هناك سؤال محوري ظل يدور في أذهان الكثيرين حول السبب الذي جعل الفنان الراحل عثمان حسين يقوم بمنع الفنانة سميرة دنيا من ترديد أغنياته رغم أنها كانت تحاول أن تتقرب منه في تكلف واضح وتطلق عليه لقب (بابا عثمان).. ولكن رغم هذا التكلف الذي كان واضحاً كان الفنان العظيم عثمان واضحاً وله مقدرة قراءة ما بين السطور والكلمات.. وربما شعر العملاق الراحل أن سميرة دنيا تتملقه حتى يسمح لها بترديد أغنياته.. ولكن فنانا بقامة وقيمة عثمان حسين من المستحيل أن تمر عليه مثل تلك الألقاب الفضفاضة من شاكلة (بابا عثمان).. وشخصياً احترمت جرأته حينما رفض أن تتغنى سميرة دنيا بأغنياته.. والأيام أثبتت أن الرجل كان محقاً في ما ذهب إليه وهو يرى أغنياته تموت أمامه (بسكين صدئة) أو فلنقل عبر صوت (صدئ) لم يتجاوز مربع البرود.
زمن طويل وسميرة دنيا هي ذاتها لم تتغيّر ولم تتبّدّل.. بينما نجحت الأجيال التي أتت بعدها وتركت أثراً لدى المتلقي السوداني.. وهي مازالت بعيدة عن الوجدان السوداني.. والمؤسف أن سميرة دنيا رغم أنها قبل زمن طويل، ولكنها ظلت واقفة في ذات المكان والمكانة ولا يعرف المستمع لها ولا أي أغنية واحدة يمكن أن نقول عبرها بأنّها فنانة ذات تأثير