الخرطوم- فرح أمبدة
نبّه خبراء وباحثون، إلى خطورة أن تجعل الأزمة السياسية الناشبة في البلاد، منذ قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر، السودان بعيداً عما يدور في الجارة الشرقية إثيوبيا، وحذّر الخبراء من تداعيات الحرب الأهلية الدائرة هناك على الأوضاع الأمنية والإنسانية، مؤكدين بأن من مصلحة السودان الاستراتيجية أن يقف إلى جانب الحكومة الشرعية التي تتشكل من كل القوميات الإثيوبية، لا أن يكتفي بدور المتفرج.
ووقف السودان، منذ أن نشب الصراع بين الحكومة المركزية في أديس أبابا وجبهة تيغراي، في خانة المحايد، ولم يوالِ أي طرف، على الرغم من أن أراضيه تعد الموئل الوحيد لآلاف اللاجئين الذين يعبرون الحدود بشكل يومي.
وقال الصحفي المختص في شؤون القرن الأفريقي، عبد المنعم أبو دريس لـ”الصيحة، إن السودان الأكثر تأثراً بالحرب في إثيوبيا، لأن 40% من سُكّان ذلك البلد البالغ عددهم 115 مليوناً يقطنون على الشريط الحدودي، وإن إقليمين من الأقاليم المحاددة للسودان “تيغراي والأمهرا” تجري داخلهما عمليات عسكرية، ما يحتم أن هنالك موجة لجوء كبيرة باتجاه الأراضي السودانية “خاصة وأن الأمم المتحدة تتحدث عن وجود 20 مليون مواطن يحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة”. وتوقّع أبو إدريس أن يضيف عبور المزيد من اللاجئين الإثيوبيين إلى الأراضي السودانية مزيداً من التعقيدات الأمنية “ويمكن أن تحدث بعض الإشكالات الأمنية، مثل عمليات الإتجار بالبشر، وعمليات مرتبطة بالإتجار بالسلاح”. وأكّد أنّ السودان ليس له مصلحة في عدم استقرار إثيوبيا.
من جهته، توقع الصحفي والمحلل السياسي، علاء الدين بشير في حديث لـ”الصيحة” أن تسحب الأحداث التي تجرى في إثيوبيا الاهتمام من الصراع المتصاعد في السودان، وقال “منذ أن أعلن قائد الجيش قراراته الأخيرة، وكل أنظار العالم متوجهة إلى السودان، حتى أصبح السودان هو القضية الأساسية في كل وسائل الإعلام الدولية، وباتت الخرطوم قبلةً رئيسية للمبعوثين الدوليين، لكن الصراع الدائر في إثيوبيا سيؤدي لا محالة إلى سحب الأضواء عما يجري في السودان”. ويشير إلى ثمن باهظ سيدفعه السودان جرّاء الصراع الإثيوبي – الإثيوبي، وقال “لا شك إن ما يجري هناك سيفاقم من أزمات السودان المأزوم أصلاً عندما تتضاعف أعداد اللاجئين الفارين من نيران الحرب”.
في السياق, نبه الباحث والأكاديمي د. محمد عبد الله الشريف في حديثه لـ(الصيحة) إلى ضرورة أن يلتفت السودان إلى ما يجري في إثيوبيا ولا يكون في موقع المتفرج، “ليس من مصلحة السودان أن يحدث تغيير في التركيبة الحالية, ويخطئ من يظن استراتيجياً أن يكون تغيير الحكومة الحالية فيه مصلحة للسودان”.