من أمتع اللحظات عندي تلك التي انفرد فيها مع قلمي لأعمر هذا اللقاء الحبيب.. أعمره بلا عناء فالدنيا مليئة بالقضايا والمسائل التي كانت وستظل مادة للحديث والكتابة والنقاش والخلق والإبداع لدى الإنسان إلى أن تنتهي حياة الناس على ظهرها.. والحياة في السودان تموج بالموضوعات والقضايا.. ولا سيما في فترات المخاض الذي تعقبه ولادة الجديد.. ومخاضنا في السنوات الأخيرة نعيشه في كل جنبات الحياة.. وعلى مدى الست سنوات ظللنا نستقبل المواليد الأصحاء.. بلا عمليات جراحية أو نقل دم أو عسر.. عندنا مولود في المجال الاقتصادي جاء معافىً نوالي رعايته وتربيته بإصرار وعزم.. عندنا مولود شَبّ وتعلّم الكلام والابتسام والضحك في المجال السياسي وما زلنا نرعاه ذلك هو الاتحاد الاشتراكي السوداني.
وما زلنا نُعاني آلام المخاض في المجال الاجتماعي، فحياتنا الاجتماعية مُعقّدة ومليئة بالمشاكل.. لأنها كانت وليدة أوضاع مُعقّدة ومليئة بالمشاكل أيضاً.. فمن العسير والعسير جداً أن نتناول قضية اجتماعية واحدة لنضع لها الحل الشامل المعمم، فالظاهرة الاجتماعية التي تكون محمدة عند إحدى القبائل نجدها عند أخرى تستوجب المحاربة وإراقة الدماء.. أردت أن أقول ان طرح المشاكل الاجتماعية في السودان يحتاج للكثير من الجهد والعناء والصبر والبحث.. في أعماق كل إنسان دقائق من الأمور والأشياء يعجز عن التعبير عنها، ولكن يسترجعها بينه وبين نفسه في لحظات الانفراد بها.
وانفرادي مع نفسي هو لحظات عذابي المُمتع.. الذي أصارع فيه من أجل أن أُعبِّر عما يدور في ذلك العالم المُذهل.. عالم الخوض فيه بكل حواسي وعواطفي وعقلي.. عالم مُحاولاتي الذاتية لفهم الإنسان.. الإنسان في كل مكان.. الإنسان ذلك الكائن العظيم النادر الغريب.. الإنسان التراب.. الأثير.. النار والماء.. والهواء..
يتشبّث بالمادة.. ويحلق في عوالم المثاليات ويلتهب في فراش النشوة الجسدية.. والمطلوب الذي ظلّ يرهق الإنسان منذ وجوده على ظهر الأرض.. هو خلق التوازن والمخرج بين لذة الجسد والقلب.. والرأس فالغرق في عالم الجنس انحطاط حيواني.. والتهويم في المثاليات ضرب من التطاول على الله في صفة لا يمتلكها إلا هو.. والغرق في الماديات يجرد الحياة من مباهجها ووجهها الإنساني.
المهم هو حفظ التوازن أو ما يُسمى بسيادة الأخلاق واحترام المجتمع.. تحاورت مع نفسي حول هذه المسائل.. وكنت قد فرغت لتوِّي من قراءة صحف صباح ذلك اليوم.. مشاكل الزواج.. العثور على لقيط في قارعة الطريق.. التحضير لمؤتمر يناقش مشاكل الزواج.. بحث عن قبيلة القمز.. وقفت عنده طويلاً الطريقة التي يتم بها الزواج.. الزواج عند هذه القبيلة يتم عن طريق “البول” أتزوّج أختك.. وتتزوج أختي.. وتظل حياة الأسرتين مرتبطة بلا أدنى أسس من العدل.. إن حدث شجار من إحداهما.. وذهبت الزوجة هنا إلى بيت أهلها تذهب التي هناك تلقائياً إلى بيت أهلها أيضاً.. والأعجب إذا حدث هروب إحدى الزوجتين مع آخر.. يذهب زوج الهاربة ويأتي بأخته إلى أن ينظر في قضية الهاربة وإن ظهرت ترجع إلى زوجها كأن شيئاً لم يكن ويُحاكم الذي هربت معه بغرامة طفيفة وبعدها يتباهى الزوج بأن زوجته جميلة ومرغوب فيها وإلا لما هربت.
