قبل إقالته بساعات.. المدير العام لهيئة الصرف الصحي ولاية الخرطوم لـ”الصيحة”:
تصرف مياه الصرف الصحي لداخلية علي عبد الفتاح غير المعالج في النيل
منذ السبعينات شبكة الصرف الصحي بالخرطوم تغطي نحو 5% فقط
هنالك أكثر من 38 نقطة فيها مشاكل طفح عالجنا منها حوالي 34 نقطة
حدّدنا عقوبات رادعة للمُخالفين والمُتعدين على الشبكة تصل للسجن والغرامة
بنهاية 2023 سيكون لدينا صرفٌ صحيٌّ مُتكاملٌ
آبار السايفون أكبر مصدر لتلوث المياه الجوفية في الخرطوم
أم درمان مظلومة وستدخلها الشبكة بنهاية العام 2021
نحتاج لتوضيح لأثر سد النهضة على مشاريع البنى التحتية في الولاية
حوار- انتصار فضل الله
في آخر حوار صحفي مع الدكتور مهندس منتصر مأمون مصطفى المدير العام لهيئة الصرف بوزارة البنى التحتية والمواصلات في ولاية الخرطوم، قبل إقالته بساعاتٍ، اعلن عن تفعيل قانون الصرف الصحي وتطبيق عقوبات رادعة تتراوح بين السجن مدة 6 اشهر وغرامات مالية حجمها 200 ألف جنيه للمخالفين وللتعديات على شبكة الصرف الصحي.
وكشف في حواره لـ”الصيحة” عن دخول أم درمان للشبكة نهاية العام الحالي 2021م ، واشار إلى ان آبار السايفون تعد أكبر مصدر لتلوث المياه الجوفية في العاصمة، داعياً المواطنين ولجان المقاومة والخدمات بالأحياء السكنية تصوير التناكر التي تفرغ مياه الأمطار والسابتك في آبار الصرف الصحي وإرسالها عبر الرقم 3140.
نص الحوار
*كيف يحدث التلوث الدائم جرّاء طفح الصرف الصحي بالخرطوم؟
ـ هناك خطوط مغلقة تماماً جرّاء تراكُم الطمي والتفريغ العشوائي لمياه الأمطار والسابتك داخل المنهولات بواسطة أصحاب عربات التناكر بالإضافة لرمي النفايات من قِبل المواطنين، فخطوط الصرف أصبحت عبارة عن مكبات و”كوش” يمتد اثرها بشكل مُخيف جداً.
*معنى ذلك هناك مُخالفات واضحة، ألا يوجد قانون يحمي الشبكة؟
ـ بالتأكيد يوجد قانون في فترة سابقة لم يكن مفعلاً، ولكن الآن عملت الادارة المختصة على تفعيله من خلال تطبيق عقوبات رادعة جداً تتراوح بين السجن 6 اشهر وفرض غرامات مالية قدرها 200 ألف جنيه للمخالفين، وعلى الذين يتعدون على الشبكة، من هنا أطالب المواطنين ولجان المقاومة والخدمات بالأحياء السكنية تصوير أي تناكر لا يحمل لوحة يعمل على تفريغ مياه الأمطار والسابتك في آبار الصرف الصحي وإرسال الصور عبر الرقم 3140.
*هناك بطءٌ واضحٌ في التصدي لكارثة الطفح؟
ـ طبعاً يتطلب الامر معينات وآليات، فحجم المشكلة الموجودة لن تتعالج في سنة او سنتين لكني أتوقع بنهاية 2023 يكون لدينا صرف صحي متكامل.
الآن توسعنا في تمدد الشبكة واستجلبنا خمسة مُولِّدات ضخمة بتكلفة تجاوزت الـ200 مليون جنيه وحالياً طرحنا عطاءات لمشاريع قيمتها 700 مليون جنيه، بذلك تجاوزنا المليار جنيه ولأول مرة في تاريخ الهيئة تتحصّل على مبالغ بهذا الحجم.
* إذن كيف تواجهون المشكلة؟
ـ نعمل من خلال خطتين إسعافية واستراتيجية شاملة استهدفت كل القطاعات، رصدنا عند تنفيذ الخطة الإسعافية اكثر من 38 نقطة فيها مشاكل طفح، عالجنا منها حوالي 34 نقطة وتبقت خمس نقاط أساسية جار العمل فيها.
