بعد طول مُعاناة وعام دراسي متذبذب، جلس طلاب السودان لامتحانات الشهادة الثانوية في ظروف بالغة التعقيد, في وطن يتأثر فيه الاستقرار الدراسي بالتحركات السياسية والأمنية والاقتصادية والمعلوماتية, ودفع الطلاب أثماناً غالية من عُمرهم وحالتهم النفسية والصحية, حيث أصبح الطالب يتخرج في الجامعة بسنواتٍ إضافيةٍ, مثلاً طلاب الطب في إحدى الجامعات الولائية تخرّجوا في تسع سنوات يعني بزيادة ثلاث سنوات وهذا ضياع من عمرهم ومستقبلهم!
وأعلن محمود سرالختم الحوري الوكيل المكلف لوزارة التربية والتعليم, أمس, نتيجة الشهادة السودانية للعام 2021 والتي تحققت فيها نسبة نجاح بلغت 63% للمساق الأكاديمي، والمساق الفني 57%، وشهادة القرآن الكريم 93%, والمساق الحرفي 84%. الجدير بالذكر أنّ نسبة نجاح المدارس الحكومية للعام الحالي بلغت 64,8%, والمدارس الخاصّة بلغت 68,7%، بينما بلغت نسبة نجاح اتحاد المعلمين 54,7% والمنازل 62,1 %.
وأفاد الحوري خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بمباني وزارة التعليم العالي أن نسبة نجاح البنات بلغت 64,4%, ونسبة البنين 61%, والنتيجة فرحة انتظرتها الأسر طويلاً ولكنها هذا العام ضعيفة وظروف البلد أكيد تؤثر في التحصيل العلمي والأكاديمي للطلاب!
وكذلك أثّرت جائحة كورونا على الطلاب وأسرهم, مَا انعكس سلباً على التحصيل الأكاديمي وعلى البيئة الدراسية, ومن الأسباب الظاهرة أيضاً عدم استقرار التيار الكهربائي, وانعدام الخُبز والوقود المدعوم الذي يوفر المواصلات للطلاب, وهذه جُملة من عدة أسباب لها الأثر الواضح في تدني نتيجة الشهادة السودانية, والآن العام الدراسي قصيرٌ نتيجةً للأحداث اليومية المصاحبة للتوترات السياسية والمليونيات وغيرها من الأجندات السياسية التي يُستخدم فيها الطلاب, نأمل أن تهتم وزارة التربية والتعليم بأمر الطلاب وتوفر الكتاب والإجلاس وتهيئ البيئة المدرسة, الآن يجلس بعض الطلاب على الأرض والفصل به ٩٠ طالباً, ومدارس بلا أسقف أو مراوح, ولا تراعي الإدارات الاشتراطات الصحية, ومطلوبٌ الآن تفعيل الصحة المدرسية وتوفير الوجبات للطلاب وتحسين ظروف المعلمين والاهتمام بهم وبأسرهم.
خالص التهاني والتبريكات للطلاب الناجحين هذا العام ولأسرهم الذين سهروا من أجل نجاحهم وللمعلمين الذين لهم القدح المعلى في هذا النصر والنجاح الكبير.