محيي الدين شجر يكتب: لا دعم عربي.. ولا دعم أوروبي وأمريكي
في الهواء الطلق
محيي الدين شجر
لا دعم عربي.. ولا دعم أوروبي وأمريكي
فرح غامر انتاب محبي ومنتسبي وأعضاء ومستفيدي المؤتمر الوطني الحزب المحلول بثورة ديسمبر العارمة التي اقتلعته بعد ثلاثين عاماً من الحكم المتسلط, عاثوا فيها فساداً، وسيطروا على كل شئ ولم يتركوا للآخرين فتافت الأشياء.
نعم فرحوا فرحاً هستيرياً بقرارات البرهان الأخيرة وهم يرون أعضاء المؤتمر الوطني يعودون لتولي المناصب هنا وهناك, شعروا ولأول مرة بعد حدوث الثورة بأنهم يمكن أن يعودوا من جديد ليحكموا ولو قليلاً بعد ثلاثين عاماً لم يشبعوا فيها من الحكم أبداً أبداً.
وعودة أعضاء المؤتمر الوطني الحزب الإسلامي الى الواجهة من جديد وفرحهم بالتغييرات وبإصلاح المسار كما يقول القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان, يعني أن تعيد دول نظرتها إلى الحكومة المقبلة جيداً، تلك الحكومة التي ينوي أن يعلنها البرهان قريباً وفي الغالب دون رئيس الوزراء المحلول الدكتور عبد الله حمدوك.
إن دول الإمارات والسعودية ومصر.. لا بد أنها تنظر شذراً إلى تلك القرارات وسترفع يدها لا محالة إذا رأت بعين اليمامة أنهم قادمون، وأنها ترى شجراً يسير.
ومن يظنون أن السيد البرهان بقراراته الأخيرة يحاكي سيسي مصر, فإنهم مخطئون، لأن السيسي جاء على أنقاض حكم إسلامي اجتمع معظم المصريون ضده واجتمع كل العالم ضده.. فخرّ صريعاً تحت ضربات مكثفة من كل الاتجاه، بينما الواضح أن مستشاري البرهان هم من أتباع نظام المؤتمر الوطني المحلول التنظيم الإسلامي المغضوب عليه من كل العالم، وأن البرهان يريد أن يتقوّى بالإسلاميين.. الذين ظهروا في اعتصام القصر وظهروا في القنوات الفضائية يُناصرونه ويا ليته لم يفعل.
هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى, فإن تطبيق اتفاق سلام جوبا يحتاج إلى أموال ضخمة لا تملك خزينة السودان منها شيئاً، وكان من المأمول أن يتكفّل بها أصدقاء السودان من الدول الأوروبية وامريكا, ولكن ما حدث مؤخراً سيجعل من الاتفاق حبراً على ورق في ظل إحجام تلك الدول على الدفع غضباً على التحول الذي حدث بعد الخامس والعشرين من أكتوبر.
والخطورة التي تواجه السيد البرهان، فإنه سيجد نفسه محروماً من دعم دول الإمارات والسعودية ومصر بسبب تقاربه من إخوان السودان, ومحروماً كذلك من دعم الدول الأوروبية ودولة أمريكا بسبب رأيهم الذي أعلنوه بعد اجراءاته التصحيحية.. وقراراتهم الفورية بإيقاف كل صنوف الدعم بما فيه دعم مشروع ثمرات؟
وقد يقلب السيد البرهان الطاولة عليهم جميعاً وينجح في ترتيباته التي بدأها وسار عليها غير آبهٍ بالآراء ضده محلية ودولية, وغير مُهتمٍ بالضغوط التي تُمارس عليه.
ينجح في ترتيب الأوراق ويسير في طريق شعارات الثورة “حرية.. وسلام وعدالة”.. يُطبِّق سلام جوبا ويُعيد للاقتصاد عافيته.
الأيام القادمة ستكشف المُثير والكثير.