الخرطوم: الصيحة– 1 نوفمبر 2021م
أكد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ضرورة الإجراءات الأخيرة التي أعلن خلالها حل مجلسي السيادة والوزراء، لمعالجة “الخلل” الذي طرأ على مسار التحول في البلاد.
وقال البرهان في مقابلة مع “سبوتنيك”، إن الجيش ملتزم بالمساعدة في قيادة المرحلة الانتقالية لحين انعقاد الانتخابات، مشيراً إلى عدم وجود أسماء مرشحة لقيادة مجلس الوزراء في الوقت الراهن.
وأضاف “بالنسبة للتغيير، كان من المفترض أن تجري الانتخابات في أبريل 2022، وبعد اتفاق سلام جوبا تم التمديد لعام آخر، وتشاورنا مع الكثير من الجهات من قبل”.
وأردف “تشاورنا مع كثير من الجهات من قبل، عن المدة المناسبة للانتهاء من الانتخابات، وإحدى هذه الجهات التي تشاورنا معها هي “اليونيتامس” وبعض الجهات التي يمكن أن تدعم، وجميعهم أفادوا بأن العام والنصف كافية للتحضير للانتخابات”.
وزاد “القوى السياسية لا بد أن تهتم بالانتخابات، ولا أظن أن العام والنصف غير كافيين لهذا الأمر”.
وقال البرهان إنه بالنظر للخريطة السياسية والإجتماعية، كان بها خلل كبير في مسار الفترة الانتقالية، حيث عجزت الأحزاب المكونة للحرية والتغيير، في التوافق على أيٍّ من موضوعات الساعة، كما فشلت في التوافق على قيام المجلس التشريعي، وقيام حكام الولايات، وفشلت حتى في احتواء القوى السياسية.
وشدّد قائد الجيش على أنهم لن يتدخلوا في اختيار الوزراء، ولكن سيختارهم رئيس الوزراء الذي سيتوافق عليه من مختلف قطاعات الشعب السوداني، ولن نتدخل في من يختاره. والمجلس السيادي سيتم تشكيله في الأيام المقبلة.
وأشار البرهان إلى أن رئيس الوزراء في الحكومة المحلولة تم اختياره بواسطة التوافق بين القوى السياسية والعسكرية، والآن القوى السياسية غير موجودة، ولدينا مسؤولية وطنية والتزام بأن نقود ونُساعد في المرحلة الانتقالية حتى قيام الانتخابات. نحن سنختار رئيس الوزراء الذي سينتمي إلى التكنوقراط.
وحول وجود أسماء مرشحة لتولي منصب رئيس الوزراء رد البرهان بقوله “ليس بعد”.
وبشأن السقف الزمني لاختيار رئيس الوزراء وتعيين أعضاء مجلس السيادة قال “آمل أن يتم ذلك في غضون يومين أو أسبوع على الأكثر”.
وفيما يتعلق بالتهديدات التي ذكرها في وقت سابق بأنها ستمس حمدوك، قال قائد الجيش “كانت لدينا معلومات أنه ربما سيحدث استهداف في اللحظة الأولى لذلك أثرنا أن نحفتظ به بعيداً. وفعلاً بدأت بعض المجموعات التوافد على منزله وكان موجوداً فيه، لذلك أبعدناه، والآن عاد إلى منزله”.
وأشار البرهان إلى أنهم توقعوا الردود الدولية تجاه الإجراءات التي اتخذوها في 25 أكتوبر الماضي لأن الإعلام جزء كبير منه غير صادق وغير أمين، ينقل وقائع وحقائق لا ينظر إليها العالم.
وأضاف “الإعلام كان مضللاً، وأقول بصدق إن كثير من الحقائق غير معلومة للناظر إلى الخريطة السياسية السودانية”.
وأردف “من يظن أن هذا انقلاب فهو غير صادق، لأننا موجودين بالسلطة، وإذا كان هناك انقلاب كنا لنتغير نحن أيضاً، ولكن ما حدث تصحيح للمسار وتصحيح للانتقال، ولكن من يظن أنه انقلاباً، ممكن أن ينظر إلى أي حركة تصحيحية في الحكومة مثل 12 أبريل كان ليظنه انقلاباً”.
وحول وجود وسطاء بين الجانبين العسكري والمدني، أكد وجود أكثر من لجنة للتواصل وكلها أتت وداعمة لهذه الخطوة لكنها ترى أن تتم برضا الأطراف. الجميع مقتنع تماماً أن الأحزاب يجب أن تنأى بنفسها عن المشاركة في الجهاز التنفيذي في هذه الفترة، لكن بعضهم يرى أن يكون هناك ميثاق بعدم تهميش الآخر أو ميثاق بعدم اعتداء أي طرف على الآخر قبل الوصول لأي توافق.
وقال قائد الجيش، إنه لم يتلق أي أنباء عن وساطة من الاتحاد الأفريقي لكن هناك جهات وطنية وشخصيات اعتبارية كلها تتحدث عن الأمر.
ورداً على سؤال إن كان لحمدوك دور سياسي في المستقبل، قال البرهان “هذا متروك له هو. نحن تحدثنا معه قبل التغيير بأننا نفضل أن يبقى معنا لنؤسس سوياً لانتقال حقيقي يرغب في الشعب بعيداً عن التجاذب السياسي، إذا حدث هذا الأمر طبعاً سيكون مرحب به”.