هشام كمال لـ”بعض الرحيق”: فرقة ساورا ستعود أكثر جمالاً وإبداعاً
مكانة خاصة جداً تحتلها فرقة ساورا في الوجدان السوداني، والذي عادةً لا يختزن في ذاكرته سوى الجمالية الغنائية المطلقة.. أسّست الفرقة لمفاهيم مغايرة وجديدة في الغناء السوداني من حيث المحتوى الشعري أو من حيث التأليف الموسيقي.. لذك هي مشروع غنائي يرتكز على الكثير من القيم الإنسانية .. ورغم أن الفرقة عانت الكثير في العهود السابقة وتوقفت لعديد الأسباب، ولكنها الآن تعود للتحليق من جديد في فضاءات تنتظرها بمنتهى اللهفة والشوق .. الفرقة البنفسجية تستعد الآن ببعض الترتيبات للعودة ولنكشف تلك التفاصيل التقيت بالموسيقار هشام كمال المدير الفني للفرقة ليكشف لنا تلك التفاصيل عبر هذا الحوار.
جلس إليه: سراج الدين مصطفى
أستاذ هشام كمال.. تاريخياً كيف ومتى ولماذا تأسست فرقة ساورا؟
في البدء خالص الشكر لك وأنت تنقب في تفاصيل فرقة ساورا وتاريخها العريض والذي بدأ ما بين العام 1990 – 1991.. وأعلنت الفرقة عن وجودها الرسمي والفاعل في مهرجان الخرطوم الدولي للموسيقى.. وهذا المهرجان يمثل بداية الانطلاقة للفرقة في عالم الموسيقى والغناء في السودان بطرح غنائي مختلف وجديد من حيث المحتوى الموسيقي والشعري.
ما هي الدلالة الجمالية لاختيار البنفسج كهوية بصرية للفرقة؟
فيما يخص الدلالة الجمالية والفكرية للون البنفسج كهوية بصرية للفرقة.. ذلك الاختيار للمزاج اللوني لفرقة يشير الى عدة دلالات لأنّ البنفسجي هو لون الاعتدال، ينتج عن كميات متساوية من اللونين الأحمر والأزرق . يعتبر هذا اللون رمزا للوضوح، ونفاذ البصيرة، العمل العاقل والتوازن بين الأرض والسماء، الحواس والروح والشغف والذكاء والحب والحكمة. إنّ البنفسجي يقع في مواجهة الأخضر على افق الدائرة الحيوية.
كيف يتم انتخاب واختيار الأعضاء الجدد للفرقة موسيقياً وصوتياً؟
انتخاب واختيار الأعضاء عادةً يتم عن طريق الترشيح بين أعضاء المجموعة أو عن طريق المبادرات الفردية للأعضاء الراغبين في الانضمام للفرقة، وذلك الاختيار يتم وفق ضوابط علمية صارمة تُحدِّد قدرات العضو الجديد ومن ثم الالتزام الكامل بالميثاق الشرفي للفرقة والذي يضبط شكل التعاملات ما بين أعضاء الفرقة والفرقة.. ونحن حريصون جداً على ضم الأعضاء اصحاب المهارات الموسيقية والغنائية والأدائية العالية.
ما هو نوع وشكل التأليف الموسيقي الذي اختارته الفرقة حتى يكون ملمحها الغنائي؟
من المؤكد أن لفرقة ساورا ما يميزها من حيث انتخاب النص الشعري أو المؤلف الموسيقي.. وذلك عن طريق مزيج ما بين الآلات النحاسية والصوت البشري وذلك ما منحها لونا نغميا مختلفا وهو ما يُعرف (بالتون كلر) وذلك ما منح ساورا شكلا مختلفا رغم أن البعض غير متعودين على سطوة الآلات النحاسية، ولكن الموسيقى السودانية ارتبطت تاريخياً بالآلات النحاسية كفرق الجيش والشرطة كمثال ومثلت جزءا حميما من الوجدان السوداني.. ولكن ساورا نجحت في ترسيخ هذا الشكل الخاص بها.