*ما هي النقاط المتبقية؟
ـ مناطق قاردن سيتي وبري بالإضافة لمنطقة قادرة في السوق المحلي وهذه انشأنا فيها 6 خطوط، غير أن المواطنين يوجهون مياه الأمطار داخل الشبكة لعدم وجود مصارف للأمطار وهذا أغلق المواسير وتسبب في الطفح المستمر جرّاء تراكُم الطمي، حالياً المواسير موجودة في قادرة بالتالي نكون عالجنا 35 نقطة، المشكلة الثانية الطفح بالقرب من الجمارك لوجود خط قديم، حالياً نعمل على تصميم خط جديد فاقت تكلفته الـ100 مليون جنيه تدفع بالشراكة بين الجمارك والشرطة ودعم من والي الخرطوم.
*متى يبدأ العمل في هذا الخط؟
ـ بإذن الله اذا استلمنا المساهمة المالية سوف يبدأ في منتصف أكتوبر 2021م.
*ماذا عن الطفح بقاردن سيتي وبري وكوبر؟
ـ تتطلب المعالجة تنفيذ خط جديد عابر من بري الشرطة وحتى سلاح الأسلحة، حالياً يتوقف التنفيذ على التمويل، أما المشكلة في شارع كسلا ومنطقة كوبر سوف تتم معالجتها بتوصيل خط الشرطة الجديد الذي اكتمل تنفيذه وتم تحويله الأسبوع الماضي.
*يغمر الصرف مساحات كبيرة في السوق العربي، أين المشكلة تحديداً؟
ـ تكمن المشكلة في انفجار محطة 6 الرئيسية الواقعة في كوبري المسلمية فهذه عندما تتعطّل تغرق كل السوق العربي من المقرن وحتى بري، فهي تستقبل صرف 8 محطات ضخ
*أين تصب هذه المحطة؟
ـ تصب في المحطة 20 بالعمارات شارع 53 ومنها لمصرف الكونكا وهما يعملان بمضخة واحدة عندما تتعطّل بتراكم نفايات أو غيرها تحدث كارثة في المناطق المُحيطة تمتد حتى قاردن سيتي وغيرها.
*إذن ما هو العلاج لهذه المُشكلات؟
ـ من جانبنا كهيئة نقوم بنشر تناكر في مُحيط جامعة النيلين لتجفيف الأرض، وأتوقع في ديسمبر القادم استلام مضخات جديدة تسهم في تأمين المحطات الرئيسية وتلافي المشكلة.
*كم عدد محطات الضخ الحالية في الولاية؟
ـ توجد حوالي 23 محطة.
*تعلنون بشكل مستمر عن انتهاء شبكة بحري ولليوم لم نر شيئاً؟
ـ الشبكة مُتوقِّفة على التمويل، لكن سيتم إنجازها خلال شهرين أو ثلاثة اشهر وهي تغطي كوبري شمبات والزعيم الأزهري ويبقى إدخال المناطق الواقعة شمالاً حتى مستشفى البراحة متاحا لوجود المحطة الرئيسية، بالتالي يمكن ادخال منطقة الحلفايا خلال اربعة اشهر.
*كم تغطي الشبكة الكلية للصرف في الولاية؟
ـ منذ السبعينات تغطي الشبكة 5% فقط، وبدخول شبكة بحري سوف تضاف 8%، لكننا نستهدف الوصول لتغطية 40% من المنطقة الحضرية.
*أشرت الى تنفيذ مشاريع صرف ـ ما هي وهل خصصت لها أراض؟
ـ بالتأكيد يوجد مشروع محطة شرق الخرطوم سوف يطرح عطاءه قريباً وتُوجد لجنة دائمة تتواصل مع المُختصين في التخطيط العمراني تسعى لتخصيص قطعة أرض، المحطة الرئيسية للشبكة ستكون في ساحة الحرية، حيث تمّت إزالة السوق الذي كان مقاماً داخل الساحة لهذا الغرض ويوجد عدد من محطات الضخ في النحلة وأوماك لتغطية المنطقة الواقعة بين شارع الـ60 وعبيد ختم حتى بري وقاردن سيتي.
