“ما بَسَقتْ أغصانُ ذُلٍ إلا على بِذر طَمع” .. ابن عطاء الله السكندري ..!
“استجابة لنداء الوطن لكل بنيه للمساهمة في التوافق بين كل الأطراف، عاد إلى البلاد العارف بالله فضيلة الشيخ الأمين عمر الأمين، أحد رموز الطرق الصوفية بالطريقة القادرية المكاشفية بالسودان، وخليفة الولي الصالح فضيلة الشيخ عبد الله الشيخ يوسف قرشي المكاشفي ود العجوز بأم درمان. وأكد الشيخ الأمين أن عودته جاءت ليواصل العطاء مع إخوانه في الطرق الصوفية كافة، وكل القوى الوطنية، بعد زوال نظام الإنقاذ، مجدداً دعوته لسلمية الثورة السودانية، التي أصبحت نموذجاً يحتذى به، وداعياً للتوافق بين كل الأطراف”..!
بهذه العبارات أعلاه، والمضمنة في تقرير مصور، استعرض تلفزيون السودان، مظاهر الاستقبال الحاشد الذي حظي به الشيخ الأمين، بمطار الخرطوم، ثم في ساحة الاعتصام بالقيادة العامة. فالشيخ كان من أقوى الداعمين للثورة السودانية منذ باكورة انطلاقتها. كيف لا وهو شيخ الشباب الذين أشعلوا وقودها، وبذلوا أرواحهم لانتصارها، واعتصموا – ولا يزالون – لحراسة مكتسباتها .!
عاد شيخ الأمين إلى السودان بعد إصرار غريب على محاربته وإمعان مريب في مضايقة حيرانه، وكأن قضايا السودان السياسية الكبرى، وتحدياته الاقتصادية العظمى، لم تكن لتجد طريقها إلى الحل إلا بتشريد هذا الرجل وتشتيت مريديه، وكأن مؤامرة كونية كبرى لدمار هذه البشرية كانت تحاك خلف أسوار ذلك المسيد ..!
الذين كانوا يعادون شيخ الأمين – ويحاربون بقاء مسيده، هل سألوا أنفسهم يوماً عن القاسم المشترك الذي يجمع بين شباب السودان الذين فروا إلى داعش، وشباب السودان الذين هربوا إلى الإدمان، وشباب السودان الذين لاذوا بمسيد شيخ الأمين ..؟!
حسناً .. نسبة الشباب المؤهلين أكاديمياً والمنتمين إلى أسر ميسورة الحال هي الأعلى بين شبابنا الذين التحقوا بتنظيم داعش، ونسبة الشباب المنتمين إلى أسر ميسورة الحال هي الأعلى بين شبابنا الذين التحقوا بقوافل المدمنين على أخطر أنواع المخدرات. أما نسبة الشباب المؤهلين أكاديمياً والمنتمين إلى أسر ميسورة الحال فهي الأعلى – أيضاً – بين شبابنا الذين التحقوا بمسيد شيخ الأمين. والآن، بعد معرفة القاسم المشترك، دعونا نقيس ..!
الذين اختاروا طريق التطرف الديني والتحقوا بتنظيمات أصولية متطرفة، ومنهم من قضى نحبه ومنهم من يننظر، ولا يزال بين ظهرانينا مثلهم كثر. وهذه مصيبة أجبرت صناع القرار – في بلادنا من قبل – على تجاوز الشعور بالقلق، إلى الفعل اللازم لمحاربة الظاهرة، ثم الفعل المتعدي إذا لزم الأمر. والذين اختاروا طريق الإدمان على المخدرات تحولوا إلى قنابل إجرام موقوتة، وضياعهم يهدد مستقبل أمة بأكملها ..!
أما الذين اختاروا طريق شيخ الأمين فقد استعانوا بحضور حلقات الذكر على صلاح أمور دينهم ودنياهم. وهم لم ينكثوا عهداً ولم ينقضوا بيعة، ولم يتركوا بناء مستقبلهم ولم ينصرفوا للدروشة. معظمنا يعلم أن حيران شيخ الأمين ليسوا “عطالة” .. وليسوا “رمتالة” .. بل فيهم الأطباء، والمهندسون، والمحامون، والإداريون الناجحون، وغيرهم من فئات الشباب التي تساهم بمؤهلاتها العلمية ونجاحها المهني على خدمة المجتمع وتنمية الوطن ..!
كل هؤلاء وأولئك عصمتهم صحبة هذا المسيد من مزالق التطرف والإرهاب الديني، وحمتهم من مهالك الخمور والمخدرات ومظاهر اللهو والمجون التي انتشرت بين شباب هذا الزمان. فأي خطر كان يمكن أن يحيق بهذا المجتمع جراء تكأكؤ الحيران على هذا الرجل؟!. وأي خطر على الإسلام يحدثه اجتماع الشباب – على ذكر الله والصلاة على رسوله – في ذاك المسيد ..؟!
مرحباً بعودة شيخ الأمين التي تشكل خطوة كبرى لتصحيح المسار في مستقبل السراط الوطني المستقيم ..!
منى أبوزيد