أما بعد
أبو بكر الصندلي
فرز الكيمان- خطوات في درب النضال
مرحلة حرجة تمر بها بلادنا العزيزة في ظل انتشار النفاق “السياسي” و”الاستهبال” الاهلي، وتضارب المصالح ما بين “المكون- العسكري- المدني” قتامة وضبابية في المشهد، لا نور يضيئ عتمة دروب “التعافي”، كدر وانقسامات ما بين “قحت- أ” و”قحت- ب”، أجسام ثورية هنا وهناك، تجييش جديد في انتظار مرور “قطار” الترتيبات الأمنية ليأخذ كل صاحب مطمع “نصيبه”، وفي ظل هذه الصور الكئيبة التي تتصدر المشهد، مازال هناك أبطال غيورون يعملون بتفانٍ وإخلاص من أجل رفعة هذا الوطن “العزيز”.
خلال تصفحي لمواقع التواصل الإجتماعي طالعت بياناً “عاصفاً” صادر من المكتب القيادي الأعلي لمجلس الصحوة الثوري السوداني، موقعاً من الفريق محمد بخيت عجب الدور الأمين العام ومقرر المكتب القيادي الأعلى لمجلس الصحوة الثوري السوداني معلناً فيه خروج المجلس رسمياً ونهائياً من ميثاق إعلان الحرية والتغيير- الذي وقع عليه المجلس في الأول من يناير 2019م، كما أكد نفيه صلته بما يسمي بميثاق “التوافق الوطني”- الذي وقع بقاعة الصداقة بالخرطوم، وشدد بمواصلة النضال الثوري لإنجاز التغيير الشامل، وتحقيق أهداف الثورة.
وتابع البيان في اجتماعه الدوري 9- 10 اكتوبر 2021م ناقش المكتب القيادي بشكل مستفيض قضايا الراهن السياسي في البلاد ككل، وبعد دراسة موسعة، ومستفيضة شملت مجمل الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والإجتماعية بعمق وما آلت إليه الأوضاع بصورة غير مسبوقة وخطيرة للغاية مهددة لاستقرر البلاد.
وقال البيان إن الاجتماع تطرق بالتفصيل لمناقشة شأن حكومة الفترة الانتقالية، وصراع تياراتها الدائره الآن حول النفوذ والتموضع الذي ليس له أدنى علاقة بقضايا وهموم المواطن المغلوب على أمره، حيث أكد المجلس خروجه الرسمي والنهائي من ميثاق إعلان الحرية والتغيير “أ” الذي وقع عليه المجلس في الأول من يناير 2019م مؤكداً نفيه الصارم علاقته بما يسمى “ميثاق التوافق الوطني- مجموعة قاعة الصداقة قوى الحرية والتغيير” ب” ولم نكن جزءاً منها ولن نكون، ونتعهد بمواصلة النضال الثوري لإنجاز التغيير الشامل والجوهري في بنية الحكم في الدولة السودانية.
كما جدّد مجلس الصحوة رفضه القاطع والحاسم لتسوية جوبا ومساراتها وطالب بتحقيق السلام العادل والشامل. كما أكد رفضه القاطع والنهائي للاصطفاف مع الفلول وبقايا النظام البائد بكل واجهاته.
وأكد البيان على طرح رؤية وطنية شاملة ومستقله لمخاطبة جذور الأزمة وتشخيصها في مقدمتها تحقيق السلام الشامل والعادل والمستحق ووضع الأرضية الملائمة للتحول الديمقراطي والتعايش السلمي المشترك.
وطالب البيان بحل الحكومة وتشكيل حكومة جديدة قومية من كفاءات مهنية قادرة على استكمال التغيير المنشود، وسلاسة التحول من نظام ديكتاتوري إلى نظام ديمقراطي. وأوضح البيان أسباب الخروج أبرزها اختطاف الثورة بواسطة مجموعة محددة عمدت على الانحراف الكامل من مقررات ثورة ديسمبر المعلنة والمتفق عليها في ميثاق إعلان الحرية والتغيير، بالإضافة لفشل حكومة الحرية والتغيير في إدارة المرحلة الانتقالية وتنصلها الكامل عن بنود الوثيقة الدستورية المشوهة التي نصت على أن تكون الحكومة من كفاءات “تكنوقراط” وليس حكومة مكونة من القيادات الحزبية القائمة على نهج المحاصصات والتسويات السياسية البائسة. العجز عن حل الأزمة الاقتصادية الطاحنة وعدم تلبية حاجات المواطن الملحة في الأمن والصحة والتعليم.
فضلاً عن أن تسوية جوبا فاقمت تناسل الأزمات السياسية والإجتماعية في الشرق ودارفور وكردفان والنيل الأزرق والشمال والوسط والخرطوم.
ونحسب ان هذا البيان وضع النقاط فوق الحروف وفرز الكيمان تماماً، وقرار شجاع جاء في الوقت المناسب، فإن مجلس الصحوة يمتلك كوادر مؤهلة وواعية ومدركة لتفاصيل عميقة في الراهن بالبلاد، قادة منتجة لفكر وفلسفة في شتى المجالات، وقال القيادي بمجلس الصحوة الثوري السوداني الدكتور حافظ الزين إن من أبرز ملامح الفكر والفلسفة السياسية والاقتصادية لمجلس الصحوة الثوري، إقامة وتأسيس دولة المواطنة والحقوق المتساوية “الدولة المدنية الديمقراطية الفيدرالية”، الحكم الذاتي المتمايز وغير المتمايز لكل أقاليم السودان في إطار دولة اتحادية واحدة، بجانب تطبيق الحكم الذاتي للولايات المتمايزة داخل الإقليم الواحد. وتابع: نرفض بشكل حاسم تقسيم السودان إلى دويلات تحت أي سبب أو مبرر كان. وزاد: نعتقد أن الدولة المدنية هي التي تتناسب والتكوين والتنوع والثراء الإجتماعي والتعدد الثقافي والفكري للدولة السودانية.
نواصل…
11 أكتوبر 2021م
الخرطوم