قصائده محتشدة بمختلف الحالات والحكايات والصراعات الإنسانية.. محجوب شريف.. اسم منحوت في لحي الأشجار!!
(1)
طوال ارتباطه بالحزب الشيوعي كان الراحل محجوب شريف لسان حاله مرة، ولسان حال الحزب في مرات أخر، ذلك الذي لا يصمت طوال الأربعة عقود الماضية ونيف. فدبج الأناشيد التي تلقفتها حنجرة محمد وردي ومصطفى سيد أحمد وأبو عركي البخيت ومحمد الأمين.
(2)
ولعل التعاون الكبير مع وردي أثمر تاريخاً فنياً، محتواه ما يقارب العشرة من الأعمال المباشرة سياسياً، وأيضاً الأعمال الوطنية المغلفة بالعاطفة، وأثمر هذا التعاون: (أهلاً أهلاً بالأعياد) و(يا فارسنا) والتي نقضها بقصيدة أخرى جاء مطلعها (لا حارسنا ولا فارسنا خربت بيتنا ومدارسنا) و(السنبلاية) و(حنبنيهو) و(يا شعباً لهبك ثوريتك) و(وطنا الباسمك رطنا) و(بلى وانجلى) و(وتر مشدود) و(حنتقدم وحنتقدم) و(يا شعباً تسامى).
(3)
بالإضافة إلى ذلك, تعاون شاعر الشعب مع الفنانين عثمان حسين وصلاح مصطفى وعبد اللطيف عبد الغني وسيف الجامعة وآخرين. ويحدثنا الأستاذ كمال الجزولي عن طريقة نظمه لهذه الأعمال فيقول: “لمحجوب عادات مختلفة في النظم حد الفرادة. فهو لا يجلس قط إلى منضدة لكتابة قصيدته، إلاَّ بعد أن تكون قد علِقت معالِقها واستدارت خلقاً سوياً”.
(4)
أما مراحل تكوُّنِها الأولى فغالباً ما تتخلق لديه ماشياً على قدميه، حتى لقَّبه الصديق الحميم عبد الله علي إبراهيم بـ(الأمي) تحبباً..! تجده كثيرَ المشي بقدر غزارة إنتاجه.. في حوش البيت، في باحة السجن، أو حتى داخل زنزانة مغلقة، مثلما في أزقة أم درمان المتعرجة وساحاتها المحتشدة بالعنفوان، وبالأخص سوقها الكبير الضاج بالحيوية, ولعل هذا ما يفسر اكتظاظ قصائده بمختلف الحالات والحكايات والصراعات الإنسانية.