يعتقد كثيرون أنّ هذا الشعب سوف يظل مطية لتحقيق مآرب وأحلام بعض الساسة دون أن يقول لهم لا, وهذا الاعتقاد خاطئ وتثبت خطأه مجريات الأحداث والتاريخ على مر العصور، فهذا الشعب قال كلمته في 64 وفي 85 وفي 2019م وازال أعتى الديكتاتوريات من الساحة, بعد أن ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم وتغنيهم كنوزهم من بطش الشعب، سوف يقول الشعب كلمته مجددا في وجه من اوردوا الوطن موارد الهلاك، نعم انتصرت الثورة وسقط الطاغية وفر الفلول ولكن بئس الخلف لبئس السلف فقد تسلق سور الثورة المتردية والنطيحة وما أكل السبع من الأحزاب ذات الوجود الصفري بين القواعد والجماهير، سرقت الثورة عندما أوكلنا كبار الأمور لصغار الناس, فضعنا وضاعت الأحلام, وتساقطت الأمنيات في بحر الخيبات والفشل الذي لازم حكومات الفترة الانتقالية الأولى والثانية.
كلمة الشعب سوف تكون الفيصل يوم غد السبت 16 أكتوبر الذي سوف يشهد الملحمة الفاصلة بين قول الشعب وقول الناشطين، فالشعب ضد عودة النظام البائد، والشعب مع الثورة التي قدّم فيها تضحيات تتناقلها الأجيال, ولكن الشعب ضد أي حزب أو جماعة تحاول أن تجعل هذه الأمة مسرحاً لعبثها الصبياني، نحن مع توافق جميع السودانيين بلا فرز ما عدا النظام البائد ورموزه الفاسدة والمفسدة، لقد ملّ الشعب من التشاكس وتصفية الحسابات، وكانت دعوة الشعب للتماسك والوحدة بين كل مكونات ومؤسسات الدولة المدنى والعسكري، وسوف يجدد الشعب ثقته في الدكتور حمدوك قائد التحول والانتقال الديمقراطي المرتجى، فقد عرف الشعب صدق الدكتور حمدوك ولكن الصدق وحده لا يكفي ولا بد من التمييز بين رغبة الشعب ورغبة ثلة من منتفعي الأحزاب، لقد أنهك الضنك والعنت هذا الشعب، وهدد حياته شظف العيش الذي جعل السواد الأعظم من الناس يتمنون الموت عندما يقفون عاجزين عن مسح دمعة طفل اشتهى قطعة خبز أو حلوى أو يرى أحدهم سائلاً ولا يستجيب له، إن الحال التي وصلت إليها البلد لا تخفى على أحد ولا يمكن وصفها بالكلمات.
كلمة الشعب سوف تقال في يوم مشهود يعيد له ثورته المسروقة وكرامته المهدورة على قارعة طريق أحزاب الاختطاف التي تنخر في عظم البلد كالسوس.
إنّ الموعد مع كلمة الشعب يوم غد السبت 16 أكتوبر, وأن يحشر الناس ضحى وعندها سوف يتم “فرز البيض من الحميض.”