أخطأنا في بنود خارطة الطريق.. فشلنا في الحل.. والنظام الأساسي “مدسوس”
الخرطوم : الصيحة
يواجه الاتحاد السوداني لكرة القدم، تحديات عدة في الفترة الأخيرة، في مقدمتها الملف الشائك الخاص بنادي المريخ.
وكشف رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم الدكتور كمال شداد في حوار مع موقع (كووورة)، عن معلومات خطيرة ومثيرة تظهر لأول مرة منذ بدء الأزمة.. إلى نص الحوار:
متى بدأ الاتحاد السوداني يتعامل فعليًا مع ملف المريخ؟
بدأت عندما حاول الاتحاد السوداني إلغاء الاعتراف بالجمعية العمومية التي أجازت النظام الأساسي للمريخ في 2019. حاولت وأعضاء مجلس الإدارة التأكيد حينها على أن ذلك يعد تدخلًا في شأن المريخ وجمعيته العمومية وفقًا لمفهوم الاستقلالية الجديد.
ما هي نقطة التحول في ملف المريخ؟
موضوع الاستقلالية كان نقطة التحول التي صدرت المشاكل لاحقًا، وبسببه بدأت الاتهامات لأعضاء مجلس إدارة الاتحاد بالانتماء والتعاطف مع معارضي انعقاد جمعية عمومية في ذلك الوقت، ثم أصبح من يعارض التدخل في شأن المريخ كأنه من مؤيدي آدم سوداكال، باعتبار أن الأخير صاحب أغلبية في الجمعية العمومية، مما يعني أن استمراره يمثل مصلحة لمعارضي التدخل.
ما تقييمك لتعامل الاتحاد مع هذه الأزمة من بدايتها حتى الآن؟
موقف الاتحاد ظل متأرجحًا مع مرور أحداث كثيرة، حتى جاءت خطابات “فيفا”، التي أظهرت وجود مُحامٍ مُتداخلٍ في ملف المريخ، وأكدنا في الاتحاد أننا لم نعيِّنه لمتابعة القضية، وكذلك نفى رئيس المريخ “سوداكال” علاقته به، عندما سأله “فيفا” عن الأمر.
وكيف تعامل “فيفا” مع هذا المحامي؟
كان هذا المحامي يخاطب “فيفا” باستمرار ويطلب معلومات، وفي النهاية هدد “فيفا” بفتح بلاغ ضدهم في سويسرا، على أساس أن “فيفا” يخفي معلومات، وهذه المسألة في القانون السويسري تعتبر كبيرة جدًا، فهناك شفافية وكل شيء مكشوف أمام الجميع.
لاحقًا “فيفا” أبلغه أن لا دخل لهم بالقضية ومعلوماتها لأن كل أطرافها سودانية، وأخطرنا بذلك.
كيف قيّم “فيفا” لملف المريخ في تلك المرحلة؟
“فيفا” بعد ذلك مباشرة أرسل خطابًا بشأن وجود جهتين متنازعتين على السلطة في المريخ، وطلب أن نحاول إيجاد حل للأزمة عبر النظم الأساسية وقانون الرياضة، وقوانين البلد، وغيرها من القوانين لحل النزاعات.
إلى أين اتّجهتم لحل النزاع؟
استفسرنا عن قوانين البلد في هذا الشأن، وأخبرونا بوجود قانون يلزم الطَرفين المُتنازعين بالحضور أمام المحكمة ومنحهم مهلة 15 يومًا للتوافق، وفي حال تم التوافق بالتراضي بينهما حتى لو بمخالفة القانون سيُقبل ذلك، أما إذا لم يتوافقا تتدخل المحكمة بقرار تحميه سلطة الدولة عن طريق الشرطة.
ما الذي توصلتم إليه لفض النزاع بين أعضاء مجلس إدارة المريخ؟
لم نجد أي قانون لفض النزاعات في الاتحاد السوداني، فجلسنا لنرسم خارطة طريق من عدة نقاط تقود للانتخابات، من بينها الاعتراف بالنظام الأساسي للمريخ لسنة 2019، الذي أبدى “فيفا” لاحقًا ملاحظات عليه.
