بسبب تدهور التعليم.. زيادة نسبة الفاقد التربوي وجرائم القتل وانتشار المخدرات والعَطالة
تقرير: عبد الوهاب أزرق
جدلية التعليم بجنوب كردفان والنهوض به تظل قضية محورية واكبر القضايا التي واجهت كل حكومات الولاية المتعاقبة, لجهة أن ركائز التعليم منهارة بفعل الحرب وتداعيتها، عطفاً على الوضع الاقتصادي والاجتماعي, عوامل أقعدت العملية التعليمية برمتها وجعلتها تبحث عن نفاج للخروج من الواقع المتردي رغم بعض الإشراقات بتحسن نتيجة مرحلة الأساس لهذا العام.
فتحت المدارس ابوابها في السابع والعشرين من سبتمبر المنصرم بالنسبة للمعلمين, فيما اتجه الطلاب والطالبات والتلاميذ والتلميذات إلى المدارس في الثالث من أكتوبر وفي السادس من اكتوبر سيّرت طالبات الثانويات بمدينة الدلنج مسيرة سلمية طالبن ببداية التدريس وصرف الكتب, كما طالبن بإعطاء المعلم حقه ليستقر التعليم، وسلّمن المدير التنفيذي لمحلية الدلنج مذكرة مطلبية.
وقفة احتجاجية
في كادُقلي, نفذ المعلمون بمحليات كادقلي الكبرى, وقفة احتجاجية سلمت والي جنوب كردفان مذكرة تطالب بإلغاء الهيئة النقابية لعمال التعليم العام غير الشرعية المفروضة عليهم حسب المذكرة، والمرفوضة من القواعد, كما طالبوا إلغاء كل الاستقطاعات التي فرضتها الهيئة النقابية غير الشرعية و إلغاء إجراءات إيجار مقر الهيئة النقابية لعمال التعليم العام لمنظمة اليونسيف بالولاية, وأكد المعلمون رفضهم التام لكل أشكال الوصاية وفرض الشخوص وتجاوز القواعد، مشددين على تطبيق إزالة التشوهات في الأجور حسب منشوري رئيس مجلس الوزراء رقم “363” و(545)، وإيقاف تنقلات المعلمين التي تمت بواسطة الهيئة النقابية غير الشرعية.
وما اشعل فتيل الأزمة بين المعلمين والنقابة هو تكوين لجنة تسييرية جاءت من غير استشارة المعلمين، وبحسب مصدر “للصيحة” استقطعت اللجنة التسييرية مبلغ “٨٥٠” جنيهًا من كل معلم بمحليات كادُقلي الكبرى، كما قامت باستئجار مباني فندق المعلم لمنظمة اليونسيف، كما نقلت بعض المعلمين خارج المحلية بعد قيام الاستشارية وجعل العام الدراسي على المحك، وبداية الدراسة أصبحت صعبة في ظل جدال ومطالبة بالحقوق في رئاسة الولاية مما سينعكس على كل المحليات.
نقص الكتاب والمعلم
مدير عام وزارة التربية والتوجيه الأستاذ أبو القاسم حسين وفي تصريح خاص “للصيحة” أوضح أن الدراسة بدأت وليست بالشكل المنتظم، لافتاً أن البنات أكثر انتظامًا بالمدارس منذ الأسبوع الأول, وكشف حسين ان تحديات نقص الكتاب والمعلم، والبيئة المدرسية تواجه العام الدراسي كل عام، وتم تجاوزها والتغلب عليها في العام الدراسي السابق, ما انعكس على تحسن نتيجة شهادة الأساس، مشيرًا إلى ان المنحة المدرسية من البنك الدولي، بجانب التدريب وتوفير الإجلاس بنسبة معتبرة خلقت الاستقرار الدراسي, وتابع حسين هذا العام هناك وعود، مبيناً عن قرب وصول إجلاس وصفه بالبسيط، وقال تتم مُتابعته مع وزارة المالية الاتحادية والولائية, وعن نقص المعلم أوضح انه لا وظائف جديدة، واعداً بوصول كتب من الصف الثاني حتى الخامس أساس التي تُطبع خارج السودان.
التسرُّب من المدارس
وعن المرحلة المتوسطة, كشف مدير عام وزارة التربية والتوجيه أن الدراسة تكون بنفس المدرسة ويقوم بالتدريس معلمو الصفين السابع والثامن بعد دورات تدريبية على المنهج الجديد، وزاد: نعمل لتوفير كتاب المرحلة المتوسطة الذي وصلت منه “٤” كتب, وطالب حسين بإعطاء المعلم حقه لاستقرار العام الدراسي، مبيناً حدوث تفاهمات مع النقابة, وعند سؤاله عن التسرُّب من المدارس أوضح مدير عام الوزارة لا نعرف نسبة التسرُّب إلا بعد استقرار العام الدراسي، مؤكداً وجود التسرُّب لجهة الصراعات والنزوح في بعض المحليات، وذكر أن عوامل التسرب ذهاب الطلاب إلى العمل بالتعدين او القوات النظامية بداية متعثرة وقد تستقيم مستقبلاً بتوفير كل مقومات العام الدراسي في ولاية أكثر حاجة إلى التعليم لتخرج من الوضع الذي وصلته، وبسبب تدهور التعليم يكثر الفاقد التربوي، وجرائم القتل، وانتشار المخدرات والعَطالة.