عبد الله مسار يكتب : وجدي صالح في ود مدني
أقامت لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو ١٩٨٩م، ندوة في مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة بتاريخ 19 / 10 / 2021م لتحشيد الناس لمسيرة الحرية والتغيير (1) في٢١ أكتوبر.
تحدث فيها الأستاذ المحامي وجدي صالح عضو لجنة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو ١٩٨٩م, حديثاً عنصرياً بغيضاً وقال بالنص: (القاعدين هناك في الخيم البتشبه بعض الجاية من حتة واحدة والناس البشبهوا بعض والمايكات البتشبه بعض, المُحرِّكات البتشبه بعض, وكلهم بشبهوا بعض وفي الحقيقة ما يشبهونا نحن ديل على الإطلاق)!!
في الحقيقة هذا الكلام العنصري البغيض الذي لا يشبه أهل السودان, ويخالف شعار الثورة (يا عنصري يا مغرور كل البلد دارفور), يعني كان هذا الشعار والقول لكسب الناس لصالح الثورة وللاستهلاك السياسي بالاستهبال, وكان وجدي ميرغني وزمرته يغشون في الشعب السوداني والثوار وهم في داخلهم عنصريون, يفرقون بين الشعب السوداني على أساس اللون والعرق والجهة, والشعب السوداني عندهم درجات هذا درجة اولى وهذا ثانية وذاك ثالثة. وإن ناس وجدي صفوة وباقي أهل السودان رجرجة ودهماء, وإن ناس وجدي هم العرق النقي والمعدن النفيس. يعني وجدي رجع لأصله حزب البعث العربي الاشتراكي الحزب الصفوي, وعاد يقسم أهل السودان على أساس العرق واللون! من أين اكتسب وجدي والذين يشبهونه هذا النقاء, ومن أين جاء بهذه العنصرية البغيضة النتنة التي عافها وعف عنها الإسلام. بل حتى كرهها ويكرهها أهل السودان الشعب الواحد وإن تباينت مناطق سكنه ومستوى معيشة أهله, وإن تباينت سحناته.. إن هذا القول الخطير من قيادي حزبي وفي لجنة مهمة كلام خطير ومدعاة لفتنة كبرى تقضي على الأخضر واليابس, بل تشعل نيران حروب بغيضة وتفتت عضد ولحمة أهل السودان, بل تجعل هذه اللجنة السياسية والتي تحوّلت إلى عدلية وقضائية غير محايدة!
وإن كان هنالك تخوف من طريقة عملها وسلوكها تجعل التخوف الآن يزداد في عدم حيادها, ويجعل كل شخص يعتقد أنه لا يسلم من حيفها, وأنها ستعامل الناس على أساس اللون والعرق وليس على أساس الفساد والجريمة!
ثانياً هذا القول كونه يصدر من شخص في قامة الأستاذ وجدي وفي ندوة مفتوحة, كلام في غاية الخطورة, ومكمن خطورته أنه عنصري وفيه ازدراء بشعب إقليم كامل وسكان هذا الإقليم منتشرون في كل السودان اجتماعياً.
إنها مأساة لأن بانت الثورة على حقيقتها, وإن قادتها على شاكلة وجدي صالح كانوا يتحدثون بخلاف ما يبطنون, ويرفعون شعارات كلها خداعٌ, يعملون ظاهرياً عملاً وآخر مبطناً, ولذلك يجب على الدوائر الرسمية والقيادات السياسية والقانونية وأهل السودان كافة أن تأخذ حديث وجدي هذا محمل جد, لأنه أيقظ فتنة كبرى وشعلل نيراناً أخشى أن لا تنطفئ قريباً, لان جهلاء القوم سيتعاملون معه ويأخذونه محمل جد, بل تكون عندهم حقيقة وترسخ في الأذهان صراعات عرقية وعنصرية انتهت في السودان منذ عصور غابرة.
إن حديث وجدي في هذه الندوة يجب ألا يمر مرور الكرام!! وأعتقد يجب أن يتعامل معه بالقانون وأن يتداوله كُتّاب الرأي والوسائط بعُمقٍ, باعتبار أنه ظاهرة يجب أن تزول من دنيا السودان, بل يجب أن يغادر وجدي صالح أي موقع يشغله في منظومة الدولة طوعاً أو إقالة, لأنه تجاوز الحدود في الممارسة السياسية المنضبطة والأخلاقية!
إن هذه الفتنة تحتاج لعلاجها عبر القانون حتى لا يظنن أحدٌ أن حيفا أو إساءة وقعت عليه فيقرر الانتقام خارج القانون, خَاصّةً وأن هذه الأيام الشحن العرقي والاصطفاف الجهوي والقبلي في أعلى درجاته, كما يجب أن توقف مليونية اليوم ٢١ أكتوبر حفاظاً على الأمن القومي.
عليه, مطلوب تدخُّل الجهات العليا في الدولة وأخذ الأمر بجدية والتعامل معه قانوناً, ويجب أن يُوقف التحشيد والتحشيد المُضاد, وأن يتخذ البرهان قراراً يُعيد الأمر إلى نصابه.