بيان مجلس الوزراء.. هل رضخت الحكومة أم بداية لتشديد التعامل مع قضية الشرق؟
تقرير- محجوب عثمان
يبدو ان الحكومة انتبهت اخيرا الى ان اغلاق شرق السودان الذي بدأ قبل اسبوعين بواسطة تنسيقية نظارات البجا والعموديات المستقلة سيرتب نتنائج كارثية ومن الواضح ان الحكومة لم تتلمس هذه النتائج توقعا بل انتظرت حتى بدأت الازمات تطل برأسها لتبدأ تحركا استعطافيا لاهل الشرق فخلال اليومين الماضيين بدأت ازمة الخبز تتفاقم نتيجة انعدام الغاز ونفد مخزون الادوية المنقذة للحياة وتعطلت مصالح ملايين المواطنين وانتقلت الازمة الى شركات الملاحة العالمية التي اوقفت شحن البضائع لميناء بورتسودان نتيجة لوجود اسباب سياسية تمنع دخول السفن للموانيء وتفريغ حمولاتها.. كل ذلك جعل الحكومة تصدر بيانا باسم وزير الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة حمزة بلول مساء امس الاول جاء في لغة باردة تطالب تنسيقية نظارات البجا والعموديات المستقلة بفتح الطريق، فيما وصفة مراقبون بأن الحكومة بدأت الصراخ في لعبة عض الاصابع بينما مضى آخرون الى ان لغة الخطاب بداية لمرحلة تعامل اشد سيشهدها الشرق خلال الفترة المقبلة.
بيان الحكومة
مساء أمس قال مجلس الوزراء إن قضية شرق البلاد قضية عادلة وذات أولوية قومية قصوى، وأن حل الملف هو حل سياسي بالأساس، بما يخاطب كافة القضايا السياسية والاجتماعية والتنموية لكافة أهل شرق البلاد، وشدد على أهمية أن يُدار ملف الشرق من مركز حكومي واحد وبتنسيق عالي بين مختلف مؤسسات الدولة، واكد مجلس الوزراء انه ظل يتابع عن كثب تطورات الأوضاع بشرق البلاد خلال الأسابيع الماضية، تحديداً ما قام به بعض المواطنين والتنظيمات من إغلاق لميناء بورتسودان والطريق القومي الذي يربط بين ولاية البحر الأحمر وبقية البلاد عند منطقة العقبة، وتداعيات هذه الأفعال على المستوى القومي لبقية مواطني البلاد في مختلف الجوانب، ويؤكد احترامه الكامل لحقوق المواطنين في التعبير السلمي باعتباره حقاً دستورياً تم انتزاعه بتضحيات الشعب، لكنه يُحذِّر من تبعات إغلاق ميناء بورتسودان، والطُرق القومية بما يُعطِّل المسار التنموي في البلاد، ويضر بمصالح جميع السودانيات والسودانيين في أن يتحصلوا على الاحتياجات الأساسية.
نفاد مخزون
وأعلن مجلس الوزراء من خلال البيان أن مخزون البلاد من الأدوية المُنقذة للحياة والمحاليل الوريدية على وشك النفاد، بعد ان تعثّرت بسبب إغلاق الميناء والطريق القومي كل الجهود للإفراج عن حاويات الأدوية المنقذة للحياة والمحاليل الوريدية، بالإضافة لعدد من السلع الاستراتيجية الأخرى والتي تتضمن الوقود والقمح، ويشير مجلس الوزراء إلى أنّ استمرار عملية إغلاق الميناء والطريق القومي سيؤدي إلى انعدام تام لهذه السلع والتأثير الكبير على توليد وإمداد الكهرباء بالبلاد، وكل ذلك يرقى أن يكون جريمة في حق ملايين المواطنين، ويزيد من معاناة الشعب واكد وبذله كل الجهد لحلّ قضايا شرق السودان، وإيفاده عديد الوفود مع بقية مؤسسات الدولة لحلّ الأزمة، وطالب المواطنين بالنأي عن أساليب الاحتجاج التي تضُر بملايين السودانيين، مذكِّراً بأن الحوار هو السبيل الأنجع لنيل الحقوق، فهذه الحكومة هي حكومة جميع السودانيين، وأبوابها دائما كانت وستظل مُشرعة أمامهم لسماعهم والتفاعل مع قضاياهم، بعيداً عن الإضرار بحقوق المواطنين الآخرين.
