آمال عباس تكتب.. وقفات مُهمة.. تحية حارّة للشعب المُنتصر
إن كان للنضال والبطولة والصلابة والعزم والصدق أن تتجسّد لما وجدت أقرب وأنسب من شعب فيتنام البطل.. الشعب الذي علّم كل شعوب العالم معنى الكرامة والتضحية في سبيل الحرية والاستقلال والعزة.. في معركته الضارية القوية ضد قوى الاستعمار والامبريالية العالمية.
بمناسبة توقيع اتفاقية السلام بالأحرف الأولى, ليس عندي ما أقدمه لذلك الشعب البطل و(للفيات كونج) سوى التحايا الحارة والإجلال التام.. والتحايا أيضاً لكل الخيِّرين الذين انحازوا للحق من الشعب الأمريكي ولكل الشباب والشيوخ والنساء الذين عبّروا عن رفضهم لموقف أمريكا في فيتنام والعقبى للعرب والفلسطينيين في نضالهم العادل, والعار والخزي دائماً لقوى الشر والعدوان.
وبهذه المناسبة أيضاً, أقف مرة ثانية لأقول إن العدم لا يستطيع أن يشعل إشعاعات النضال ولا ذكرى الذين أثروه ببسالة.
أردت أن أقول للعم هوشي منه.. المناضل الراحل الباقي وهو في عليائه واثقاً يوم ذهب أن النصر لشعبه ولقضية الإنسان العادلة في الحياة والحرية.. أردت أن أقول له لقد انتصر شعبك لا لأن قضيتكم عادلة وحسب, ولكن لأنه التزم بالوصايا الاثني عشر امتنع تماماً عن الست المحرمة:
× لا تأتي عملاً من شأنه إيذاء الأرض والمحصول أو إلحاق الضرر ببيوت الشعب وممتلكاته.
× ألا تصر على شراء أو استعارة ما لا يريد الشعب أن يبيعه أو يعيره.
× لا تجلب الدجاج إلى بيوت الناس الجبلية.
× لا تنكث بوعد أبداً.
× لا تتحدى إيمان الناس وتقاليدهم (كأن تنام أمام المذبح أو ترفع قدميك إلى الموقد أو تعزف الموسيقى في البيوت).
× لا تقل شيئاً أو تأتي فعلاً من شأنهما أن يتركا الناس يعتقدون بأنك تحتقرهم.
لقد امتنع شعبك عن هذا كله أيها العم الراحل الباقي والتزم بالست الأخيرة المسموح بها:
× أن تُساعد الناس في عملهم اليومي (كأن تحصد معهم أو تحتطب لهم أو تجلب لهم الماء أو تخيط لهم.
× كلما كان بإمكانك اشتر حاجياتك لأولئك الذين يعيشون بعيداً عن الأسواق (كأن تشتري لهم سكاكين وملحاً وابراً وخيطاناً وأقلاماً وورقاً ..الخ).
× أن تروي في أوقات الفراغ قصصاً مُسلية قصيرة وبسيطة تفيد حرب المقاومة ولكن لا تفضح أسراراً.
× أن تعلم السكان الكتابة القومية ومباديء الصحة العامة.
× أن تدرس عادات كل إقليم حتى تتعرّف على سكانه من أجل خلق جوٍّ ودي باديء ذي بدء ومن ثم تشرح لهم بالتدريج ضرورة التخلص من خرافاتهم.
× أن تثبت للناس أنك مستقيم ومجتهد ومنظم.
إليك يا شعب فيتنام النصر والعزة الدائمة, وإلى الراحل في عليائه التحايا والتجلة, وإليكم أنتم أيضاً أبياته التي تحوّلت إلى حقيقة ناصعة:
الوصايا الاثنتا عشرة
المذكورة أعلاه
يمكن أن ينفذها الجميع
والذي يحب وطنه
لن ينساها أبداً
عندما يكون في الشعب
تقليد ما
يصبح الجميع كرجل واحد
وسوف يكلل كل شيء
بالنجاح
يوجد جيش جيد
وشعب جيد
ولا يمكن أن تعمر
الشجرة طويلاً
إلا إذا كانت جذورها قوية
والنصر لا يأتي
إلا إذا كان أساسه الشعب
مربع شعر:
ديل الديمة من رد الأنيس ناجعات
وكل حين فوق عليون نأبي منجمعات
تيسن دور الوادي الورى القلعات
ضمر خلقة مو من قل معاش ضايعات
شرح المربع:
من مسدار طويل لشاعر البطانة الحاردلو يصف فيه قطيعاً من الصيد في رحلة طويلة وفي هذا المربع, يقول: إن هذه الغزلان دائماً تهرب من أماكن تواجد السكان وتعتلي الروابي العالية البعيدة بعد أن يطمئن الذكر منها على خلو المكان من الانس وهذه عادة عند قطعان الغزلان, إذ يتقدمها الذكر مكتشفاً الري والأمن, ويقول الحاردلو إن هذه الغزلان ضامرة خلقة وميزة للجمال وليست من الجوع.
- النسى قديمه تاه
الشيخ إدريس ود الأرباب
في طبقات ود ضيف الله وفي سيرة الشيخ إدريس ود الأرباب الذي يضم رفاته ضريحاً يتوسط قرية العيلفون التي تقع شرق الخرطوم ورد حديث طويل عن علمه وورعه وحلمه وكرمه ويقول المؤلف:
“ومن كرمه أنه كلم سالم الفزاري وقال:
حاضرين إلينا اخواناً لينا شوف لهم ضيافة والوقت فلا.. وأحضر العيش وأمر بطحينه.. فسالم الفزاري قدر ما كاس ما وجد شيئاً إلا وجد حملاً عند امرأة وطلبها أن تبيعه عليه فأبت فلح عليها ولم ترض, ثم قالت القوي يطلب من الضعيف سوقوه ما ببيعه عليكم فأخذه فلما كان اليوم الثاني حضر للشيخ ستة عشر توراً محملات دخن زيارة, فقال يا سالم اعطهن للمرأة سيدة الحمل ثم حضر حان الحرك الشكري ومعه ثلاثة أنفار كل واحد منهم معه صرة ملحقات فقالوا للشيخ هذه زكاة إبلاً لنا استعين بها على الضيفان, قال الشيخ لسالم اعطهن المرأة سيدة الحمل.. ثم جاء رجل من اربجي ومعه كيس مال مليان فأعطى المرأة, إلا أن حمد بن الشيخ قال الكيس عاجبني فرفيه واعطيني إياه فأخذه ثم جاء رجل محسي وجاب معه حصان وقال للشيخ عندي فرس كانت عقرت وشلت لك حصان في نسلها إن ولدت والفرسة ولدت وهذا الحصان حقك.. قال أعطوه لصاحبة الحمل, فقالت المرأة أنا الحصان شن بعمل به, فردته الى حمد ولد الشيخ والشيخ منع حمد منه وقال عمل خرجناه مننا لله ورسوله ردوه إليها فردوه”.