخطوة تحتاج إلى توسعة المشاورات بين مكونات وقطاعات شرق السودان, وما بين مُنتقد للخطوة باعتبار أنهم لم يستشيروا حتى الآن وضرورة التمسك بالمطالب التي رُفعت من قبل, خاصة أن مُهلة الشهر التي حدّدها مجلس نظارات البجا آخذةٌ في النفاد, وإن الأزمة مازالت تراوح مكانها. إذن إلى أين تتّجه سفينة الشرق وما هي مآلات الأزمة حتى الآن.؟
حلول سليمة
كان عضو الهيئة القيادية العليا لمجلس نظارات البجا محمد طاهر تِرِك قال في تصريحات صحفية: نحن نتطلع لحلول سلمية تفضي إلى تجنب السودان مخاطر الحروب والانزلاق في أزمات جديدة، معرباً عن أسفه من بُطء إجراءات الحكومة المركزية في الخرطوم للوصول إلى حلول لمشكلة شرق السودان. فيما تمسّكت بالأهداف التي من اجلها قام اعتصام الشرق.
وقالت مصادر بشرق السودان, إنّ مطالبهم قائمة كما هي, وإنّ اختيار ممثل لهم في السيادي لم يطالبوا به, وإنما طالبوا بحل جذري لقضية الإقليم وإلغاء مسار شرق السودان المُضمّن باتفاقية سلام جوبا.
خيارات الأزمة
وشدد تِرِك على أن طلباتهم واضحة، مشيراً إلى أن القضية الأساسية تتمثل في التوقيع على اتفاق سلام مسار شرق السودان بجوبا، وقال لـ(العربية نت) في وقت سابق (هذا الاتفاق لا يُعبِّر عنا ومن وقّعوا عليه لا يمثلونا. وأوضح محمد الأمين طاهر تِرِك أنّ قضية شرق السودان تنموية كبيرة, ويُواجه شرق السودان منذ الاستقلال التهميش في التنمية والمشاركة في السلطة. وقال تِرِك (نحن نتطلع لحدوث توافق سياسي في الخرطوم، مُعتبراً أن هذا الأمر سينعكس إيجاباً في شرق السودان من منطلق أنه حال التوصُّل لاتفاق لحل أزمة شرق السودان سيُحظى هذا الاتفاق بالتوافق من كل مكونات الحكم في السودان. غير انه قال إذا لم يحدث توافقٌ أو تنفيذ لمطالبنا من الطبيعي أن يحدث تطور في المشهد حسب مقتضيات المرحلة)، مضيفاً (كل الخيارات مُتاحة ومطروحة), وتابع “إذا تمّت مُعالجة جذور الأزمة فهذا أمرٌ جيدٌ، ونحن حريصون عليه ونسعى للوصول إلى حل سياسي للأزمة في شرق السودان تلبي مطالبنا”.
قضية وقت
يقول وكيل ناظر الرشايدة مبارك أحمد, إن مسار الشرق أصبح من الماضي, وإنهم يرتبون لمنبر يضم كل أهل الإقليم يعالج قضية الشرق في القريب العاجل, وأضاف لـ(الصيحة) أن إرجاء تسمية ممثل الشرق في المجلس السيادي قضية وقت وأنهم سيحسمون الموضوع, واكد انهم يؤيدون الإجراءات التي قام به رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان الأخيرة, وأن عدم تسمية ممثل الشرق بالسيادي لمزيدٍ من التشاور بين مكونات الولاية.
مُشاورات داخلية
ولأن قضية تأجيل تسمية ممثل الشرق يعني أن هنالك مشاورات مُوسّعة لأجل اختيار ممثل للإقليم, فإن البعض يرى أن تلك المُشاورات لم يسمع بها ولا أساس لصحتها, فيما قال ممثل الشباب في تنسيقية البجا اشبادنين, إن المُشاورات التي يجريها المكون العسكري مثل (شئ في نفس يعقوب) ولا أحدٌ يتكهّن بما تسفر عليه, وقال لـ(الصيحة) إن المشاورات تتم بين الولايات المكونة لشرق السودان, لأنها صاحبة الحق في اختيار مَن يمثلها, وبالتالي إذا كانت هنالك مُشاورات فيجب أن تتم بين الولايات الشرقية.
مسألة مطروحة
ويرى المحلل السياسي د. أبو بكر آدم أن قضية الشرق تظل واحدةً من القضايا المُهمّة لأي حكومة في السودان, وقال إن إرجاء أو تأجيل تعيين ممثل للشرق بالمجلس السيادي خطوة مُوفقة للبرهان باعتبار أن أهل الشرق هُم أدرى بشعابها, ولا بُدّ من إجراء مُشاورات واسعة وتلافي كل التعقيدات التي أدت إلى الأزمة وإغلاق الميناء, ورأي أن عملية إلغاء مسار الشرق ستظل مسألة مطروحة للنقاش في ظل الرفض الذي يُبديه قطاع كبير من أهل الشرق لاتفاق مسار الشرق المُوقّع في جوبا, وأضاف بالقول: هناك توافقٌ بين مكونات شرق السودان حول قضايا الشرق لحدٍّ كبيرٍ, ولكن هنالك اختلافٌ في الطريقة التي أخرج به اتفاق مسار جوبا وعدم استصحاب مكونات حقيقيّة في المُفاوضات, إلى جانب عدم وضع الاعتبار للحساسيات الموجودة في الإقليم بين تلك المجموعات, ولذلك من المُهم أن يتواضع الجميع حول مصلحة الإقليم والسودان والجلوس حول مائدة لإدارة مشكلة الشرق, وأكّد أنّ أيِّ واحدة من الحلول لا يمكنها فرض واقعٍ لأهل الإقليم إلا بتوافق أهل الشرق والتفافهم حول قضيتهم.
منبرٌ تفاوضيٌّ
ويقول الناطق الرسمي باسم تنسيقيات البجا سيد أبو آمنة في تصريحات, إنهم لن يختاروا أي شخصٍ لمجلس السيادة إلا بعد إلغاء مسار الشرق وإقامة منبر تفاوضي مثل منبر سلام جوبا حتى تكون مُشاركتهم دستورية على حد قوله, وأضاف لا نُريد منصب مكرمة من أحدٍ, ويجب أن تكون مُشاركتنا دستورية بناءً على اتفاق دستوري يمنحنا وزارات اتحادية ومناصب للولاة لا ممثل فقط في المجلس السيادي.