الغالي شقيفات يكتب : الصحافة الورقية
قطعت السُّلطات خدمة الإنترنت التي كان يعتمد عليها الكثيرمن جماهير الشعب السوداني في الحصول على الأخبار والمعلومات, وقلّت نسبة الصحف المطبوعة وهناك تدنٍ في سوق الطباعة حتى إن كل البلاد الآن بها مطبعتان فقط, ومع ازدياد مدخلات الطباعة وارتفاع طن الورق الى 950 دولاراً وقابل للزيادة, لأنّ الزيادة عالمية, وفي الآونة الأخيرة ازدادت المواقع الإلكترونية التي تمتلكها بعض الجهات وأصبحت تُغذِّي وسائل التواصل الاجتماعي بالأخبار, بعضها له أجندته وأهدافه ومراميه, والبعض إخباري إعلاني, ولكن لا غنىً عن الصحافة الورقية والجريدة المطبوعة التي ارتفع سوقها هذه الأيام, فهي وثيقة ثقافية وتاريخية ونافذة على التاريخ.
وكنت قد ناقشت مع الأستاذ فرح أمبدة نائب رئيس التحرير, أهمية وجود الصحافة الورقية إلى جانب الصحافة الإلكترونية, والرجل له فهمٌ متقدمٌ في الصحافة, فكان يرى أن الصحافة الورقية تتابع الإنتاج الجديد للمفكرين والباحثين والمُمارسين وهي مؤثرة في جميع الأنشطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية, وتزود الباحثين بالمعلومات الجديدة, فهي يجب أن تكون كذلك, والصحافة الإلكترونية تختلف عن الصحافة المطبوعة في الشكل والمضمون والفن الصحفي, ولكن لا يجب أن تغفل الصحافة عن ملاحقة التطورات المتسارعة في تكنولوجيا الصحافة, رغم أن القاريء السوداني يُفضِّل الأشكال التقليدية لوسائل الإعلام المطبوعة والإذاعية رغم تأثير التكنولوجيا الحديثة على وسائل الإعلام التقليدية الموجودة في الواقع السوداني الحالي والجرائد الإلكترونية هي ميزة فقط للقاريء الذي يتمتّع بمهارات فنية متقدمة, وأيضاً من ناحية التصميم الصحفي فنجد “البي. دي. أف” المصمم على الصحيفة الورقية أفضل بكثير عن المواقع الإلكترونية خاصةً السودانية منها, فالصحافة السودانية الورقية بها أفضل المصممين أمثال بلولة, ياسر حبة وأبوذر وأبو زيد تيتاوي وغيرهم.
وكمُتابع بصُورة يومية للصحف والطباعة, نلاحظ تردياً في المادة المطبوعة من حيث النظافة والوضوح, يحتاج إلى بذل مزيد من الجهد والمتابعة في المطابع لتحسين عرض المنتج الطباعي والصور الملونة والـInformational وModular Layout Graaphics ويجب علينا في السودان مواكبة التطور التكنولوجي ونمضي بالجرائد إلى تكنولوجيا الوسائط المتعددة مع مُراعاة أننا جمهور متباين, والقاريء الآن يحتاج الى News Summaries وكلارينت, وحتى القاريء الآن أصبح لا يميل إلى العامود الطويل, وحتى “تويتر” حدّد عدد الكلمات بمائة وأربعين كلمة, يعني توصل رسالتك بأقل مساحة وكلمات.
وبرأيي, الرسالة المُختصرة تُعد من بنوك المعلومات ويفضلها القاريء وهي تؤثر مستقبلاً على قراءة المقالات الطويلة, وقد تجد القراءة المتعلقة بالمقالات الطويلة مُحبطة جداً ورغم أهمية الصحافة الإلكترونية إلا أن كل الدراسات تقول إنها ليست بديلاً حتمياً للصحافة الورقية المطبوعة.
وتقول الدراسات إن جمهور الإنترنت يبحث عن التسلية والترفيه والقاريء يحتاج إلى تحليل المعلومة وتفسيرها ونقدها, وهو ما يتوفّر في الصحف, ومع انشغال الجهات المسؤولة عن الإعلام والصحافة بالصراعات السياسية, لا توجد الآن أي جهة تقوم بدراسات أو بحوث في هذا المجال ويمكن القول إننا هنا في السودان نعتمد على مصدر الجريدة أكثر من المواقع الإلكترونية والواتساب والفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.