تقرير: حسن حامد
لم يأت شعار(جاهزية، سرعة، حسم) الذي رفعته قوات الدعم السريع عن فراغ وإنما جاء نتاجاً لأدوار كبيرة قامت بها تلك القوات فى كافة الصعد، أبرزها حسم التمرد في دارفور وكردفان بالإضافة لحماية الحدود ومكافحة الاتجار بالبشر وغيرها من المهام، ولكن أبرز ما يميز قوات الدعم عن رصيفاتها هو الدور المجتمعي الكبير الذي قامت وتقوم به حتى الآن في كافة المجالات الخدمية والمساهمة في تعزيز مسيرة السلم الاجتماعي الذي تفكك بدارفور جراء الحرب التي اندلعت بالإقليم منذ مطلع العام 2003م ولم تختف آثاره حتى الآن.
الخدمات الكبيرة التي قدمها قادة الدعم السريع للمواطنين في عدد من المدن والمناطق بولايات السودان، وجدت الثناء والتقدير من قبل المواطنين، ففي عدد من المناطق بدارفور يتحدث الناس عن مشاريع المياه التي أقامها الدعم السريع وكذلك الصحة والتعليم، وليس ببعيد إلزامية التعليم التي فرضتها قوات الدعم السريع على قطاع الرحل بالمناطق الجنوبية لولاية جنوب دارفور، والمشاريع التي أقيمت لتجميع الرحل من أجل ترك الترحال وتعليم الصغار وغيرها العديد من المشاريع التي نفذتها قوات الدعم السريع والتي لم تسلط عليها الأضواء الإعلامية
ومواصلة للمبادرة التي أطلقتها قوات الدعم السريع قطاع جنوب دارفور في يناير الماضي بقيام مهرجان السلام والتعايش السلمي والذي دشنت فعالياته بمعسكر دريج للنازحين بنيالا، وكان له الأثر الإيجابي في تحقيق الأهداف التي حملها المهرجان.
وأطلقت قوات الدعم السريع قطاع نيالا مبادرة من ضباطها وضباط صف وجنود المبادرة الثانية لإصحاح البيئة بمدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور بمشاركة أكثر من خمسة آلاف من منسوبيها، إيمانًا منها بأن الوقاية خير من العلاج، وبذات السرعة والجاهزية والحسم كانت القوات في الموعد المحدد منتشرة بمواقع الأوساخ والنفايات المتكدسة بالمدينة وأسواقها المختلفة، خطوة تفاعلت معها قطاعات المجتمع المختلفة.
ففي السوق الشعبي جنوب وادي نيالا كان التنادي لهذه القوات في اليوم الأول للنفرة صبيحة أمس الأول الخميس وتستمر حتى اليوم السبت حققت المهمة في إزالة النفايات المنتشرة في مواقع عديدة.
وفي الجانب الآخر توزعت القوة الأخرى ما بين سوق موقف الجنينة بنيالا، وسوق المواشي بالإضافة لسوق نيالا الكبير ومستشفى نيالا التعليمي علاوة على بعض الطريق الرئيسة.
والي جنوب دارفور المكلف اللواء هاشم خالد محمود وقف على انطلاقة النفرة وخاطب أفراد الدعم السريع ورفع من روحهم المعنوية التي لم تنخفض يوماً في أداء الواجب، وأوضح أن المبادرة التي أطلقتها قوات الدعم السريع لإصحاح البيئة عمل كبير، وأضاف: يجب على كافة المواطنين التفاعل معه وإسناده حتى تدخل نيالا الخريف وبيئتها خالية من المهددات الصحية ، وتابع: ندعو المواطنين للتفاعل مع الحملة لأن فصل الخريف إن حل وبهذه البيئة المتردية سيكلفنا الكثير في الوقاية والصحة، لذلك لابد من مقابلة مبادرة الدعم السريع بمبادرة أكبر وأسرع حتى تكون البيئة صحية.
وبعث محمود بتحية تقدير لقائد الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان ولمؤسس القوات نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان حميدتي على هذه المبادرات المجتمعية التي عمت معظم ولايات السودان.
