عندما كانت حمى الشعارات ما بين تسقط بس وتقعد بس…
لم يك من يقود خط السقوط له إجابة
لما بعده…
إذن هو القفز بالظلام بغباء مفرط…
كانت الإجابات مبهمة ومعممة…
لكن بغمرة الحماس والتدافع وكره
الإنقاذ…
سخرنا من الإجابة المنطقية اعتبرناها محض هراء…
كنا نحلم بذهاب الإنقاذ مهما يك من أمر ولو البديل الجحيم…
لم نسأل أسئلة كان ينبغي طرحها…
هل مَن يقود الحراك يملك برامج لما بعد السقوط…
أم الشعارات فضفاضة جوفاء فارغة المُحتوى والمضمون…
هل الثورة مطلبها الديمقراطية وبعض
ما يهرف به العامة دون علم…
بكل ما يلهج ويعد به ذوو الغرض من
وعود بمثابة العدم…
أم تهدف لتحسين المعاش… لكن بعد عامين ونيف…
لم تترجم أهدافها بمستويات معيشية
أفضل…
وبحس متجدد بالكرامة والعزة…
لم يتم الالتفات للاقتصاد ولا العدالة الاجتماعية…
فما هتفت به الشعب بات بحكم العدم
فلا أمل…
بانت فجوة بين الشعب وحاكميه…
فما دفعه للرفض وللثورة…
تحسين المعاش والحرية والسلام ثم
العدالة…
مطالب رئيسة ذرتها الرياح…
بالأمس خرج الشعب الذي وقف مع
الثورة…
لكأنه يكفر عن ذنبه…
البلاد تسير نحو هاوية بظل تشظي
ونذر حرب تلوح…
بانقسام سياسي واجتماعي وانسداد بالأفق وتراجع بالمستويات…
مع محاولات بعضهم للاستئثار على مفاصل السلطة في الدولة…
تسابق ومحاصصة مقيتة ونكوص عن العهود…
عجز في الإدارة وقصور بالرؤية…
اقتتال تدور رحاه نتاجه سالت دماء
غزيرة وعزيزة…
شَعَرَ الثُّوّار لكأن الثورة سُرقت منهم…
فأهدافها صارت يافطة عامة…
تنضوي تحتها أي قضية يريد طرف معيّن أن تمر عبرها…
تشابكت الأهداف الأصلية.. تناقضت…
مناقشات ومؤامرات وكيد لئيم…
مطلوب حكومة تمثل أشواق وأهداف
الثورة تمثل كل السودانيين…
تحافظ على وحدة الوطن…
فمن لا يملك خطة يدمر الوطن…
فليذهب فقد شبعنا خيبات…
هل نحن في الطريق السليم…
الإجابة تكمن بصورة جلية في ما يدور الآن أمام ناظرينا…
قفزٌ بالظلام ونذر حرب أهلية تلوح بأرجاء الوطن…
خلافاتٌ قبليةٌ تضرب بعميق…
الموت سمبلة هنا وهناك….
فهمنا كان القصد المستتر أبهة السلطة وبريقها…
كانت أجنداتهم بيع الوهم للشعب…
حسبنا أنه لا يُمكن بيع الماء بحارة السقايين لكن شربنا المقلب…
(الله غالب)
“الصيحة”