من أشهر الذين وثّقوا للأغنية السودانية.. عوض بابكر.. سادن حقيبة الفن!!
موثق مهم:
التوثيق للغناء السوداني عبر كل الحقب من أصعب المهام العلمية التي يمكن القيام بها.. فهي تتطلّب قدرات خاصّة ومهارات عالية وخبرات نوعية.. والأستاذ عوض بابكر هو من أشهر الذين وثّقوا للأغنية السودانية عبر برنامجه الشهير (حقيبة الفن) وهو برنامج مشهود له بدقة المعلومة وتقديمها بطريقة مبتكرة.. ويشهد له الجميع بفضل كبير في التوثيق لأغنية الحقيبة،كما ساهم بحفظها لكل الأجيال القادمة.
سيرته الذاتية:
عوض بابكر إبراهيم محمد البصير من مواليد الكدرو في العام 1955م, وتعود أصول أسرته إلى قبيلة المحس بالشمالية (جزيرة بدين) وفي عهد السلطنة الزرقاء هاجرت أسرته من جزيرة بدين واستقرت بتوتي ثم منطقة شمبات واختلطت بقبيلة الجموعية.
تلقّى دراسته الأولية بمدرسة الكدرو الأولية, ثم مدرسة ريفي الخرطوم بحري الوسطى, ثم مدرسة بحري الحكومية الثانوية, وفي تلك المدرسة زامل عبد الغفار عوض ابن فنان الحقيبة الشهير عوض شمبات ونمت بينهما صداقة قوية وعن طريقه تعرّف بوالده عوض شمبات.
دراسته الأكاديمية:
التحق بمعهد الموسيقى والمسرح (كلية الدراما والموسيقى حالياً) في العام 1977م, حيث نال بكالوريوس التمثيل والإخراج في العام 1981م, وأفادته دراسة الدراما في عرض برامجه المختلفة اعداداً وتقديماً وإخراجاً.
في 17/ 8/ 1981عمل عوض بابكر بالإذاعة السودانية (قسم الإخراج) في عهد مديرها المرحوم محمود أبو العزائم, وقام بإخراج عدد من البرامج الثقافية والدينية. وفي العام 1983م تم نقله إلى إذاعة صوت الشعب المتخصصة, حيث تولّى تقديم برنامج (أصل وفصل) وهو برنامجٌ مُشابهٌ لبرنامج حقيبة الفن الذي يُقدّم من إذاعة أم درمان.
برنامج أصل وفصل:
كان برنامج (أصل وفصل) واحة ظليلة ونبعاً ثراً متجدداً لمُستمعيه, ويرجع ذلك لذائقة عوض بابكر الفنية الرفيعة والتي يعبر عنها بأسلوب عذب ورشيق, إضافةً لمعرفته الدقيقة بكلمات غناء الحقيبة الرصين الخالد وألحانه الشجية وقد وهبه الله ذاكرة حديدية قوية أعانته كثيراً في شرح معاني كلمات الحقيبة ومراميها, وبعد هذا النجاح المنقطع النظير لعوض بابكر كان من الطبيعي أن يعهد إليه بتقديم برنامج حقيبة الفن في إذاعة أم درمان والذي لا يزال يواصل تقديمه منذ العام 1985م وحتى الآن.
عازف بارع:
يُجيد عوض بابكر العزف ببراعة على آلتي العود والكمان, وعُرف بارتباطه الوثيق بالفنان الراحل خضر بشير والذي كان يشارك بالعزف معه في بعض الأحيان وهو أفضل من يقوم بتقليده عندما يغني.
أول مرة قام فيها عوض بابكر بمسك المايكروفون كان من خلال الإذاعة المدرسية بمدرسة بحري الحكومية الثانوية في العام 1974م, وكان مدير المدرسة الأستاذ عثمان محجوب شقيق الراحل عبد الخالق محجوب.
ارتبط عوض بابكر بصداقة قوية بالفنانين الراحلين بادي محمد الطيب ومصطفى سيد أحمد وهو من أشار له بغناء أغنية في الضواحي وطرف المدائن وقام بكتابتها له بخط يده إبان دراستهما معاً بمعهد الموسيقى والمسرح.
برامج بالإذاعة:
لم يتوقّف عوض بابكر عند تلك المحطة التي وصلها كمقدم لأشهر برنامج في الإذاعة السودانية, بل عمل على تطوير قُدراته ومهاراته الذاتية ولمزيد من التجويد والإتقان في مجال عمله تلقّى عدة دورات تدريبية كانت خير معين له في عمله الإذاعي.. قدّم عبر إذاعةFM 100 برنامج (شنو الهكر) واختار اسم الهكر الذي يُستخدم في الإشارة إلى السيارات القديمة ولكن وظّفه للإشارة الى الأشياء القديمة مثل السحارة والخمارة والعنقريب وخلق منها قصصاً وطرائف حتى يذكر الجيل الجديد بلسان البيت السوداني بكل قبائله.