قبل ثلاثة وستين عاماً وفي مدينة كوبنهاجن عاصمة الدنمارك انعقد أول تجمع للنساء بعد أن أحسّن بإجحاف رجال الأعمال الرأسماليين.. ورفعن أصواتهن عالية معلنة أن للنساء قضايا عادلة تحتم عليهن التجمع والتنظيم.. وعندما حصد رصاص القهر عدداً من اللائي طالبن بحقوقهن من أصحاب المصانع, تجمع عدد من النساء في يوم 8 مارس عام 1910م وأعلنّ أن هذا اليوم سيظل يوماً للمرأة في جميع أنحاء العالم من أجل الدفاع عن حقوق المرأة.
وقد صادف يوم الخميس الماضي الذكرى الثالثة والستين ليوم المرأة وهنا تجب علي الانحناءة والتحية الصادقة لجميع نساء العالم في نضالهن الشريف من أجل الاشتراكية.. والسلم والديمقراطية.. للمرأة العربية الفدائية.. أم الشهيد.. وأخت الشهيد وزوجة الشهيد.. وحاملة البندقية.. إلى الفيتنامية البطلة التي أذهلت العالم بقوتها وصلابتها.. إلى نساء أفريقيا اللاتي يخضنها حرباً ضروساً ضد الاستعمار والتفرقة العنصرية.. إلى المرأة السودانية إليها, في الجنوب.. وفي الشمال.. وفي الشرق.. وفي الغرب.. إليها في مسيرتها الظافرة نحو الغد الاشتراكي المنتظر.
بهذه المناسبة أردت أن أقول إن قضيتنا ليست ضد الرجل.. كما تصورها العقليات الخربة.. وإنما مع الرجل ضد الفقر والجهل والمرض والخرافة.. وفي صداقة نضالية مع جميع الشرفاء رافعي ألوية الخير والمحبة في العالم.. وأخيراً إليكن جميعاً تحياتي في كل أنحاء العالم.. وإجلالي لذكرى العظيمات من النساء في كل المواقع.. أتمنى للنساء جميعاً كل تقدم ونجاح.
- وجهة نظر
الثورة الثقافية تنادي بتثبيت بعض العادات والتقاليد التي تفيد في مسار حياتنا الجديدة.. اعتقد أن من التقاليد التي يجب أن تثبت عادة (الموجب) أو المساعدة في المناسبات بنوعيها المؤلم والمفرح.. ولكن شريطة أن يبذل الجهد المطلوب لتنمية المفهوم الإيجابي للمساعدة مما يلحق به من أنه دَين بالفائدة يجب أن يُرد في المرة القادمة بأكثر منه, وإلا اتهم أن الطرف الآخر لا يرغب في استمرارية العلاقة.
أذكر التقيت بإحدى صديقاتي في السوق تبحث في حيرة تامة عن هدية لصديقة لها بمناسبة زواجها.. وعرضت عليها مساعدتي.. ووجدنا الهدية المناسبة ولكن عندما ذكر لنا صاحب المحل الثمن رفضت صديقتي شراءها باعتبار أن ثمنها يقل عن ثمن الهدية التي أهدتها إليها صديقتها.. ودخلت في نقاشٍ معها انهزمت فيه لأن صديقتي تعتبر هذا عيباً.
هل الهدية تعبير رقيق عن تبادل شعور المودة والصداقة.. أم دَيْنٌ بالفائدة؟ اعتقد أن الهدية في حد ذاتها تعبير إنساني رفيع لا يحتمل المفاهيم التجارية هذه.. فما رأي الآخرين..؟
- من التراث
موضة لبس الخواتم في جميع الأصابع.. موضة قديمة.. ورد في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني.. وفي خبر عمر بن أبي ربيعة ونسبه وتحت عنوان: فضربته بظاهر كفها ما يلي:
(أما خبر السواد في ثنيتي عمر فإن الزبير بن بكار ذكره عن عمر مصعب في خبره.. إن امرأة غارت عليه فاعترضته بمسواك في يدها فضربت به ثنيته فأسودتها.
وذكر إسحق الموصلي عن أبي عبد الله المسبي وأبي الحسن المدائني انه أتى الثريا يوماً ومعه صديق له مكان يصاحبه ويتوصل بذكره في الشعر, فلما كشفت الثريا الستر وأرادت الخروج إليه رأت صاحبه فرجعت فقال لها, إنه ليس ممن احتشمه ولا أخفى عنه شيئاً واستلقى فضحك وكان النساء إذ ذاك يتختمن في اصابعهن العشر.. فخرجت اليه فضربته بظاهر كفها.. فأصابت الخواتم ثنيتيه العليين فنفضتا وكادتا تسقطان فقدم البصرة فعولجتا له.. فثبتتا وأسودتا فقال الحزين الكناني يعيره بذلك.. وكان عدوه وقد بلغه خبره:
مال ثنيك أم بالا كسرهما
أهكذا في غير ما باس
أم نغمة من فتاة كنت تألفها
أم نالاً وسط شرب صدمة الكأس
قال: ولقيه الحزين الكناني يوماً فأنشده هذين البيتين.
فقال عمر: أذهب.. ويلك فإنك لا تحسن أن تقول.
مقطع شعر:
صدر قبل أيام ديوان الشاعر إسماعيل حسن (ليالي الريف) قرأت الديوان مرة.. وثانية.. وثالثة.. ووقفت عند كل قصيدة.. وفي كل مرة تجدني أخرج وأنا أكثر تأكيداً بأن الديوان في عموميته يتحدث عن عذاب الفنان وضياعه وغربته.. والديوان أيضاً في طابعه العام يكسوه لون حزين جدير بالوقوف عنده.. والبحث عن مصدر الغربة والضياع والحزن عند الشاعر.. واليكم هذا المقطع من ديوان ليالي الريف:
أنا بحار
غريب والله.. في أهلي
وفي بحرن.. كبير هدّار
كرهت الغربة يا ناسي..
وما قادر
أواجه حدة التيار
أصارع الليل.. ويصرعني
ويطلع ليل يصارعني
بقيت ضعيف
على الموجات
أدور وأدور مع الدوار
مربع شعر:
الشاعر الشعبي ابراهيم ود الفراش كان يشتغل وظيفة جندي في الجيش التركي الذي كان يحكم السودان وقد غضب مرة من أحد الضباط الأتراك.. وكان يدعى بابا, فهجاه قائلاً:
سنجكنا بابا
يروح دارفور هناك ما يجيب ايابه
برام الطرشي فيها نصرتو جابا
تقول كلباً مربوط في خرابة
من أمثالنا:
القلب حديد.. ما بنقطع وراء حبيب