الأمة الإسلامية هي الأمة التي آمنت بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه رسولاً وبالإسلام ديناً, وهي أمة مستهدفة من دول الغرب والشرق, ولذلك أمة نومت, فهي مارد قوي اذا صحت, لأن لديها كل مقومات النهضة والعلو والتقدم ويسعى خصومها أن تظل نائمة.
أحد الأساتذة في جامعة إنجليزية وهو مستشرق يُدرِّس طلاباً إنجليزيين الحضارة الإسلامية ومن بين الدارسين طالب مسلم.
قال الأستاذ: الأمة الإسلامية أمة تنام ولكن لن تموت وعلينا أن نبقيها نائمة قدر استطاعتنا.
سأله الطالب المسلم لماذا العداء على الأمة الإسلامية وما يضيركم إن صحت من نومها العميق؟
أجاب الأستاذ: هذا سؤال كبير ولكن أبسط الإجابة، قبل 1400 عام كانت أساليب وأدوات الحضارة اليونانية القديمة والرومانية التي ورثتها وأخذت عنها كل شيء تبسط نفوذها السياسي والاقتصادي والثقافي والديني على العالم القديم بما في ذلك الجزيرة العربية.
كان مجتمع الجزيرة العربية يتشكل من قبائل مختلفة متناحرة ومتناثرة, دائمة التذبذب والانتقال والأهواء والأغراض, مفككة الأوصال, متفانية في حروبها, يقاتل بعضها بعضاً, مرة يدخلون في أهل العراق تبعاً للفرس وأخرى في أهل الشام تبعاً للروم, ولم يجمعها من الدوائر والتشكيلات الإدارية والسياسية والاقتصادية بعد سقوط الممالك اليمنية الحميرية، إلا أن شكلا بسيطا ظهر في نهاية القرن السادس الميلادي بعد الغزو الحبشي للجزيرة وهو حلف الفضول الذي جاء بعد حرب الفجار.
كان المشهد يبدو في منتهى الاستقرار في هذه المنطقة من العالم تحت حكم الفرس والروم.
فجأة ظهر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم, حيث سماه قومه الصادق الأمين، والذي اكتسب صفات الزعامة والشرف والرأي والعزم والحزم والحلم والتأمل والنبوءة فأثرت تأملاته على عقل خصب راجح وبصيرة نافذة تُوِّجت بالنبوة.
قام محمد صلى الله عليه وسلم وعلى مدى ثلاثة وعشرين عاماً بإنضاج برنامج تجاوز حدود المعجزات، وذلك من خلال سلوكه الشخصي ورسالته السماوية بتوحيد قبائل عرب الجاهلية التي كان من صفاتها الدنايا والرذائل التي ينكرها العقل السليم, ويأباها الوجدان, وفي الوقت نفسه كانت فيهم الأخلاق الفاضلة المحمودة من كرم ووفاء وإغاثة وعزة نفس وعزم وحلم وصدق وأمانة ونفور من الغدر والخيانة.
قام لتوحيدهم وصهرهم في بوتقة أخلاقه وتعاليمه السماوية حتى أصبحوا على ما يريد.
وما وعده سراقة بسواري كسرى إلا كأنه يقول اني اصنع أمة سترث الأرض من بعدي.
استطاع الإسلام بوثبته الهائلة الانتصار على الروم في اليرموك (٦٣٦م), وعلى الفرس في القادسية (٦٣٨), ومع انكسار الفرس والروم, بدأ العرب المسلمون بالتوسع والسيطرة على العالم, فأصبحت الدولة الجديدة تمتد من فرنسا غرباً وشمالاً الى الصين شرقاً وذلك في القرن الأول من ميلادها.
إذن أنشأ محمد رجالاً يمكنك وصفهم بكل شيء, إلا أنهم دون الملائكة وذلك من خلال تقديمه لوعد معلق في السماء فكيف نترككم الآن لتحقيق وحدة.
وقومية عربية إسلامية حدودها من الغرب الى الشرق ١٢٠٠٠ كلم, ومن الشمال الى الجنوب ٨٠٠٠ كلم لمصادر طبيعية هائلة إن توحدت, وبشعب فتي إذا اقتنع سيصنع المعجزات خلال فترة نسبية قصيرة, أنتم قلب العالم فإذا أصبح قلب العالم سليماً معافى تبعته الأطراف.
إذن ما علينا إلا إبقاءهم نياماً بقدر ما نستطيع, لأننا لا نستطيع أن نميتكم طالما القرآن الكريم فيكم. أنتم أمة تنام ولكن لن تموت. علينا تأجيل يقظتكم بقدر المُستطاع.
نحن نصنع نخبكم السياسية والاقتصادية والإعلامية فتكون مجبرة عن وعي ودراية أو بدونهما أحياناً لتنفيذ ما نريد.
قال هل أجبت، قلت نعم.
قلت أشرت في حديثك أكثر من مرة الى نحن.
فمن أنتم.
قال نحن زعامة العالم الآن.
الدول العميقة من الولايات المتحدة واسرائيل وأوروبا وحلف الأطلسي ووكالات المخابرات الأمريكية والاسرائيلية والبريطانية والأوروبية وهيئة الأمم المتحدة والجمعيات السرية والمتنورين والماسونية وفرسان المعبد وأرباب المال وتجار السلاح وبارونات النفط وأساتذة الجامعات وحتى أكون أكثر تحديداً المسيحية واليهودية والصهيونية, وليزداد العجب أضف الشيوعية.
هذا التحالف الهائل هو الذي يقوم بتنفيذ عمله الاوركسترالي المنظم مستخدماً وسائله الجبّارة من ثقافة وإعلام واقتصاد وعسكرة وتسخير ديني للحفاظ على الأمة الإسلامية نائمة.
ثم همس وبأنين أمة تنام ولكن لا تموت.
أيها الأمة الإسلامية أنتم خير الأمم متى تصحون؟ غداً قريباً.. وغداً لناظره قريب.