تزامن
وتزامن مع بيان مجلس الوزراء الذي تم تداوله بكثافة ان قام عضو لجنة ازالة التمكين وجدي صالح بتسجيل مقطع فيديو اكد فيه احترام شرق السودان وان لجنة ازالة التمكين لا تضمر شرا للشرق وان اعفاء كابتن اونور من ادارة الموانيء البحرية لم يتم عبر لجنة ازالة التمكين بل ومضى اكثر من ذلك مشيرا الى انه احد ابناء الشرق وتربي وسط البجا ويعرف ثقافاتهم قاطعا بان لجنة ازالة التمكين في شرق السودان لم تعمل بعد ولا تزال معطلة واكد انه يحترم كل الادارات الاهلية وانهم ليسوا ضد البجا وانهم ضد “الكيزان” وقال انهم ليسوا ضد الادارات الاهلية وليسوا ضد النظار او العمد معتبرا ان الحديث عن انهم منحازون لجهة على اخرى محاولة للفتنة يستفيد منها فلول النظام السابق
وفي ذات الاثناء خرج مقطع فيديو آخر لعضو اللجنة صلاح مناع اطنب فيه بأهل شرق السودان وقال ان اهل الشرق جزء من الشعب ولهم دور كبير في استقرار السودان عبر الامير عثمان دقنة الذي حرر الشرق وقال انه مع قضايا الشرق بالكامل من اجل ان يكون هناك مؤتمر لحل مشاكل الشرق بصورة جمعية لكل اهل الشرق لتكون هناك تنمية متوازنة وتمييز ايجابي لاهل الشرق وابان انهم في لجنة ازلالة التمكين ضد النظام البائد والفلول وليسوا ضد البجا او اهل الشرق لكنهم ضد الفاسدين ولا علاقة لهم بغير الفاسدين والتحية لكل نظار الشرق وندعم كل قضايا الشرق على حد تعبيره.
توضيح
وجاء بيان الحكومة واعتذار اعضاء لجنة ازالة التمكين محاولة لاستجداء البجا لكن حقائق صادمة اوردها البجا سريعا ربما اكدت ان الحكومة بدأت تتحسس موضع قدميها فقد قال مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، عبد الله أوبشار انهم لم يمنعوا قط مرور الأدوية واكد ان شحنة أدوية عبرت للخرطوم يوم السبت الماضي دون ان يعترضها احد بالاضافة لسماحهم بدخول شحنة أسطوانات أوكسجين مرسلة من الخرطوم للبحر الأحمر، وكشف عن ان الأدوية التي تتحدث عنها الحكومة غير مُكتملة الإجراءات بما في ذلك التخليص الجمركي، وقال “هذه الإجراءات هي السبب في تأخير الأدوية”، واصفًا بيان مجلس الوزراء بالأكاذيب، وأضاف “البيان هروب من المسؤولية، ننتظر قرارات لحل الأزمة وليس بيانات”.
تحدي
وفي ذات السياق كذب زعيم تنسيقية البجا ناظر عموم الهدندوة محمد الامين ترك مزاعم منع مرور الادوية مبينا ان قضيتهم ليست ضد الشعب السوداني وقال “لم نمنع الشاحنات التي تحمل الدواء والدقيق والمشتقات النفطية من المرور لان المواطن لا ذنب له” ووصف البيان الصادر من مجلس الوزراء بانه بيان استعطافي وقال “عليهم ان يحددوا مكان الحاويات التي بداخلها الدواء وساقوم بترحيلها والسماح لها بالمرور والاشراف على توصيلها بنفسي”.