الى ميري.. الى ملوال.. الى جميع الصغار في جنوبنا الحبيب.. الى كل أبناء وبنات السودان..
اليوم الذكرى الأولى لعيد الوحدة الوطنية فلتبتهجوا قدر ما تستطيعون.. انكم مسرورون وكذلك نحن كلنا معكم..
أردت أن أقف معكم هنا قصيراً.. اخوتي لقد عانت بلادنا كثيراً من نير الاستعمار وأبتليت بحكومات وطنية لم تكن في حجم تطلعاتنا وآمالنا واستطاع الاستعمار أن يزرع الغابة ويرعاها في جنوب بلادنا الحبيب.. وكان لنا عدداً كبيراً من سنوات المعاناة العصية إلا أن هذا كله نريده أن يصبح ذكرى مريرة لا نريد لمرارتها أن تذهب عن حلوقنا حتى لا ننساها وحتى لا نفرط في ثورة مايو الاشتراكية.. التي أتتنا ببشائر السلام يوم تفجرت في الخامس والعشرين من مايو 1969م.. زادتنا يقيناً في التاسع من يونيو 69 وحولت يقيينا الى ايمان في الثالث من مارس 1972م واليوم نحتفل بالذكرى الأولى..
قصدت أقول أن العمل الذي ينتظرنا كثير وشاق, فالعمل هو الذي يخلق المجتمع.. والمنافسة الكريمة هي التي تحمي السلم والديمقراطية.. والتنافس يطور الانسان.. ولنجعل من تحالف قوى الشعب العاملة (الاتحاد الاشتراكي) مكاناً فرداً لنتنافس داخله بمطلق حريتنا وإرادتنا.
ان الذين يؤدون عملهم بجد ومثابرة لا شك في أنهم مواطنون مشبعون بروح المسئولية, فيجب علينا أن لا نترك مكاناً بيننا للذين يتباهون بما قدموا للشعب وللثورة ولا للذي يقول قمت بهذا العمل أو ذاك فكيف كافأني الشعب وأين وضعتني الثورة؟
المناضلون الحقيقيون هم الذين يسألون أنفسهم وعلى الدوام كم زدت في الانتاج, ما الذي قدمته في مجال محو الأمية.. في مجال التوعية – فلنكن أناساً جدد نتحلى بروح التغلب على كل صعب من أجل تحقيق أمانينا.. ومن أجل تطوير ثورتنا.. ومن أجل الوصول الى مجتمع الكفاية والعدل.. فالمستقبل ينتظرنا مشرقاً وضاءاً فقط في طريق الاشتراكية.. اخوتي كلكم في جنوبنا الحبيب ليس لدى ما أقدمه لكم سوى حار التحايا وصادق الأمنيات, ومزيداً من التآخي والوحدة.
- وجهة نظر
أذكر أني رفعت مرة سماعة التليفون لاتصل برقم أريده وبدلاً عن ذلك استمعت الى محادثة بين صوتين نسائيين.. ولعن الله حب الاستطلاع فسمحت لنفسي بمتابعة الحديث فمعذرة للمتحدتثتين..
× تتصوري فلانة؟
-مالها؟
× ما مقلبها وامبارح كانت خطوبته لواحدة قريبته..!
– ما ممكن ما بصدق.. يخصي عليه الخائن.. وبالله هي عاملة كيف كانت بتحبه موت..!
× زي الزفت امبارح اصلها ما قدرت تشتغل.. والله الرجال الواحدة اصلها ما ترقد ليهم في أمان يغشها الزمن ده كله وطالعة ونازلة معاه.. يخصي عليه..!
اكتفيت الى هنا لأني كنت مشغولة وهذا الذي سمعته لي فيه وجهة نظر.. أنا لست ضد أي علاقة عاطفية تنمو قبل الزواج بين شابة وشاب غايتها معروفة وطبيعية ولكن ولطبيعة المجتمع السوداني ومفاهيمه المتشابكة, هناك قطاع كبير من الشباب من الجنسين يسيء ممارسة هذه المودة النبيلة..
أريد أن أقول للشابات أن الفتاة هي التي تشكل مستقبل العلاقة بسلوكها الرزين وتمييزها بين الأخلاق واللا أخلاق, الشاب السوداني كلمات لسانه مع القرن العشرين ولكن عقله وفي مسألة الزواج هذه بالذات سوداني.. ود بلد لا يقبل المسخرة.. والزواج بالنسبة له ليست العواطف وحدها وانما يصبح الموضوع موضوع كرامة وسمعة أولاده وكيان بيته.. أنا أعرف الكثيرين الذين يكونون على علاقة مع احداهن وعند الزواج يبحث عن غيرها.. لماذا.. لأنها خرجت معه وأيه الضمان.. هذا الذي يحدث في الواقع إلا فيما ندر.. ما رأي الشابات.. أنا على استعداد لمناقشتهن..!
- من التراث
في سلسلة دراسات من التراث السوداني.. ومن التراث الشعبي لقبيلة المسبعات التي تسكن دارفور, والدراسة اعدها آدم الزين.. تحدث عن عادة الجنبقة.. وهي أن يتفق شاب وشابة على الزواج واذا رفض الأهل يهربا ويتزوجا عند مأذون..
عادة الجنبقة
الجنبقة دي.. انحن من قمنا نسمع يقولوا جنبقة.. جنبقة لكن الجنبقة عند الزغاوة.. هنا زول لابرتي لا متين يعرف جنبقة مافي.. هاتو شالت الدنيا خصوصاً أهل فار الريح الجاي ديل.. دي جيرتهم استلموها من الزغاوة..
أول بني كدي صغيرة عدرة ما لاقاها راجل ولا شاورها ولا قال ليها ندورك ولا تدوريني.. أمها وأبوها بس كان رضوا يجوزوها – هي الا كان لدلمة زول بس يجي يوم العرس لكن تو البنات غنن قالوا جيزة الكبار نية.. تو العوين يعرفوا يلقطوا رجالهن.. والرجال يعرفوا يلقطوا عوينهم..
مقطع شعر:
هذا مقطع شعر للشاعر الزنجي جاك رومان:
افريقيا لقد حفظت عهد افريقيا أنت في
كالشظية في الجرح
كصنم محروس في مركز القرية أجعلي مني حجر مقلاعك
ومن فمي شفتي جرحك
ومن ركبتي دعائم انحطاطك المحطوطة
ومع ذلك
لا أريد أن أكون إلا من عرقك عرق العمال والفلاحين
في جميع البلدان
مربع شعر:
طه الضرير شاعر الهمباتة يقول واصفاً حاله واخلاقيات مهنته:
يومن في الخلا ويومن مسحوناً الفتنة
يومن في شجر القضارف بتنا
البينة بترد من خصمنا الباهتنا
نتحزم على عروضنا ونقضي وقتنا
من أمثالنا:
مكتول اللداية بتأيا ومكتول الفهم ما بتأيا
شرح المثل:
كثير من أمثالنا السودانية تلخص نظريات متكاملة في الحياة فهذا المثل يؤكد أن الذي يعاني من الجوع.. يمكن شفائه ولكن الذي يعاني ضيق الأفق وعدم الفهم تصعب معالجته..