هل بالضرورة أن يكون عضو الفرقة دارساً للموسيقى بشكل ممنهج؟
لا نفترض دراسة الموسيقى بشكل ممنهج لأي عضو من أعضاء الفرقة.. أقول ذلك بالرغم من أنّ المؤسسين الأوائل من خريجي كلية الموسيقى والدراما، ولكن يبقى من المهم أن يكون العضو قادراً على تفهم الطرح الموسيقي ومدى قدرته على الأداء أو العزف بطريقة سليمة ونكتفي بذلك بضرورة توفر الأساسيات ومن ثم تطويرها لتصب في مصلحة الفرقة.
هل برأيك مازال الجمهور ينتظرها للعودة؟
ما استطيع التأكيد عليه تماماً أن غياب ساورا أحدث فراغاً لن تسده إلا ساورا.. وأعلم تماماً أن هنالك لهفة كبيرة من الجمهور الذي ينتظر عودتها بكل شوق وحب.. وتلك اللهفة والمحبة لمحتها حينما شاركنا في تأبين الراحل محمد طه القدال وكان واضحاً جداً مدى التجاوب مع الفرقة.. ونسأل الله تعالى أن نعود بالطريقة التي تُرضي هذا الجمهور المتعطش.
حدِّثنا عن الوجوه الجديدة في الفرقة على مستوى الأصوات والفرقة الموسيقية؟
الوجوه الجديدة في الفرقة هم الأغلبية العُظمى.. وهم أصحاب وجود فعلي كبير.. وعلى سبيل المثال هناك دكتور مهند علي الليد الجيتار وسارة إبراهيم علي الرزم جيتار والأخ الصادق زيدان علي الباص جيتار ومظفر سيف علي الكي بورد ويوسف أبكر على الساكسفون وقاسم أبكر على الترامبيت وعلى مستوى الأصوات هناك تسابيح الأمين وممدوح وايهاب نميري.
كيف ستتحصن الفرقة من داء الخلافات والانقسامات؟
الاختلاف هو طبيعة البشر وجزء أصيل من تركيبتهم.. وساورا فرقة ذات تكوين بشري.. ومن الطبيعي أن تحدث فيها خلافات وهذه الخلافات ظاهرة صحية بالطبع وإذا تمت إدارة الخلاف بعمق فيصبح ذلك في مصلحة الفرقة.. ولكن ما استطيع تأكيده أن ساورا عبارة عن أسرة تجمع بينهم المحبة والولاء المطلق للفرقة ولهم هَمٌّ كبيرٌ بتطويرها وسد كل الفجوات التي تقود للانقسامات والذي يقود بالطبع للتوقف، ولكن بتقديري أن ساورا حالياً محصنة ضد كل ما يقود للانقسامات.
ما هي ترتيبات عودة البنفسج للساحة الفنية؟
ترتيبات العودة تُدار الآن بكل احترافية حتى نقود الفرقة لظهور مشرف بعد انقطاع طويل وكبير عن المسارح والجمهور.. ومن ضمن هذه الترتيبات حلقة تلفزيونية بتلفزيون السودان وتم اختيار القناة القومية لرمزيتها وقوميتها ومكانتها عند الشعب السوداني.. وستحيي الفرقة ليلة غنائية بدار الخرطوم جنوب للغناء والموسيقى والسجانة.. وهنالك العديد من الحفلات الجماهيرية والتي سوف تعلن تواريخها في القريب العاجل وسوف يشهد شهر أكتوبر نشاطا مكثفا للفرقة، ومن ضمن ذلك النشاط سيكون هناك حفل بمعرض الخرطوم الدولي.. كما أن هناك تخطيطاً لحفلات راتبة وبشكل منتظم.. وبعد تكثيف البروفات في الأشهر الثلاثة الماضية يمكن القول بأننا وصلنا مرحلة الجاهزية لتنفيذ تلك العروض.
مؤكد أن ساورا افتقدت الموسيقار ربيع عبد الماجد؟
بلا شك.. فرقة ساورا افتقدت الموسيقار ربيع عبد الماجد.. افتقدته كإنسان وفنان.. فهو كان واحداً من أكثر الأعضاء إنتاجاً للأغنيات فهو لحن لساورا عددا كبيرا من الأغاني.. وهو صاحب القدح المعلى.. ولكن رغم رحيله المفجع والمؤلم ولكنه موجود بيننا بأغنياته وموجود بأخلاقه الرفيعة.. وأصدقك القول بأننا نشعر كفرقة بأنه حاضر يومياً معنا في كل التفاصيل.. نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة.