ياسر زين العابدين المحامي على رصيف الوجع
أنّات ووجع ولا حياة لمن تنادي..
جذوة الأمل خبت..
اعتقدنا بعد الثورة تبدُّل الحال…
لكن لا حياة ولا حياء في كل شئ…
ثورة الجياع قاب قوسين أو أدنى…
تعطل دولاب العمل بكل المناحي…
ليس هنالك ما يدعو للتفاؤل….
الوعود ذرتها الرياح…
سمعناهم بآذان صاغية فقالوا لنا…
ستأتلق الجنة أنهاراً وظلاً إذا ذهبت الإنقاذ وصدقناهم…
سننسى فلا نأسى على ماض تولى
إذا انتصرت الثورة وستثمر… قمحاً.. ووعداً.. وتمني.. وهيهات…
سنعبر وننتصر وثمة ضوء آخر النفق…
وأي كلام لا يسنده المنطق جنون…
الجوعى بقلب الخرطوم وما أكثرهم…
بأطراف المدن يُعانون بكل الظروف… يأكلون من خشاش الأرض بمهانة… يضربون بمناكبها ولا بارقة أمل…
فلا يهدأ لهم روعٌ ولا يغمض لهم جفنٌ…
فقد تنامى معدل المسغبة والخوف…
الإرادة غائبة.. الوعي عن تحقيق أشواقهم وأحلامهم…..
فلم يبذل الجهد لرفع حالة الهشاشة الاجتماعية…
ولم تيسر فكرة إدماج الفئات المُهمّشة والهشة…
وضاق وعاء الخدمات الاجتماعية…
الذين يتمتّعون بعائدات النمو فئات معروفة…
قالوا إنه زمان الإصلاح… مدّدوه ثم جمّدوه…
فشلوا بإصلاح الأنموذج الاجتماعي…
لازمتهم حمية الجاهلية…
فعين رضاهم عن كل عيب كليلة…
وعين السوء تبدي المساويا…
لننتظر حتى تكبر الكروش الجديدة…
ومن لا يجد قُوته يلزمه شهر سيفه…
والجائعون لا يملكون سيفاً…
لا يقوون على السير بساقين…
أضناهم ذل الحياة ورهق الشهيق والزفير…
لا أمان ولا أحلام ولا اشواق…
فقد تقلّصت لرغيف الخبز…
الشعب خرج لأجل مطالب مُحدّدة…
لا معيار صنفه ولا مقياس أدرجه…
ولم يتحقّق مطلبٌ واحدٌ لحد الآن…
تعقيداتٌ بائنةٌ وإحباطٌ مريعٌ…
مٌماحكات… خلافات… مؤامرات…
انشقاقات… ومُحاصصات…
واقع مُخزٍ مُفضٍ لليأس والجنون…
الخوف أن نقترب من عتبته…
عندها لا يسأل المجنون عن خياراته…