الخرطوم- فرح امبدة
ازاح جبريل ابراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، وزير المالية في الحكومة المقالة، الستار عن “خارطة طريق” وضعت من قبل العسكريين والمدنيين المؤيدين للإجراءات التي اتخذها قائد الجيش، الفريق اول عبدالفتاح البرهان، في الخامس والعشرين من الشهر المنصرم، لتحكم ما تبقي من الفترة الانتقالية حتي موعد الانتخابات منتصف يوليو من العام 2023، مشيرا الي أن تسمية رئيس الوزراء ستكون خلال ساعات، مؤكدا بان ما دعي الي تلك الاجراءات “سيطرت مجموعة صغيرة من القوي السياسية بالمشهد السياسي دون الآخرين” وقال بان الشعب سيكون في مواجهة الجيش، حال نكوصة عن وعوده بتسليم السلطة الي “حكومة كفاءات مدنية”.
وكشف جبريل، في حوار مع قناة فرانس24 مساء الاربعاء، ان حصيلة الحراك المحلي والاقليمي والدولي الذي يدور في الساحة السياسية، سيسفر عن الوصول لمخرج ما، خلال ساعات، بتسمية رئيس للوزراء ومن ثم تشكيل حكومة كفاءات، اذ ان البلاد، حسب قوله، لا تستحمل حالة الاحتقان التي تجري.
وفي رد علي سؤال، وصف جبريل ما جري في الخامس والعشرين من إكتوبر “إجراءات استثنائية لعودة البلاد الي الوضع الطبيعي” كما وصف الاجواء السياسية في الخرطوم بانها تمر بحالة من الاحتقان السياسي “المجتمع في حالة احتقان، وهناك نشاط محموم لايجاد مخرج من الوضع الحالي وسيكون ذلك في مدة قصيرة جدا” واضاف ” البلد في امس الحاجة لحكومة مدنية، وكل الشعب يريد ذلك حيث اصبحت من الثوابت التي لا تراجع عنها”.
وفي رده علي سؤال حول ما اذا كان الجيش سيقبل بذلك، قال “الجيش سيقبل بذلك لان السيد البرهان تعهد امام الجميع وحاليا يتشاور مع الجميع لتحقيق ذلك” واضاف ” الجيش قال يريدها مدنية وانه مع التحول الديمقراطي واذا ما نكص عن ذلك سيكون في موقع المواجه مع الشعب”.
وعن تفاصيل خارطة الطريق التي تحدث عنها قال جبريل : انها تتضمن عدة بنود من بينها إعادة تشكيل المجلس السيادي، تعيين رئيس وزراء يوكل اليه مهمة اختيار وزراء من الكفاءات ، تعيين رئيس للقضاء، وتكوين المفوضيات التي نصت عليها الوثيقة الدستورية مثل مفوضية الفساد والانتخابات وغيرها، بجانب تكوين مجلس تشريعي قبل نهاية شهر نوفمبر الجاري.
وفيما يتعلق بالضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة ودول الترويكا، علي قيادة الجيش بإرجاع السلطة للمدنيين، قال بان هؤلاء يتفهمون التعقيدات التي يمر بها السودان وسيتعاملون معها، وحول تعليق المساعدات من قبل الولايات المتحدة الامريكية ومن البنك الدولي ومدي تاثير ذلك علي الاوضاع الاقتصادية، اكتفي بالقول هذا أمر مؤسف ولا شك لكن علي الشعب السوداني ان يعتمد علي نفسه وعلي موارده قبل ان يعتمد علي الآخرين “بالتأكيد ستكون الاوضاع صعبة وسنكون في وضع سئ ولكن أبواب السماء مفتوحة، سنعتمد علي انفسنا ولو جاءتنا مساعدات خير وبركة”.
وبخصوص مستقبل حركة العدل والمساواة التي يترأسها، قال جبريل، بانها ستتحول الي حزب سياسي قبل نهاية هذا العام، وترتب نفسها لخوض الانتخابات نهاية الفترة الانتقالية، اما بخصوص الدعوة للمصالحة الوطنية الشاملة التي اطلقها رفقاءه القدامي في حزب المؤتمر الوطني فقال “كل الأحزاب تدعو الي المصالحة الشاملة وليس فقط المؤتمر الوطني، والهدف من كل ذلك مجابهة المخاطر الداخلية والخارجية التي تحدق بالبلاد، ولا يمكن ان يحدث ذلك بغير وحدة الصف الوطني وهو امر في غاية الاهمية لتامين الجبهة الداخلية”.