حُشودٌ ضَخمةٌ تجوب الشوارع في ذكرى 21أكتوبر .. إصابات وسط المُتظاهرين ومنسوبي الشرطة
الخرطوم ــــــ الصيحة
استجابت حشود ضخمة أمس لدعوات أطلقتها لجان مقاومة وأجسام نقابية ومهنية للنزول إلى الشوارع في ذكرى 21 أكتوبر، وامتلأت طرقات العاصمة السودانية ومدن سودانية أخرى أمس بمواكب هادرة تُنادي بإكمال التحول المدني الديمقراطي، وقبيل ساعات من انطلاق المواكب سرت مخاوف في أوساط السودانيين من وقوع صدام بين مَن يعتزمون الخروج في المواكب والمعتصمين أمام القصر الرئاسي من أنصار الحرية والتغيير “منصة التأسيس”.
سلمية المواكب
ففي الخرطوم وأم درمان وبحري, بدأت المواكب في التحرك من نقاط الانطلاق المحددة لها صوب النقطة النهائية لثوار مدينة الخرطوم وهي شارع المطار ومبنى البرلمان لثوار مدينة أم درمان وشارع المعونة لثوار مدينة بحري.
وردّد المتظاهرون هتافات تنادي بإكمال التحول المدني الديمقراطي وتحقيق العدالة.
بالمقابل, أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بالقرب من مقر البرلمان بأم درمان، وأسفر إطلاق الغاز المُسيل للدموع عن وقوع إصابات وسط المتظاهرين بينهم الصحفي أحمد حمدان الذي تعرّض لإصابة في الرأس بواسطة عبوة “بمبان”.
في السياق, قالت قوات الشرطة, إنّ جموعاً من الشعب السوداني تنادت لمسيرات يوم ٢١ أكتوبر ٢٠٢١م في إطار ممارسة حقوقهم الدستورية التي كفلتها الوثيقة الدستورية وقد رفعت شعارات سلمية المواكب وتم ذلك بشكل سلس ومعافى.
وأضافت “بيد أنه وحوالي الساعة الثالثة بعد الظهر, انحرفت مجموعة محدودة وحادت عن السلمية وعملت على حصب القوات المرتكزة أمام المجلس التشريعي بوابل من الحجارة والغاز المسيل للدموع والقنابل الحارقة (ملتوف), مما حدا بالقوات استخدام القدر القانوني من أدوات فض الشغب رغم تمادي تلك المجموعات وقيامها بحرق عربة لنقل الجنود ونهب محتوياتها ونتجت عن مجمل الأحداث إصابة عدد من رجال الشرطة بينهم اثنان مصابان بطلق ناري في البطن والرِّجل”. وتابعت “تؤكد قوات الشرطة حرصها على أداء واجبها القانوني مهما كلف ذلك من تضحيات دون الالتفات للمزايدات”.
واعتبر تجمع المهنيين في بيان الهجوم على المتظاهرين السلميين خطوة مقصدها الاستفزاز والدفع في اتجاه العنف، وناشد حشود المتظاهرين في أم درمان التمسُّك الكامل بالسلمية.
حيا رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الملايين من السودانيات والسودانيين الذين خرجوا في كل مُدُن وأرياف البلاد، ودول المهجر، ليؤكدوا تمسكهم بالتحول المدني الديمقراطي وشعار ثورة ديسمبر (حرية.. سلام وعدالة والمدنية خيار الشعب).
وقال في خطاب له عقب الحشود التي خرجت أمس دعمًا للحكم المدني “لقد أثبت وجدّد الشعب السوداني تمسكه بالسلمية، والتزامه بالسير في درب الحرية والديمقراطية والتحول المدني الديمقراطي، ولقد أسمعت الجماهير صوتها وأوصلت رسالتها بأن لا تراجع عن أهداف الثورة، ولا مجال للردّة عنها”.