وبعدها استمعت إلى سهرة الإذاعة ومن حُسن الصدف ان يكون سماعي إلى أن سلطان قبيلة الباريا بجنوب السودان لا يعرف زوجاته من كثرة عددهن.. وآخر يتزوّج خمس وعشرين امرأة وبالطبع لا يعرف عدد أولاده ولا حتى أسماءهم ولا أشكالهم.. هذا يحدث في السودان وغيره كثيرٌ.
دار في ذهني هذا وأنا أتابع وأبارك الذي يتم على جميع ساحات العمل الاجتماعي.. واعتقد وأؤمن بأن مناقشة مشاكل الزواج من ضمن الهموم التي تشكل ميدان عمل شاق بالنسبة للثورة الاجتماعية.
ولكني أرتأيت طرح هذه المسألة من زاوية أخرى زاوية مفهوم تلك المؤسسة الاجتماعية المُهمّة التي نطلق عليها اسم الأسرة.. أو بيت الزوجية.
وفي البداية فليسمح لي كل الذين يرون أن هنالك مشاكل اقتصادية تجابه الشباب وتحول دون دخولهم “القفص الذهبي” ولماذا يسمونه قفصاً وإن كان ذهبياً ليسمحوا لي ان أقول لهم “لا” فالمشاكل ليست من هذا الجانب وإنما من جوانب أخرى.. تختلف وتتعدّد بتعدُّد مفاهيم وعادات وتقاليد قبائل السودان الكثيرة أو بعبارة أخرى المسألة تتلخّص في العمل على إيجاد مفهوم جديد لعلاقة الرجل بالمرأة في السودان ومفهوم جديد للأسرة والتساؤلات هنا كثيرة.
أ. لماذا يتزوج الناس؟
ب. كيفية الاختيار؟
ج. ما معنى الأسرة ودورها في المجتمع؟
وللإجابة على هذه التساؤلات يجب أن نضع الحقيقة الآتية وهي أن العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع السوداني بشكل عمومي تقوم على مثلث دعائمه، أولاً المكانة الدونية للمرأة باعتبار أنها أنثى خُلقت للإمتاع ولا شيء غيره.. وثانياً جهل كل من الجنسين بالآخر مما يفرغ الاختلاط وعلاقات المَودّة من كل معنى إنساني إلا فيما ندر.. والثالث اعتمادية المرأة اقتصادياً على الرجل.. وكل ضلع من هذا المثلث يجر خلفه أطنانا من المشاكل والمسائل المُتعدِّدة.
أناقش هذه المسائل مع صديقاتي الشابات وكثيراً ما ابتدرهن بالسؤال.. هل هنالك مشاكل زواج؟ وفي الغالب الأعم تكون الإجابة عذبة وسريعة.. بأن المشكلة عدم وجود العرسان.. وليست في الكيفية التي يتم بها “العرس”، قالت لي احداهن بثبات وثقة وأنا أشاركها الرأي.. لا توجد قُوة في الأرض تمنع ارتباط اثنين جمع بينهما ذلك الشعور المُبهج المُشع أو بمعنى آخر “الحُب” بمعناه الإيجابي فالقضية والكارثة هنا في المدينة.. وواقع الشاب الذي يُعاني من الازدواجية.. يحب ويقوم بدور العاشق الولهان مع زميلة الدراسة أو العمل.. ويتزوّج بت العم أو الخال أو التي تختارها الأم أو الأخت يحب في المدينة ويتزوج في القرية.. والدليل عدم وجود مشاكل زواج في القرى.
أنا لا أريد أن أقلِّل من شأن المجهودات الجارية لدراسة مشاكل الزواج من جوانبها الاقتصادية فهي مُشكلة قد تترك ظلالها السلبية على حياة المجتمع ولكن أرى وحسبما نأمل أن يكون سودان الغد.