وأشاد محمود بالسرعة والجاهزية والحسم التي ترفعها قوات الدعم السريع شعارًا لها، وقال إنها عند الطلب إذ المسافة تقدر بأربع ساعات، فهي تصل في ساعة واحدة ما يؤكد جزئية الشعار الخاصة بالسرعة، وأضاف: الحسم ليس حسم الفوضى والتفلتات، وأردف: الآن يطبقون الشعار بهذه النفرة الصحية التي تستهدف نظافة الأسواق والطرق الرئيسية وفتح المصارف والجسور حتى تنعم المدينة ببيئة معافاة وينشدون عبرها الصحة والوقاية من الأمراض لكل المواطنين.
وأضاف أن الدعم السريع جسدت جزئية السرعة من الشعار في إعلانها للمبادرة قبل يوم، ونزول القوات لميادين العمل في اليوم الثاني، وزاد (الدعم السريع) ليس حسمها للجرائم العابرة للحدود وتجارة البشر والمخدرات أو القتال وإنما هي جاهزة في كل الأعمال.
وقال اللواء هاشم إن المسؤولية الاجتماعية المطلوبة في كل المناطق قوات الدعم السريع تقوم بها على الوجه الأكمل.
وتابع: “يكفي أن الأسبوع الماضي إخوانكم في ولاية الخرطوم (شرق النيل) قاموا بنفس هذه النفرة، ما يؤكد أن قوات الدعم السريع ليست قوة جهوية وإنما هي قوات قومية لكل السودان.
وأثنى الوالي على الدور الكبير الذي تقوم به قوات الدعم السريع قطاع جنوب دارفور في المجالات كافة.
بدوره قال رئيس شعبة الإدارة بقوات الدعم السريع قطاع نيالا الرائد الحاج إسماعيل الدود إن قوات الدعم السريع ظلت تلعب أدواراً مجتمعية متعاظمة في معظم ولايات السودان، وفي مجالات خدمية مختلفة، وأضاف: ها هي الآن تطلق مبادرتها بإصحاح البيئة بمدينة نيالا.
وقال إن المبادرة جاءت بناء على طلب ورغبات ضباط وضباط صف قوات الدعم السريع قطاع نيالا للمساهمة مع السلطات المختصة ومجتمع الولاية في الإصحاح البيئي والاستعداد لفصل الخريف القادم.
وأضاف الحاج إن اليوم الاول للنفرة شارك فيه أكثر من (18) من الضباط و(1800) من الرتب الأخرى تم توزيعهم بأسواق المدينة المتمثلة في موقف الجنينة، المواشي، السوق الشعبي وسوق نيالا الكبير بالإضافة لمستشفى نيالا التعليمي، وأشار إلى أن قوات الدعم السريع تعمل في كل المجالات ولديها أشخاص ينفذون المهام، وتابع: أدوارها بدأت بحسم التمرد ثم انتقلت إلى تقديم المشروعات الخدمية للمواطنين، وها هى تواصل جهودها في الانتقال لإصحاح البيئة التي أطلقتها بالعاصمة الخرطوم، والآن في مدينة نيالا، ومن ثم تنطلق إلى مدينة الفاشر حاضرة شمال دارفور ومن بعدها الجنينة بغرب دارفور حتى تعم المبادرة كافة المدن السودانية التي تتواجد فيها قوات الدعم السريع.
وأضاف: “نحن في الدعم السريع نرى أن إصحاح البيئة ليست مسؤولية الدعم السريع وإنما هي مسؤولية كل مواطن، ومن خلال هذه المبادرة نود أن نرسل رسالة للجميع بالاهتمام بهذا الجانب لأن النظافة مسؤولية الجميع وعبرها يمكن أن نحارب الأوساخ ونجنب المجتمع الإصابة بالأمراض المتعلقة بتردي البيئة.
فيما أشار عدد من المواطنين الذين استطلعتهم الصحيفة من أحد مواقع النفرة بالقرب من مستشفى نيالا إلى أن المبادرة التي قامت بها قوات الدعم السريع تستحق أن يلتف حولها الجميع خاصة وأن البيئة بنيالا بمحلياتها شمال وجنوب تراجعت كثيرًا هذه الأيام وتحتاج لتضافر جهود الجميع، وشدد عدد منهم على ضرورة أن تقوم السلطات الهندسية مبكرًا بعملها في فتح المصارف المغلقة قبل حلول الخريف تفادياً لأي آثار تنجم عن عدم فتح مصارف الخريف بالمدينة.
بينما اكتفى أحد المواطنين يدعى على إسحق عبد الله خلال حديثه للصحيفة بقوله (الحصة وطن والدعم السريع حقق وسيحقق كل الأهداف بمثل هذه المبادرات المجتمعية).