بشير عباس.. اسم يحتشد بالعبقرية الموسيقية، نحت بأنامله الوسيمة على قلوب كل السودانيين حتى أصبح ظاهرة في دنيا التلحين والتأليف الموسيقي.. ومن يصغي السمع لأغنيات مثل رجعنالك وكنوز محبة وطائر الهوى يعرف تماماً أنه أمام مبدع مغاير ومختلف له طابعه وأسلوبه اللحني والتأليفي.. رجل بتلك المواصفات من البديهي أن يعتلي قمة الوجدان ويتربع عليها
ميلاده وتعليمه:
وُلد بشير عباس في حي حلفاية الملوك بالخرطوم بحري بالسودان قبل أن ينتقل مع أسرته إلى أم درمان, تعلّم العزف على الآلة الموسيقية منذ صباه بالمدرسة الأولية. يقول بشير في إحدى المقابلات الصحفية التي أُجريت معه إن أول آلة موسيقية تعلم عليها العزف كانت صفارة أهداها إليه والده كمكافأة لنجاحه في امتحانات الالتحاق بمدارس المرحلة الابتدائية، وكانت صفَّارة مصنوعة من عود الأبنوس. ثم تعلم العزف على آلة العود في مسقط رأسه بالخرطوم بحري.
حياته العملية:
عمل في الإذاعة السودانية كعازف لآلة العود في يونيو حزيران 1959م ثم عُيِّن في وظيفة سكرتير أوركسترا الإذاعة القوميَّة، واستمر فيها حتى 1963م حتى استقال منها ليعمل كعازف لحسابه الخاص، وعمل بعد ذلك في الهيئة القضائية في الخرطوم في وظيفة محاسب ولكنه ما لبث أن عاد إلى الإذاعة السودانية مسؤولاً عن قسم الموسيقى. وفي عام 1966م تمَّ تعيينه نائباً لضابط الموسيقى بالإذاعة. وفي العام 1967م تولَّى مهمَّة إدارة قسم الموسيقى بها.
في عام 1990 سافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وأقام فيها حتى عام 1995 ليغادرها إلى فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وخلال تلك تلك الفترة سُجِّلت له عدة حلقات لبرامج موسيقية في كل من إذاعة مونت كارلو وهيئة الإذاعة البريطانية في لندن. وغادر دولة الإمارات العربية المتحدة ليقيم في كندا للعلاج ويتنقل بينها وبين وطنه الأصلي السودان.
إنتاجه الفني:
بلغ رصيد بشير عباس من المقطوعات الموسيقية التي قام بتألفيها حوالي 48 قطعة موسيقية إلى جانب 120 عملاً في تلحين الأغاني لعدد من كبار المغنين السودانيين أمثال أحمد المصطفى، محمد وردي، عبد العزيز محمد داؤود, زيدان إبراهيم, حسن عطية وفرقة البلابل. وكانت أولى مؤلفاته الموسيقية ثلاث مقطوعات هي: «أمي» و«أحاسيس» و«نهر الجور» والتي قدمها للإذاعة السودانية في أم درمان عام 1960 بالعزف على المزمار وتوالت بعد ذلك أعماله الموسيقية المسجلة لدى الإذاعة السودانية ومن بينها مقطوعات بعناوين «مريدي» و«ليالي الخرطوم» و«النيلين» و«الأخت» و«أضواء».
نجاحه في الخارج:
شارك بشير عباس في العديد من الفعاليات الموسيقية الدولية والمسابقات الفنية، ففي عام 2003م تلقى دعوة للمشاركة في فعاليات يوم الموسيقى العالمي بألمانيا ضمن 22 مشاركاً من مختلف قارات العالم وفاز بشير في المسابقة محرزاً المرتبة الثالثة من خلال موسيقى أغنية «عشت يا سوداني» التي تغنى بها أحمد المصطفى، وفي عام 2005م نظمت جامعة الدول العربية في القاهرة مسابقة للمقطوعات الموسيقية شارك فيها بشير عباس بقطعة موسيقية بعنوان «نبتة حبيبتي» ممثلاً للسودان مع 25 مرشحين آخرين وأحرز المرتبة الثانية, كما تمت استضافته في عدد من محطات الإذاعة العالمية مثل هيئة الإذاعة البريطانية في لندن وإذاعة مونت كارلو في إمارة موناكو وإذاعة صوت أمريكا وإذاعة الشرق الأوسط العربية.
دوره في تطوير الموسيقى السودانية:
ارتبط اسمه في فترة من فترات نشاطه الفني بالثلاثي الغنائي النسوي في السودان المعروف باسم البلابل والذي يتكون من ثلاث شقيقات, تولى بشير مهمة تلحين وتوزيع موسيقى أغنياتهن والتي لاقت رواجاً كبيراً في السودان وبلغ مجموع ما قام بتلحينه لهن من أغانٍ وأناشيد حوالي 35 عملاً تنوّعت موضوعاتها من موسيقى الرومانسية إلى أغاني الحماسة منها أغنيات: لون المنقة، مشينا، خاتم المنى، مشوار، نوّر بيتنا، اللي يسأل ما بتوه ومتعالي علينا.