إن القضية المقدمة في إطار الثورة الاجتماعية هي البحث عن المفهوم الجديد للزواج.. المفهوم الذي تتحرّر فيه العلاقة بين الرجل والمرأة من عبودية الجنس بالشكل الحيواني.
إن الحب والغرام، والغرام من مقومات العشق وليس من المقومات الأساسية للزواج في شيء.. فالزواج يقوم على دعائم عمرانية أسمى كثيراً من شؤون العواطف والوجدان.. إنه وظيفة اجتماعية يؤديها كلا الزوجين لصالح المجتمع وصالح النوع الإنساني وتقع بمقتضاها على كاهل كليهما واجبات حيال الآخر وحيال الأسرة والوطن والإنسانية جمعاء.
هذا تعريف للزواج ورد في كتاب “المرأة في الإسلام” للدكتور وافي الكتاب صادر في مصر.. وأنا أسوق التعريف لا لأناقشه ولكن لأشير للذي يلحق بالإسلام وينسب إليه.. كأن الإسلام يرفض المَودّة والحُب.. والله في كتابه العزيز يقول “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة”.
عموماً، الواجب المقدم هو استهدافي الأفكار السائدة في ذهنية الرجل السوداني عن المرأة.. الأفكار التي تحاول إبقاء المرأة على ما هي عليه.. “فلان اخد بت فلان” عملية بيع وشراء.. والأفكار التي تغلف وتعلمن الوضع التقليدي للمرأة باعتبار أنها أنثى.. وخلقت هكذا.. وأنها لغز غير قابل للحل.. أشير لأفكار العقاد ومن تتلمذوا عليه وعلى رأسهم دكتور “وافي” والأفكار التي تُنادي بتحرير المرأة ويُمارس أصحابها عكس ما يقولون وما يبشرون به.. يُنادون بأن تخرج المرأة وتعمل ويغلقون الأبواب على أخواتهم وزوجاتهم.
في ظل هذه المفاهيم والتي يدعمها فهم المرأة لنفسها وقناعتها أن هذا قدرها تجد أنّ دور الشاب في الزواج هو دور الباحث عن شابة لا يعرفها ولا يعرف صفاتها بحكم انغلاق المجتمع.. وبحكم عدم الثقة في اللاتي يختلطن بالرجل، ولذلك فإن مقومات الزوجة لدى الشاب هي الفتاة ذات الجمال والعائلة وتكون لقطة لو اجتمع مع العائلة المال.. وهنا تكمن مشكلة الاختيار.
هذه خواطر وزوايا وجوانب أؤمن أن الوقوف عندها يسهل لنا عملية الغوص في أعماق المشكلة ذات الجذور العميقة والصعبة الاقتلاع، فتطوُّر الإنسان كان ولا يزال عملية مستمرة جسمياً ونفسياً وعقلياً.. وبالتالي عمليات التغيير الاجتماعي ستظل مطروحة على الدوام إلى أن تصل الإنسانية إلى حل المعادلة الصعبة إيجاد التوازن الذي يحول الإنسان إلى كائن قادر على تلقي جميع لذات الحياة لذة الرأس.. ولذة الجسد.. ولذة القلب.. داخل تلك المؤسسة الاجتماعية المقدسة “الزواج”.
•وجهة نظر
دعوني أتحقّق من التاريخ
وافتتح الباب على مصراعيه لأسمح لهم بالدخول زمرة زمرة لنفتتح الحوار ونترك الحبل على الغارب للجدل حول الذي أرادوه.. سأكون صريحاً معهم جداً.. برغم علمي المُسبق بأنها لن تكون خاتمة المطاف قبل أن تكون ثورة الخامس والعشرين من مايو قد أنجزت إنجازاً جديداً أو شارفت على انتهاء إنجازه.. لقد عوّدونا ذلك.. في كل مرة حتى لم يعد أمرهم غريباً علينا.
