تخلى نادي الهلال الأسبوع الماضي عن مهاجم المنتخب الوطني ومهاجمه الموهوب الهداف محمد موسى الضي، في خطوة كانت متوقعة من واقع أن اللاعب ظل أسيراً لدكة البدلاء طوال الموسم الماضي.
قبول عرض المريخ
واتّخذ اللاعب موسى قراراً فورياً بقبول عرض من غريمه السابق نادي المريخ، ووقع له رسمياً يوم الاثنين الماضي، في هدوءٍ ومجّاناً، لمدة عامين ومع خروجه من الهلال إلى المريخ، تبدو خطوة الضي في الاتجاه الصحيح لإنقاذ مسيرته، وفي الوقت ذاته فإنه طمس بهذه الخطوة معالم أثر تاريخي ألقى الضوء على نجوميته في الهلال.
مسيرة وتألُّق
كان محمد موسى الذي تعاقد معه الهلال من الأهلي الخرطوم قبل 3 سنوات, مهاجماً أساسياً في النادي الأزرق منذ موسمه الأول، وثبّت موقعه في المباريات المحلية والقارية وأحرز أهدافاً مهمة ومؤثرة، كما شكّل ثنائياً قوياً مع وليد الشعلة، قبل أن تنفض تلك الشراكة بعودة محمد عبد الرحمن ولم تؤثر عودة “عبد الرحمن” على “الضي” وحده, بل أفقدت وليد الشعلة مكانه أيضاً، بعدما بات عبد الرحمن المهاجم الأوحد في الهلال، مع تغيير طرق المدربين الذين عُيّنوا في الهلال تباعاً.
تألق الغربال يخفي الضي
وإضافة إلى تألق لاعب المنتخب الوطني والهلال محمد عبد الرحمن (الغربال) في مباريات المنتخب الوطني الأول ومباريات الهلال على المستويين المحلي والأفريقي, توهّج نجمه وعلا وزادت حظوظه في اقتحام تشكيلة الهلال والذي خفت من بعده نجم “الضي” وبدا يتوارى رويداً رويداً من الظهور في تشكيلة الهلال، وتبعاً فقد أُهمل محمد موسى كثيراً مما تسبب في تراجع مستواه، إذ استسلم للوضعية الجديدة في هجوم الفريق.
زيادة وزن
وخلال فترة توقف النشاط الكروي بالسودان لمدة 4 أشهر، في العام الماضي بسبب فيروس كورونا، زاد وزن اللاعب محمد موسى الضي, فتحول الأمر لمشكلة خرج بسببها من قائمة الأساسيين والبدلاء بالهلال والمنتخب الوطني وبات أمر عودته ومُشاركته في التدريبات والمباريات رهن نقص وزنه لمزيد من التألق وفرض نفسة على مدربي المنتخب الوطني والهلال, ولكن الضي لم يستجب لذلك سريعاً مَا ساعد في أفول نجمه.
عزلة وغياب
بمرور الوقت ومع غياب رد الفعل المناسب من محمد موسى الضي، دخل اللاعب في عزلة نفسية معنوية مع توهج محمد عبد الرحمن (الغربال) الذي حصد لقب هدّاف الدوري الذي اختتم نهاية الشهر الماضي برصيد 28 هدفاً.
الأثر النفسي والرحيل
ويبدو أن الأثر النفسي الحاد على الضي ظهر من خلال أدائه الباهت واللا مبالاة التي بدا عليها كلما مُنح فرصة اللعب في مباريات كأس السودان، أو حتى في المباريات الودية، وكانت تلك إشارة واضحة لإدارة النادي مفادها “أريد أن الرحيل”.
جاهزية المريخ
في تلك الأجواء المُحيطة باللاعب في الهلال، كانت الأحوال قد تبدّلت في المريخ الذي وجد نفسه فجأةً من غير مُهاجمه المُرعب سيف تيري الذي رحل بعد أشهر قليلة من تجديد عقده، إذ انتقل لنادي فاركو بالدوري المصري الممتاز مستغلاً أحد البنود في عقده.
تعويض تيري بالضي
واختار المريخ تعويض تيري بالضي لتعزيز هجومه، خاصة أنه شارك في الأدوار التمهيدية لدوري الأبطال دون مهاجم أمام فريقي إكسبريس الأوغندي ثم زاناكو الزامبي, وحين تسلم الضي خطاب الشكر من الهلال هذا الأسبوع، كان نادي المريخ جاهزاً بعرضه في ذات يوم إنهاء عقده مع الهلال، فوقّع للنادي الأحمر دون تردُّد، لأنه سيجد فرصته في اللعب تلقائياً, ورحل الضي تاركاً بصمات مؤثرة، منذ أن دخل قلوب الهلاليين في لقاء درع مئوية الشيخ زايد في دولة الإمارات، وعزّزت من رصيده لدى أنصار الأزرق كثيراً قبل تراجع مستواه.