تحرى المواضيع البسيطة في أغنياته .. عبد الرحمن الريح.. رنة قديمة متجددة في تاريخ الغناء!!
تحرى المواضيع البسيطة:
لم يتوقف الناس كثيراً عنده.. ولم يتأمل النقاد سيرته جيداً, حيث نجد أن عبد الرحمن الريح بدأ بأغان ذات نمط جديد (أنا سهران يا ليل، خداري، جاني طيفه طايف)، بعد أن تحرى المواضيع البسيطة المباشرة والأحداث المختلفة منقولة الى الناس والمشاعر المألوفة والمترجمة بنبرة الحقيبة, وبالتالي القريبة من الحياة العادية بما يكفي لتجد صدىً عند الجمهور الأقل تجاوباً مع التحولات الفنية.
الغناء الجميل:
واتّخذت الصيغة البسيطة وأدخل فيها الغناء الجميل خلسة كظاهرة باذخة مُخصّصة للمُتذوِّقين, بل كتسلية ديمقراطية مبسطة, ولذا نجد أن كرومة عندما كان يغني في احدى الحفلات طلبت منه الجماهير أن يغني ثلاث اغنيات وكانت جميعها من كلمات وألحان عبد الرحمن الريح فغناها لأن رغبة الجماهير هي الغالبة وقد تقبلتها بفرحة وسعادة الاغاني هي التي بدأ بها مشواره الفني (خداري، أنا سهران يا ليل)… فالفن الجيد يصل بسرعة إلى القلوب.
رنة جديدة:
وهذا إن دل على شئ, إنما يدل على ان شاعرنا الكبير بدأ بداية طيبة قوية استطاع من خلالها أن يزرع رنة جديدة للجمال في جسد الأغنية السودانية، فصال وجال مُغامراً من أجل الجملة اللحنية والشكل اللحني والكلمة الهادفة وحافظ على روح الغناء السوداني وإيقاعاته مع لمس الحس الشعبي.
ثورة التم تم:
كان التم تم ثورة فنية ونقطة تحول في الاغنية السودانية، انتقلت به من الإيقاع البطئ الى الأسرع.. وكانت الناس مهوسة به، فقدم ما رددته الجماهير ومن بينها (لي زمن بنادي وخداري), وقد استطاع عبد الرحمن الريح بحق وبشكل ملموس وواضح في تشكيل ذوق المجتمع السوداني.
فنان ثوري:
وفي السنوات التي نصاعد فيها الكفاح الشعبي عموماً والنضال في صفوف الطبقة العاملة بصفة خاصة, سنوات الحرب العالمية الثانية, ظهرت أغان تتناول القضايا المُلحة للجماهير الشعبية فقدم أغنية رجال الحدود. وقد غنّاها الفنان الكبير سرور، وأيضاً عندما أشعل مؤتمر الخريجين العام نار الوطنية انعكس هذا الشعور الوطني على الأدب والفن فكان عبد الرحمن الريح يبث الروح الوطنية عبر طريق شعره وأغانيه واستمر على هذا المنوال حتى غادر الاستعمار البغيض البلاد.