الحَـال الآن
خـالد حسـن كسـلا
ما بعد وما قبل 25 أكتوبر كما يرى (الأمة الوطني)
=قرارات البرهان يوم 25 اكتوبر الماضي مهما كانت ووصفت.. هل تعني الغاء الفترة الانتقالية وحرمان البلاد من عملية التحول الديمقراطي وإجراء الانتخابات في موعدها المحدد؟
=ثم القرارات كانت لماذا أصلاً؟..أليس ذلك لسوء الاوضاع كلها قبل 25 اكتوبر المجيد؟.. فقد كان الغاء العرف السياسي للفترة الانتقالية و إفراغها من مضمونها لصالح مجموعات سياسية هي اصلا لا تؤمن بالديمقراطية و حرية الآخر كما دلت التجارب منذ القرن العشرين في موسكو و القاهرة و بغداد ودمشق وصنعاء.
=فمن من قادة واعضاء الاحزاب التي وفدت من بعض هذه العواصم يؤمن بتحول ديمقراطي لا يأتي به الى السلطة؟..وهي مجتمعة عجزت عن أن تكون على قلب رجل واحد لصالح قضايا المواطنين .. فراهنت على براءة و طفولة و مراهقة المواطنين ضد اي قرارات تصحيح و إصلاح في غير صالحها .. فحدث ما حدث.
=رئيس حزب الامة الوطني عبد الله مسار كان قبل 25 اكتوبر من المنذرين والمحذرين من مواجهة ما حدث كضرورة حتمية بعد 25 اكتوبر .. وهو يدرك ان قرارات البرهان في 25 اكتوبر جاءت نتيجة فشل ذريع تمثل في إهمال وإغفال الاوضاع الامنية والمعيشية والخدمية التي ظلت شرق السودان وغربه وجنوبه الجديد متأثرة من تفاقم تدهورها .
=ومسار يفهم بخلاف المجتمع الدولي أن القائد العام امني او خلل دستوري او انهيار الدولة ..
=و اكثر من ذلك ,,يلاحظ للجيش البرهان اعتمد على المادة (2) في الوثيقة الدستورية وعلى قانون القوات المسلحة.. وبالطبع هما يعطيان القائد العام حق التدخل في حال تهديد البلاد بانفراط رئيس حزب الامة الوطني ان قرارات القائد العام صادفت هوى في نفوس المواطنين وارتياحاً في الشارع العام بتنفيس الاحتقانات.
=يقول ذلك لأنها تمهد في مرحلة ما بعد 25 اكتوبر لتوسيع ماعون المشاركة في الانتقال الى نظام ديمقراطي جديد بالإجماع الوطني السوداني بعد أن صححت خطأً دستورياً ارتكبه حمدوك.. فهو لم يعمل بالكفاءات المستقلة.
= وكذلك حلت الى حد ما مشكلة ضبط السلع الغذائية و الخدمية .. و وضعت مشكلة شرق السودان موضع الحل الممكن .. لكن رغم كل هذه الثمار التي جنيت من قرارات البرهان .. كيف يقيم البعض او الكل مسألة عودة الاوضاع الى ما قبل 25 اكتوبر كما يريد مؤيدو حمدوك؟
=مسار هنا يرد قائلاً بأنه ليس هناك طريق للرجوع من قرارات البرهان إلا في مخيلة من يتمنون الرجوع.. ولعل مسار هنا يرى أنّ القرارات المرحلية وليست المستدامة هذي تأتي لصالح التحول المدني الديمقراطي ..
=إذن ما المطلوب بعد 25 اكتوبر اذا امّنا على تعذر العدول عن قرارات البرهان؟.. هنا يرد رئيس حزب الامة الوطني قائلاً بأن مطلوبات ما تبقى من الفترة الانتقالية لصالح الوصول الآمن الى انتخابات حرة ونزيهة هي تعيين رئيس وزراء غير (حمدوك) ومجلس وزراء من كفاءات مستقلة وتكوين مجلس سيادة وإكمال المؤسسات الدستورية الأخرى وهي المحكمة الدستورية ومجلس القضاء الأعلى والنائب العام والمجلس التشريعي.. وتكوين حكومات الولايات .
=والشارع ..السؤال مطروح على رئيس حزب الامة الوطني ..الشارع الذي يعطل الحياة بالمتاريس و لا يهضم ذهنه إلا التغذية السياسية التي يتلقاها ممن تضرّروا من القرارات (الانعدالية) التي يصفونها بالانقلابية من باب استقطاب البعض.. ماذا عن هذا الشارع المؤثر بصورة او أخرى كما رأينا ؟
=الشارع ضعيف.. يقول مسار و هو على ما يبدو يقصد الفئة التي اخرجت الى الشارع بعد قرارات 25 اكتوبر .. ويقول خروج – وهنا ليس إخراج – عشرة أضعاف الشارع الذي اخرج .. يخرجون تأييداً للقرارات (الانعدالية) التصحيحية ..يقول لان الشعب اربعين مليون نسمة .. و هؤلاء الذين اخرجوا من ديارهم الى بعض الطرقات والأزقة.. يقول لا يتجاوزون المائة ألف كرقم مبالغ فيه.
=لكنهم اخرجوا او خرج بعضهم من اجل الحفاظ على شكل الدولة المدني .. وحماية الثورة .. وحمدوك دلهم على ذلك بغض النظر عن الطريقة التخريبية.
=هذا تساؤل مطروح ومشروع .. يجيب عنه رئيس حزب الامة الوطني قائلاً بأن قرارات القائد العام لم تُغيِّر شكل الدولة المدني.. وان الفترة انتقالية و انه كان لا بد من اجهزة سلطة انتقالية مستقلة من الاحزاب ..حتى لا تستغل هذه الاحزاب قدرات الدولة سواء لاحزابها او لأنفسها.
=لكن هل يفهم شارع الغفلة ذلك وهو يهتف بالتحريض المغري (الجوع ولا الكيزان) وغداً قد يهتف (تسعة طويلة ولا الكيزان)؟..فأين هم الكيزان الآن غير انهم وهم كبير في خيال الجبناء أنصار الفشل؟ الآن تجربة حمدوك هي التي تزيد وتعظم المخاوف من إمكانية عودة الكيزان بصورة أو أخرى.. لكن القرارات الانعدالية وليست الانقلابية هي التي أزالت هذه المخاوف عند الكثيرين.. فلا جوع ولا كيزان و لا تسعة طويلة بعد حسم احزاب اربعة طويلة وتوجيهها نحو الحملات الانتخابية بقرارات البرهان المرحلية الانعدالية.
=والغريب ان هذه المرة جاء الانقلاب من المكون المدني.. ثم جاء (الانعدال) من العسكري .. كما من قبل دعا المكون العسكري لاجراء انتخابات بصورة سريعة لكن المكون المدني ساءه جداً هذا الحديث وسخر من سخر في الخارج والداخل.. يريدون سلطة ليست منتخبة.. لكن هيهات .
=توجت فترة انتقالية سابقة بإجراء انتخابات 11 ابريل 2010م التي شاركت فيها احزاب البعث والشيوعي والامة القومي والاتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية والكيزان في الحزبين.
=و11 ابريل الاخر في عام 2019م اطاح الجيش نظام البشير ..ثم اختار جمهور الاعتصام حينها البرهان رمزا للسيادة في فترة انتقالية بكفاءات مستقلة ومعه حميدتي بدلاً من قادة التغيير (أولاد سوار الدهب) كما وصفوا أنفسهم كناية عن استعجال الانتخابات وهم ابن عوف وكمال عبد المعروف وعمر زين العابدين.