وأضاف حمدوك “أحيي مواطنات ومواطني بلادي في هذا اليوم العظيم، الذكرى السابعة والخمسين لثورة أكتوبر المجيدة لقد ظللنا نبحث عن المشروع الوطني الديمقراطي لما يزيد على خمسة عقود، ومنذ ثورة أكتوبر 1964”.
وأكد رئيس الوزراء قائلاً “عهدي معكم أن نواصل العمل على إكمال مؤسسات الانتقال وتحقيق أهداف وشعارات الثورة وأحييكم مجدداً، وأُشيد بالدور العظيم الذي ظلّت تضطلع به الشرطة في حماية المواكب وكل وسائل التعبير السلمية”.
مشاركة الوزراء
في الأثناء، أظهرت صور ومقاطع فيديو بوسائل التواصل الاجتماعي, مشاركة وزراء في حكومة حمدوك في مواكب 21.
وشارك كل من وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف ووزير النقل ميرغني موسى ووزير الصناعة ابراهيم الشيخ في المواكب التي تنادي بإكمال التحول المدني الديمقراطي, بجانب عضو مجلس السيادة الرئيس المناوب للجنة إزالة التمكين محمد الفكي وأعضاء لجنة إزالة التمكين وجدي صالح وطه عثمان إسحق, فضلاً عن المستشار السياسي لرئيس الوزراء ياسر عرمان.
التحول الديمقراطي
أما في مدن البلاد الأخرى, فخرجت مواكب ذكرى 21 أكتوبر، ففي بورتسودان خرجت مواكب حاشدة، وطافت المواكب بعد تجمُّعها في الموقف العام للمواصلات, طرقات السوق الرئيسي للمدينة، ورددت الحشود هتافات “حرية.. سلام وعدالة مدنية خيار الشعب”، ” ثوار أحرار ح نكمل المشوار”، ووصلت المواكب إلى مبنى رئاسة حكومة ولاية البحر الأحمر ودفعت بمذكرة تمثلت أبرز بنودها في دعم التحول الديمقراطي واستكمال هياكل السلطة الانتقالية.
وفي كسلا, نزل سكان المدينة إلى الشوارع للمطالبة بالتحول المدني الكامل، ووصل مواطنو كسلا من الضفتين الشرقية والغربية إلى ميدان الحرية بالمدينة، وردّدوا الهتافات الداعية للتحول المدني الديمقراطي.
أما في مدينة الضعين, حاضرة ولاية شرق دارفور, جاب الثوار شوارع المدينة، وأعلن أكثر من (50) جسماً ثورياً دعمهم للتحول الديمقراطي، وكانت النقطة النهائية لمواكب المدينة عند أمانة حكومة الولاية, حيث تم تسليم مذكرة لأمين عام حكومة شرق دارفور, أبرز مطالبها تسليم السلطة للمدنيين ودعم التحول المدني الديمقراطي وإكمال هياكل السلطة وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية.
بالمقابل, وقع ثوار مدينة سنجة بولاية سنار على دفتر الحضور الثوري بخروجهم في مواكب ذكرى21 أكتوبر، ورفع المتظاهرون بالمدينة شعارات داعمة للتحول الديمقراطي وإكمال هياكل السلطة ودعم لجنة إزالة التمكين، وأعلنت لجان المقاومة بالمدينة رفضها التبعية لقوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” أو قوى الحرية والتغيير “منصة التأسيس”.
أما في النيل الأزرق, فخرجت حُشُود تُطالب بإكمال التحول الديمقراطي وتسليم المطلوبين للجنائية وإكمال هياكل السلطة.
وفي النيل الأبيض, سيّرت جماهير مدينة ربك مسيرات سلمية إلى نقطة التجمع بميدان المولد، ورفع المتظاهرون شعارات مدنية الدولة وتسليم رئاسة المجلس السيادي للمدنيين وتكوين المجلس التشريعي وبقية هياكل السلطة الانتقالية.