صرنا نتوقّع حملة من المنشورات في اليوم السابق لافتتاح إحدى المنشآت ونتوقّع شخبطة على جدران المآوي الآمنة في ليلة سابقة لوضع أحد أحجار الأساس ونتوقّع سيلاً من الشائعات وحملات التشويه في كل يوم تهب فيه الثورة ثقتها للشعب لتعتمد عليه في دفعها للأمام.. ونسأل في كل ذلك عن شعبهم وشعبيتهم التي تقوم بتنفيذ ذلك، فحامل الفرشاة الذي يشخبط الجدران صبيٌّ لم يتجاوز عمره الثامنة عشر.. والذي يوزع المنشورات صبيٌّ في مقتبل العُمر.. وينطبق ذلك على الذي يقذف الشعب الموثوق فيه بالحجارة.. ونسأل أين تضع الثورة أمثال هؤلاء؟ وماذا تفعل من أجلهم.. وقبل أن نجيب على ذلك.. علينا أن نتعرّف على طبيعة هؤلاء وأولئك كشباب في عمر الزهور.. ماذا يريدون؟ وكيف يتصرفون؟ وبم يمنون أنفسهم وما الذي استغلته الثورة منهم؟ وما الذي استغله أعداؤها فيهم؟؟
إنهم الشباب بعنفه وعنفوانه.. بغضاضته وعفته.. بإيمانه وصراحته.. الطموح الذي يصعد درجات متمنياً أن لا تكون لها نهاية.. الحب بكل ما تحمل الكلمة من بُعد عن الخبث والمكر والغدر.. حب العمل.. حب الزعامة.. وحب القيادة.. الأحلام الجميلة.. التطلع المتكبر.. فلم يكن من العيش في شيء أن تنشر إحدى الصحف كاريكاتيراً لصبي يرتاح لسماع أسطوانة علاج النفس تتردّد منها جملة انت زعيم.. انت زعيم.. وامتطى بساط الريح يوزع الوزارات على أقرانه الحبيبين ويهب الشعب كل الذي يعرف من جوانب العدل.. شاهراً سيفه للأعداء، ممسكاً مايكروفونه يخطب في الجماهير المحتشدة.
فما الذي مهّدت له الثورة من ذلك؟ وما الذي أعطته الثورة للشباب؟ ها هي تحقق أحلام الشباب بصراحتها المعهودة تعطيه الحق كالكبار تماماً.. يتحدّث وينتقد ويقترح ويصرح مع الكبار ومع الصغار بصراحته وعفويته.. التي فطر عليها.. فلا يؤخذ لجريرة ولا تخفى عنه حقيقة.. يدير العجلة مع الآخرين.. عجلة التقدم والرخاء والنماء.. ها هو أحدهم يقول لقائد الثورة العظيم “أنسى هذا الموضوع يا ريس” بكل عفوية وكأنه صديق أو ند.. فيبتسم القائد والحب والثقة تبدو في عينيه.. وآخر يقول للسيد الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم وقد انتقد “خنفسته” “الحلاقين مضربين” وبكل حب وثقة يبتسم الزعيم.. ولا حاجة بالطبع للصبي في أن يعود إلى حيِّه ليتحدث عن لقائه و”هزاره” مع زعماء الثورة.. إذ انه ايضاً ليس هناك حائل بينهم وبين هؤلاء القادة تريد الثورة للشباب ان يجد الطريق للحياة.. وأعداء الثورة.. ما الذي استغلوه.. ولأي هدف يرسمون؟ حسناً وطبيعة البشر فرضت أن يكون هناك ابن الأسرة الميسورة بجانب ابن الأسرة الفقيرة.. وحلم الأول أن تكون أسرته الوزراء والحاشية وهو الزعيم.. لِمَ لا وهو يمتلك كل ما يريد بعد مشوار قصير يقطعه للسوق بالسيارة؟ لقد عوّدته أسرته ذلك.. وابن الأسرة الفقيرة لماذا لا يكون هو الحاكم وينقذ البروليتاريا الكادحة في كل بقاع الأرض من وطأة رؤية الأغنياء أو يمضي شهيداً يُبنى له نصبٌ تذكاريٌّ.
