ما بعد الرحيل:
ويبقى السؤال الأهم.. ثم ماذا بعد رحيل محمود عبد العزيز؟ هل نستمر في عبارات البكاء الإنشائية ونكتب الكلام المكرر والمُعاد بأنه أسطورة وبأنه فنان نسيج وحده.. والحوت فنان لن يتكرّر.. الحوت غير قابل للنسيان.. كل تلك الجمل والعبارات معلومة بالضرورة.. ولو لم يكن محمود أسطورة وغير قابل للنسيان والتكرار لما بكينا عليه كل هذا البكاء.
كابو ومحمود:
حينما أدعو هيثم كابو للكتابة عن محمود عبد العزيز لأنني أعرف عُمق العلاقة بينهما كما يعرفها الجميع.. وهذه العلاقة تتيح له أن يقوم بكتابة كتاب ضخم ومشرف عن سيرة محمود عبد العزيز الحياتية والغنائية.. وكابو بما يملك من أدوات وقدرات ومعلومات سيخرج لنا كتاباً نموذجياً لفكرة التوثيق التي نريد.. بعيداً عن التغيير والتزييف والتهويل.
نظرية الكم والكيف:
الاهتمام بإنتاج (الكم) أفقد عقد الجلاد (الحصافة) اللحنية والدخول في التكرار والتشابُه في بعض الأغنيات.. وأقرب مثال لذلك أغنية (كلم الزهرة) التي كتبها الشاعر (عاطف خيري).. وهذه الأغنية تشبه الكثير من الأغنيات التي تغنّت بها الفرقة من قبل مثل (باب السنط).. ورغم اختلاف المفردات ولكن اللحن والإيقاع مُتشابهان.
الانحياز للإنسان:
اختار محمد الحسن سالم حمّيد الانحياز للإنسان في كل مكان بلا تأطير لحدود الجغرافيا.. هكذا أراد لشعره أن ينداح بعيداً عن الجنس والعرق واللون.. تلك الميزات منحته العديد من الألقاب التي وصفها بها كشاعر الفقراء والمساكين، شاعر الوطن والنضال وغيرها من الألقاب الكثيرة التي وُصف بها في حياته غير الطويلة التي اختصرتها شوارع الأسفلت.
بشرى البطانة:
بشرى البطانة.. صوت شعري جديد مُحتشد بالكثير من المُغايرة تعابيره وأفكاره في الكتابة هي بمثابة ثورة في عالم الشعر التقليدي..فهو كاتبٌ يُمكن وصفه بالحداثة مع أنه ينمتي لبيئة البطانة التي أنجبت عمالقة شعر الدوبيت والمربعات.. وبشرى البطانة في لحظات يُذكِّرنا بالحردلو وود شوراني وود ضحوية ولكن بشكل عصري.