*أين منطقة أم درمان من مشاريع شبكة الصرف الصحي؟
ـ طبعاً أم درمان مظلومة بشكل كبير جداً، لذلك حُظيت باهتمام والي الخرطوم، فمن أول مشاريع البنى التحتية التي سوف تمول إنشاء شبكة في أم درمان ويتبنى هذا الملف الوالي مع مجلس الوزراء اكتملت، الآن تصاميم ومستندات المشروع فقط يتوقّف على تقديم التمويل.
*هل خُصِّصت اراض لهذا العمل؟
ـ خُصِّصت اراض في مناطق الكبيجاب وود نوباوي وأبو وليدات حتى الغابة الشجرية وأتوقّع انطلاق المشروع بداية العام المقبل.
*عدم وجود شبكة صرف بأم درمان يقودنا لتساؤلات أين تصرف مستشفى أم درمان وداخلية علي عبد الفتاح؟
ـتمتلك الهيئة عشرة تناكر، منحنا مستشفى أم درمان ثلاثة تناكر جديدة تعادل 30% من قوة الهيئة والتناكر، وهي سبعة فقط تغطي 23 مستشفىً، إلى جانب مراكز الكُلى وبعض المدارس ومراكز التصحيح بالإضافة لتجفيف الطرق والشوارع في محليات أم بدة وغيرها.
*ماذا عن داخلية علي عبد الفتاح؟
ـ سعة هذه الداخلية 4 آلاف طالبة كانت تصرف المياه عبر محطة مُعالجة تتبع لها ويصب بقية الصرف غير المعالج في النيل، استلمنا مؤخراً امرا قضائيا ملزما، قُمنا من خلاله بفصل المياه، حيث كسرنا ماسورة الداخلية التي تصب في النيل وسوف تتبع ذلك إجراءات أخرى، الخطوة الثانية فصلنا المياه العذبة منها وبالترتيب مع الجهات المعنية نحاول دعمها بالتناكر وإخلائها محافظة على الطالبات.
*طيِّب.. اين تصرف مستشفى الدايات؟
ـ حقيقة لا أعلم أين تصرف، لكن كما ذكرت أم درمان خارج الشبكة وحتى اليوم لم تصلنا شكاوى من الدايات.
*هناك شكاوى من اختلاط المياه الجوفية بالصرف؟
ـ سبب اختلاط المياه في الخرطوم آبار السايفون، فهي أكبر ملوث ومهددة بالإغلاق بعد اربعة اشهر من حفرها في أم درمان وشمبات والحلفايا ونسعى للتخلُّص منها على مستوى الشبكة عبر التصريف في الغابات بدلاً من النيل، وبخصوص الشكاوى تعاقدنا مع مركز المختبرات المرجعي ولاية الخرطوم لفحص المياه والتأكد من سلامتها أو تلوثها، من هنا أدعو لورشة تُوضِّح أثر سد النهضة على مشروعات البنى التحتية في الخرطوم.
*كم حجم الشكاوى التي ترد الهيئة؟
ـ حوالي خمسة يومياً، تزداد في الخريف لأن القفل داخلي وهناك متابعة وتحليل للبلاغات بواسطة أتيام داخل الهيئة.
*هل تمّت مُعالجة العُطل في بحري؟
ـ بحري فيها ثلاثة إغلاقات كبيرة متأثر بها كوبر، وهناك معالجات جارية، أقول إذا استخدمت الشبكة بشكل صحيح ولم تواجه تعدياً لن يصيبها شيءٌ، فمصانع الصابون تفرغ الصودا داخل المنهولات، وهناك خطوط في المنطقة الصناعية بحري ذابت بالكامل جرّاء هذا السلوك والتعامُل معها فيه خطورة كبيرة على الموظفين بالهيئة، فمن الصعوبة النزول داخل المنهولات لنظافتها لأنها تحتوي مواد حارقة، وأذكر قبل ثلاث سنوات توفي ثلاثة أشخاص من الهيئة بعد نزولهم لنظافة خط في المنطقة الصناعية ملئ بالغازات الموجودة.
*لماذا لا تتم مُساءلة أصحاب المصانع؟
ـ جلسنا معهم لمعرفة المشكلة وإيجاد حلول مُستدامة لها، حالياً نعمل في نظافة الجزء الأخير في خط المنطقة الصناعية، لكن مشكلة بحري لن تنتهي إلا بدخول محطة بحري بعد شهرين ونصف.
من هنا، اطمئن المُواطنين بأن الصرف الصحي من المشروعات التي عبرت في السودان عبر خُطة توسعة الغابات الشجريّة.