الخرطوم- فرح أمبدة
رسم خبراء وأكاديميون وسياسيون، “صورة قاتمة” لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، حال استمرت الأزمة السياسية الجارية في التصاعد بالشكل الذي هي عليه الآن.
ونوهوا في حديث لـ(الصيحة) إلى أن حالة الانقسام الحاد، والتحشيد الذي يجري، ربما شكّل خطراً حقيقياً على الثورة، وقد يؤدي إلى انهيار الدولة مثلما حدث لدول أخرى. وطرح الخبراء، مصفوفة للخروج من الأزمة تبدأ بالاعتراف بأن الجميع قد تسبّبوا في صنعها، وأن الحكومات (الثلاث) التي أعقبت سقوط النظام المباد، لم تكن بقدر التحدي، وأن المكونات السياسية المشكلة لقوى الحرية والتغيير، “لم تتعلم من التجارب السابقة”. وأعلى الخبراء من قيمة الحوار كطريق وحيد لا بديل له للحل، وأن يكون أولاً، بين مكونات قوى الحرية التغيير بأجنحتها المُختلفة، ومن ثم مع المكون العسكري.
وأرجع د. جمعة كنده كومي، الكاتب والأكاديمي، والمحلل السياسي، الأزمة في شكلها الكلي إلى ما أسماه الفشل التاريخي للقوى السياسية السودانية، منبهاً إلى أنّ الخروج من هذه التجربة من دون أن يكون هناك انتصارٌ لقيم الثورة، سيشكل الخطر الأكبر على الفترة الانتقالية.
من جهته، قال د. صالح محكر، الأكاديمي بالجامعات السودانية، إنّ الأزمة وصلت إلى مرحلة لا يُمكن تجاهلها، ولا تقبل المُزايدات، لأنّها كشفت عن مخاطر كبيرة، وأدت إلى انقسام حاد وسط المُجتمع.
إلى ذلك، نَبّه د. محمد عبد الله شريف، المؤلف والأكاديمي بجامعة نيالا إلى تناقض الأهداف التي رفعت من قبل المجموعة التي نظمت المسيرات وتنظم الاعتصام أمام القصر حالياً، “منهم من ينادي بحل الحكومة ومن ينادي بإسقاطها، وهناك من ينادي بتسليم السلطة للعسكريين”.