كلام في الفن.. كلام في الفن
القلع عبد الحفيظ:
ثمة أسباب جعلت غنائية القلع عبد الحفيظ لا تتخطى حدود (الوجاهة الاجتماعية) وانس (الشلة والأصحاب).. لأن القلع أصلاً لم يأت بتقليعة جديدة في الغناء.. فهو عبارة عن نسخة كربونية من الفنان كمال ترباس.. نفس الجسم.. والعِمّة.. والعباية وذات الفهم والتعابير.. ولكنه يختلف عنه من ناحية القدرات الصوتية والتطريبية.. وهنا يتفوق ترباس بشكل مطلق.. لأنه فنانٌ حقيقي وصاحب تجربة لها روادها وعشاقها.
إبراهيم الكاشف:
الكاشف وبحسه العميق وموهبته الفذة وألحانه الشجية، استطاع أن ينقل فن الغناء السوداني من الطابع الروتيني في اللحن وفي الأداء المتوارث في طريقة أغاني الحقيبة إلى طريقة الغناء الحديث الذي تصحبه الموسيقى الوترية، بل حتى قصائد شعر الحقيبة الخالدة، قام الكاشف بإعادة تبويبها واضفى عليها الكثير من إحساسه الفني الفطري.
أبوبكر سيد أحمد:
حينما تحدث الراحل محمد وردي عن أبوبكر سيد أحمد فتح له مغاليق الأبواب.. لأن الراحل وردي عادة لا يشيد بصوت جديد ما لم يتأكّد من جودته.. لهذا يجب على أبوبكر سيد أحمد أن يتوقف في تلك الإشادة حتى تكون هي أرضية الانطلاق نحو تجربة جديدة نأمل في تقديم إضافة ثرة في ظل راهن فني خائب وملوث بالكائنات المريضة.
أغنيات محمد وردي:
أغنيات وردي مازالت تنافس نفسـها، أو انه ينافس نفسـه بنفسـه رغم رحيله المر، فالرجل كان فنانا يحترم فنه ويقدسـه ويحترم جمهوره ويسعى قـدر جهده بالإجادة والتجديد والتحديث.. والرجل نقطة تحول بغير شـك في مجرى الأغنية السـودانية منذ ظهوره وحتى رحيله.. انه فرعون بحق وحقيقة.
سلمى سيد:
حينما كتبت عن المذيعة سلمى سيد من قبل وقلت بأنها سابقة لبنات جيلها، كنت أعني المفردة تماماً بكل ما تحمل من أوجه وأبعاد.. فهي مذيعة مختلفة ومغايرة ولا تشبه الأخريات في شئ وتتفوق عليهن جميعاً بقدراته المتجاوزة من حيث اللغة والقدرة على إدارة حوار عميق بمفردة بسيطة.. بكل تلك المكونات تجاوزت سلمى مربع العادية وفتحت لتجربتها نفاجات جديدة ومُختلفة.
حرم النور:
حرم النور فنانة مبدعة.. ولا يخالطنا الشك في ذلك ولكن يبدو صوتها ضاع في زحام التكرارية والتشابه والاحتكارية وإذا أرادت فعلاً حرم النور ان تصبح شيئاً ذا قيمة فنية فعليها أن تبحث عن الجديد.. الجديد في كل شيء وان لا تركن إلى الاستغلال وتعرف كيف تختار.. ومتى!!