فتح المسارات …
* خرج سعادة الفريق كباشي الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري إلى منصات الإعلام في بادئ الأمر، وأعلن بأن وفد الحرية والتغيير المفاوض، قد سمح لهم، وفق التفاهم الذي جرى بينهما في الاجتماع، سمح لهم بفتح مسارات القطارات والسيارات والجسور
* لم يمض طويل وقت حتى أكد بعض المتحدثين من قبل الحرية والتغيير، بأنهم قد وافقوا على فتح مسار القطارات نظرًا لظروف نقل المواد التموينية الضرورية حتى لا يتضرر المواطنون، ويجري التشاور والتفاوض حول كيفية فتح بقية المسارات.
* لم تجف أحبار هذه التصريحات حتى خرج متحدثون آخرون وأُصدرت بينات، كلها تنفي قبول منظومات تجمع المهنيين والحرية والتغيير،ب السماح للمجلس العسكري بفتح مسارات القطارات والسيارات والجسور …
* في وقت لاحق يخرج السيد صديق يوسف المتحدث باسم الحزب الشيوعي، عضو وفد التفاوض، بأنهم قد سمحوا للمجلس العسكري بفتح جسر القوات المسلحة ويجري التشاور حول إمكانية السماح بفتح جسر النيل الأزرق …
* ومن ثم خرج سعادة الفريق أول حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري، ليضع النقاط فوق الحروف، بأنهم لم يحتاجوا بعد الآن إلى أخذ إذن من أحد لبسط هيبة الدولة، مستندًا على عدد من الاختلالات الأمنية التي حدثت بطول البلاد وعرضها، بحيث لم تسلم ولاية من تسجيل حالة انفلات، غير أن ولاية الخرطوم قد كانت مسرحاً كبيراً لمجموعة من الانفلاتات الأمنية.
* على أن العقل والرشد يقول بأنه يفترض أن الثورة قد نهضت لأجل فتح مسارات الحياة، وكما نادت بإزالة كل القوانين المقيدة للحريات، يجب أن تحرص على إزالة الحواجز والمتاريس التي تكبل حركة المواطنين والسيارات والقطارات …
* على أن محور العدالة الذي خرجت به الثورة ضمن المحاور الأخرى، يقضي بالا تعتدي على حرية الآخرين، ومن ثم نأخذ القانون بأيدينا لدرجة التوقيف والمساءلة والتفتيش، من قِبل جهات ليست قانونية.
* كثيرون كانوا يحذرون من عمليات تجاوز عملية إسقاط النظام إلى أتون إسقاط الدولة، وهنا مكمن الخطورة، على أن الوطن في هذه الحالة هو الميدان الوحيد الذي يلعب فيه الفرقاء السياسيون، فلئن فقدناه على حين حالة تهور، فلم نجد وطناً بديلاً ..
* كثيرون أيضاً لا يرون الجزء الآخر من المشهد، وأعني به قواعد المؤسسات الأمنية، من الجيش وقوات الدعم السريع والشرطة وجهاز الأمن الوطني، على أن هذه القاعدة الضخمة المسلحة لا تقبل أن ترى قادتها يبحثون عن إذن من بعض الملكية للسماح بفتح الطريق للقطارات والسيارات والمارة حتى تستقيم وتستمر الحياة ..
وليس هذا كل ما هناك