يعتبر الشهيد إبراهيم عبد الله جاد الله رئيس جبهة القوى الثورية المتحدة, أول رئيس حركة مسلحة في دارفور يستشهد في الميدان, التقيت الشهيد الزبيدي عام 2008 بمدينة جوبا وهو قادمٌ من العاصمة الإريترية أسمرا, وانا مغادر الى أديس في إفطار رمضاني أقامه لنا اللواء فرح من قيادات الحركة الشعبية قطاع الشمال وهو من أبناء غرب دارفور رجل مضياف لكل الزائرين لمدينة جوبا أيام الكفاح المسلح, وكان معنا القائد موسى جادين القائد العام لقوات جبهة القوى الثورية والأستاذ محمود محمد كورينا المحامي مساعد الرئيس في حركة مناوي للشؤون القانونية والدستورية, وكان عليه رحمة الله الزبيدي أكثر سعادةً باللقاء ومتشوقاً للقاء العدو في الميدان ومؤمناً بقضيته, ويعتقد أن النصر قريب والحكومة ساقطة لا محالة.
والشهيد إبراهيم الزبيدي القادم من بادية أم سيالة بولاية شمال دارفور محلية الواحة, استشهد بمنطقة خور رملة بولاية وسط دارفور, وخلفه في رئاسة الحركة الأستاذ حافظ ابراهيم عبد النبي وزير الثروة الحيوانية الحالي.
دارفور ارض المحمل لا تنسى أبداً أبطالها الشهداء الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداءً, لقضيتهم وسطّروا بدمائهم الذكية ملاحم من البطولات والأمجاد من اجل الحفاظ على شعلة الثورة «الشهداء» أمثال الزبيدي وخليل إبراهيم, هم القناديل في عتمة الحياة, وهم الدرع الحصين وصناع المجد وحماة الأرض والعرض والمال, فقد انتفضوا من اجل القضية التي استشهدوا من أجلها وانحنى إجلالاً وتعظيماً لهم، رحل الزبيدي مبكياً على شبابه ولكن المسيرة مستمرة.
والزبيدي الذي تخرج في الجامعة, ترك الوظيفة وحمل السلاح وندد ببزوغ فجر جديد ينهي الظلم والتهميش والمعاناة الى أن قدم روحه فداءً للوطن ولقضيته, وكان يوم استشهاده حزيناً جداً ونزل خبره كالصاعقة, ونقل لنا خبر استشهاده عبر هاتف الثريا القائد موسى جادين وبكته كل البوادي والقرى والفرقان, ونعته كل الحركات المسلحة وقيادات الهامش.
وفي هذا الشهر, شهر أكتوبر, نُحيي ذكرى البطل إبراهيم الزبيدي ورفاقه الذين ضحوا بأرواحهم في خط الدفاع الأول بتفانٍ وإخلاصٍ وهم يحمون الوطن والمواطن. ذكراهم ستظل خالدة في وجداننا وذاكرة الأجيال المقبلة تلهمهم قيم التضحية والعطاء والوفاء.
رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته.. مآثرهم وتضحياتهم قناديل تضيئ طريق العمل المخلص لأجل الوطن ورفعته.. وخالص التعازي لأسرته ببادية أم سيالة ولرفاقه في جبهة القوى الثورية.
المجد والخلود لشهداء الثورة وعاجل الشفاء للجرحى والحرية للمفقودين.