البحر الأحمر.. عشرون يوماً من الإغلاق
بورتسودان: إيهاب محمد نصر
عشرون يوماً مَرّت من إغلاق الشرق بواسطة المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المُستقلة نتيجةً لمطالبتهم بإلغاء مسار الشرق الذي تم توقيعه في جوبا وحل الحكومة الحالية وتكوين حكومة غير حزبية, واعتبر عضو مجلس السيادة صديق تاور أن أزمة شرق السودان هي أخطر الأزمات التي مرّت على البلاد، نظراً لما يمثله الشرق من أهمية استراتيجية واقتصادية وشريان الحياة على البحر الأحمر، وقال إن استمرار الأزمة سوف تُدخل السودان في دوامة قد لا تنتهي وخسائر كبيرة من الناحية الاقتصادية.
خسائر كبيرة
وفي تصريح سابق, قال مدير الموانئ البحرية عصام حسابو, إن مجمل الخسائر في الأربعة أيام الأولى من إغلاق الميناء بلغ (250) ألف يورو, مَا يعني أن الخسائر تجاوزت بعد مرور 20 يوماً حوالي الـ5 ملايين يورو, إضافة للخسائر بالعملة المحلية والتي تجاوزت الـ 46 مليار جنيه, هذا فضلاً عن الأضرار الجسيمة التي سبّبها الإغلاق لسُمعة الموانئ السودانية بالخارج حسب إفادة مدير الموانئ المكلف.
وفي قطاع النقل, فقد أصدرت غرفة النقل, بياناً أوضحت فيه أنّ خسائرهم جرّاء إغلاق الطريق يُقدّر بـ(250 إلى 400) ألف يورو, وحذّر اتحاد غرف النقل السوداني من انفجار الأوضاع جَرّاء إغلاق الشرق، مُحمِّلاً القيادة السياسية في البلاد من المكونين العسكري والمدني المسؤولية.
وكشف مشرف قطاع اللواري والدفارات والترلات باتحاد غرف النقل السوداني محمد النور علي طبقاً لتصريحات صحفية عن احتجاز 1200 شاحنة مُحمّلة بالبضائع والوقود بلغت خسائرها 2 مليون دولار, وأشار إلى أنّ 349 شاحنة بضاعة محجوزة في بورتسودان و120 من شاحنات صوامع الغلال و(135 ) تانكر فيرنس لمحطات توليد الكهرباء شاحنة دبل مقطورة و(60 ) تانكر مقطورة واحدة و (324) “لوري ودفار” بضائع عادية.
النقل عبر الميناء
وقال محمد النور, إنّ (4) شركات عالمية أوقفت رحلاتها للسودان بسبب الإغلاق، إلى جانب عزوف المُورِّدين عن النقل عبر الميناء، والتحول للشحن عن طريق العين السخنة بمصر وجيبوتي, وأشار إلى أن تفاعل الحكومة مع الأحداث في الشرق لم يوازِ الأضرار التي تنتج يومياً, معتبراً أن ذلك عدم تقدير للموقف من جانبها.
وذهب عدد من المراقبين إلى أن الحكومة سلكت طرقاً بعيدة للحل بنتها على الاحتمالات, والتي يمكن أن تصيب ويمكن أن تخطئ وعلقوا, ولا أدل على ذلك البيان الذي أصدره مجلس الوزراء مؤخراً بنفاد الأدوية المنقذة للحياة بسبب إغلاق الطريق, الأمر الذي اعتبر عزفاً على العواطف, مَا أدى إلى خلق مواجهة بين المواطنين ومجلس نظارات البجا, وقد سارع المجلس في نفي ذلك, حيث قال الناظر تِرِك إن الخطاب الصادر من مجلس الوزراء حول نفاد كمية الأدوية المُنقذة للحياة خطابٌ استعطافيٌّ.
إجراءاتٌ قانونيةٌ
وأوضح مقرر المجلس عبد الله أوبشار في تصريحات صحفية, أن تأخير الأدوية المتواجدة داخل الميناء بسبب عدم تكملة الإجراءات القانونية من قبل الحكومة ولا علاقة لها بالتصعيد الثوري السلمي بشرق البلاد, وأكد سماحهم للأدوية المنقذة للحياة ولحركة المواطنين بالبصات وجميع المسائل المتعلقة بالإنسانية, وقد دعا قوى المجتمع المدني بولاية البحر الأحمر عبر بيان تلقّت (الصيحة) نسخةً منه قيادة الدولة في جانبيها السيادي والتنفيذي أن تولي قضية الشرق الأولوية القصوى بنزع فتيل الأزمة الماثلة عبر دور فاعل يرتكز على المُعالجة الموضوعية حتى نخرج بتوافق يضع أرجلنا على طريق البناء والإعمار على حد قوله.