وهكذا تستغل مشاعر الشباب والهدف أغراض دنيئة وخبيثة لا تهم الشباب في شيء ولا يملك الشباب منها نفعاً.. صوروا لمجموعة من الأطفال يقذفون بصاً للركاب ليذهبوا ويهمسوا في أحضان سادتهم عن مظاهرات طلابية في السودان ولا شك ان سادتهم قد غضبوا حين وجدوهم أطفالاً.. وركلوهم قائلين.. كنا نريدكم ان تدفعوا بالكبار لا بالأطفال.. ولو علمنا انكم لن تكسبوا سوى الاطفال لقسمنا الأجر الى نصفه.
والتحقق من التاريخ يأتي في اننا نريد ان نعلم اذا كان قد وضع كشفاً من اربعة أعمدة لأخطاء وإصلاحات الثورة وأخطاء وإصلاحات الأعداء.. فكم عموداً قد سوّد من أخطائهم وترك أعمدة الإصلاح بيضاء؟ وكم عموداً قد سطّر من إصلاحات الثورة وترك عموداً لأخطائها أبيض؟ دعوني أتحققّ من التاريخ.
محمد الأمين سعد
مقطع شعر:
بعد العمق
للشاعر عبد العزيز سيد أحمد
من بعض أفراد جوقة الموسيقى في قصرك المنيف لك يا سيدتي في عامك هذا 1975
لمن دار قصدناها بأعلى التل
وكان الليل من دبر السماء دخانه ينسل
ذكرنا من اذ لو جاءه ممن نحونا خبر
تكاد خدودهم تبتل
وكان لقاؤنا في الصيف
لا تسأل متى؟ بل كيف؟
وكان الشاعر الأعشى يجر رداءه ثملاً
يجوب مفارق الوديان
كأنه سحابة خرجت فأروى ماؤها القيعان
وان منادياً نادى.. فرجع صوته حرقان
تكاد لهاته من فرط ما غنى لها تنشق
نعم.. تنشق
لمن دار بأعلى التل حيانا بها اليان
لقينا فيه من نهوى كما نهوى
فتفاح هنا وهنا
ورمان هنا وهنا
ومنعقد ومنفرط ونشوان
ومنفض ومتوخي وأسرار وكتمان
بدأنا فيه بالإنشاد عند الفجر بيتاً
جر ذيل البيت
ونجزل فيه بعد الهجر إذ أوفيت
سيدتي لك الأسماء هل صليت؟ هل صليت؟
وأوقدت المجامر عند ركن البيت
فشاعرك الذي تهوينه ما زال مُنكفئاً على الفيثار
إذا اومأته غنى.. سليمى لم تعد في الدار
هل تهوين هذا الصوت
أنا مداحك السراي جوف الليل
وحامل خاتم الأسرار شاركت
الرجال بناء مركبهم قبيل السيل
انا مولاك عبد العز.. متن العز متن السفر حملت دواته
شيخي جريت وراء بغلته عبرت مدائن الأنوار
صبيت على يديه الماء من ابريقه الفخار
فرشت له المُصلى قبل وقت الصبح للأذكار
بريت البوص في سويا.. سمعت تلاوة الأخبار
نحرت مطيتي للحب والأحباب
وجاريتي ستسبقنا إلى الحانوت
وشيطاني مضى يستدرج الخمار
مولاتي امد اليك اطراف الرداء
تشملي فالطلح عطر النار
لك الأسماء – سيدتي – لكم صليت
كم غنيت.. كم غنيت
شاعرك الذي تهوينه ما زال منكفئاً على القيثار
اذا اومأته غنى.. سليمى لم تعد في الدار
مربع شعر:
قال الحاردلو متغزلاً:
جات آمنة سوت مسخت علينا الجيل
طلبت قيدهاكع في العاصي والعنتيل
الشربانة شتت والعواصي تسيل
من داب ود رهد مدروك مجر النيل
من أمثالنا:
أسياد العرس مشتهين المَرقة