أعود للكتابة تحت هذا العنوان “سارق النار” عبر الأولى والمميزة “الصيحة” بعد غياب لأكثر من عشر سنوات كاملة، فمعظم كتاب ونقاد الثمانينات والتسعينات اختفوا إلى الأبد، وتجد من حاول منهم العودة فشل بعد تجارب قليلة، لتأتي الأسئلة ما الذي يحدث؟ ففي غالب الظن أصابهم تغير الزمن، أُشبه الأمر هنا بميكانيكي السيارات عندما يتوقف عن العمل فترة طويلة سيعود ويجد أن كل شيء في داخل الماكينة قد تغير …
نعود للكتابة عبر هذه الزاوية متزامنة مع استعادة الهلال للقبه المحبب، الدوري الممتاز بفوزه على غريمه اللدود فريق المريخ بثنائية الغربال وياسر مزمل.
نبارك للهلال اللقب وهارد لك فريق المريخ، فهذا الذي حدث يحدث في كل الدوريات العالمية لأنه لقاء خاص.
بالطبع لا أحد يتمنى الهزيمة لفريق ينتمي إليه، ولكن إذا كان الفوز يلهينا عن رؤية أحوالنا الرياضية كما هي دون تزييف للحقائق.. فأقول لا أهلاً وسهلاً بفوز الهلال أو خسارة المريخ ..
فأحداث السودان الرياضية مقلقة وتجمد كل الأفراح، خاصة أزمة الملاعب وقضية المريخ المتشعبة، فهلال مريخ واحدة من المباريات الجاذبة والمريحة للنفس للقبيلتين الزرقاء والحمراء، ولكن الأحداث المتراكمة تضعنا نؤجل الاحتفالات حتى يستقر حالنا لنصل إلى الاستقامة المطلوبة ..
فلا بد أن نعي مشاكلنا، فهي مشخصة، من كل الدكاترة والجراحين، فهي إدارية بحتة، سببها المحسوبية الإدارية المتمثلة في المنظومة الكروية منذ عهد بعيد، فرغم الفشل الموجود إلا أن القاعدة الإدارية تصر على العودة للعمل مجدداً في الرياضة لكي ينعموا بملذات المناصب الطوعىة.
ما ساقني لهذه المقدمة، ترشح الدكتور الصيدلاني معتصم جعفر في عمومية الاتحاد الرياضي السوداني لكرة القدم، وهو الذي أشبعنا فشلا لأكثر من ثماني سنوات، كسبنا من خلالها السراب ..
فمعتصم جعفر يريد أن يعود وهو يعلم جيداً أنه (إداري فاشل) وهذه ليست شهادتي فيه، بل شهادة وسط رياضي كامل.
صراحة معتصم جعفر ورفاقه (حساباتهم غلط) في الانتخابات القادمة، في ظل توافق عدد كبير من شرفاء الاتحادات المحلية اصحاب المبادئ بتجديد البيعة للبروفيسور كمال شداد الذي عمد معتصم ورفاقه على محاربته في دورته الحالية والتي لم تنته بعد ..
حاربوه، وزرعوا له شتلات لم تينع إلا مسخا مشوها من (إداريين سنة أولى) لتقودهم الصدفة للعمل مع رجل علامة مثل البروف شداد ..
أرى الآن الوقت مناسب ونحن نعيش سنوات التغيير في الدولة أن نرى المنصب التطوعي لرئاسة أكبر مؤسسة تطوعية في السودان وافريقيا يكون بالفعل تطوعيا يخدم مصالح السودان رياضياً، وليس انتفاعيا كما جرت العادة.
نريد كل شىء في العلن من أجل المصلحة العامة ليخطط البروف ومن معه للهدف طالما هناك مشروع كبير ستأتي الأجيال لجني ثماره..
نريد منظومة تعيد الأمل لنصل إلى حال أفضل، بعيداً عن الفساد وإعادة العدل المفقود بين الرياضيين.
نريد منظومة الكورة للجميع …
آخر سطر :
سنفتح ملفات الفساد التي حاربها كمال شداد لأكثر من نصف عمره، وهذه الملفات ربما لفظت ببعض الأسماء الكبيرة و…(القطط السمان) وتغييبها عن المشهد الرياضي. إنه فساد يطيح بالكبار. (فأحسبها صاح يا دكتور) ..
hsssplrsl@gmail.com