ما طبيعة الحديث الخطير عن ملف عضوية الجمعية العمومية؟
قلنا إنه يجب تكوين لجنة تدير العضوية لتنقيحها، واخترنا لجنتي الانتخابات والاستئنافات التابعتين للاتحاد لإدارة انتخابات المريخ، وهنا بدأ تدخُّلنا في أزمة المريخ.
وماذا عن اللجنة الثلاثية؟
كلّفنا اللجنة الثلاثية برئاسة النائب الأول لرئيس الاتحاد لمتابعة الأمر، لكننا كاتحاد أخطأنا من الفقرة الأولى في خارطة الطريق، التي تحدّثت عن نظامٍ أساسي مُعيّنٍ، وقد رفضه آدم سوداكال بشدة، كما رفضه المعارضون.
لماذا رفض طرفا النزاع في المريخ النظام الأساسي المقترح؟
كان الطرفان على حق في رفضه، لأن النظام الأساسي الذي تم تضمينه في خارطة الطريق “مدسوس”، ولا علاقة له بنادي المريخ ولا بطرفي مجلسه المنقسم ولا حتى بنظام “فيفا”.
لكن قبل أن نعلن ذلك حدثت العديد من المشاكل بين اللجنة الثلاثية وآدم سوداكال من بينها عدم التعامل معه وتمت مخاطبة أجهزة خارجية بعدم التعامل معه، فتوسع الصراع.
كيف تصف الوضع الآن بالمريخ؟
كان لدينا في الاتحاد حق النظر في أزمة المريخ وطلب منا أن نحلها بقوانينا، لكننا الآن انتهينا إلى وضع أسوأ بكل أسف. تحول المجلس المنقسم إلى مجلسين، وكل منهما مسنود بجمعية عمومية مع فارق العضوية في الجمعيتين.
ما هو المَخرج حاليًا لنادي المريخ؟
الأمر يحتاج إلى إرادة في نادي المريخ، إضافةً للتعامل بعقل كبير لأن المتضرر في النهاية هو المريخ وليس أي جهة أخرى.
ما هو موقف الاتحاد السوداني من مشهد الانتخابات الأخير في المريخ؟
منذ اللحظة التي استلمنا فيها تقرير اللجنة الثلاثية حول الجمعية العمومية التي انعقدت في حديقة حي الموردة، رفعناه فورًا لـ”فيفا” كما هو، لأنها لجنة مُكلّفة وشرحنا لـ”فيفا” ما حدث “في الحدود التي كلفت بها اللجنة الثلاثية.
وكيف كان رد “فيفا”؟
“فيفا” لم يرسل أي خطاب وصمت تمامًا، ولم يبارك للمجلس المُنتخب في حديقة حي الموردة. في ذات توقيت عمل اللجنة الثلاثية كانت تصلها تقارير يومية من آدم سوداكال، وذكرت اللجنة أنه كان يكتب دائمًا في تقاريره أنه يتصرف استنادًا للنظام الأساسي، وبالنسبة لـ”فيفا” يعلو النظام الأساسي على أي شيء، لهذا لم يكن الاتحاد الدولي سعيدًا بهذا الوضع.
وما هو الموقف في الاتحاد ونادي المريخ بعد اجتماعكم الأخير بـ”فيفا”؟
هناك تكليف جديد لنا كاتحاد بعدما اتّضح لهم أننا فشلنا في حل النزاع. ليس المهم ما الذي يقال من أحد طرفي النزاع، بل المهم هو الإجابة على سؤال: من الأكثر تضررًا من النزاع؟ وهل هو متنازل عن موقفه أم لا.
إذا لم يتنازل أحد الطرفين المُتنازعين فلن يكون لاتحاد الكرة السوداني أي دور.
لماذا لم يعتمد الاتحاد السوداني مجلس حازم مصطفى؟
بالعكس، اعتمدنا تقرير اللجنة الثلاثية، وأُرسل ذلك لـ”فيفا” في رسالة مطولة مباشرة بعد نهاية اجتماع مجلس الإدارة، وقلنا إنّ ذلك المجلس هو الذي فاز وكان الخطاب بتوقيع الأمين العام الدكتور حسن أبو جبل، لكن “فيفا” لم يرد، حتى اجتمعنا بلجنة الحوكمة التابعة له.
وأين موقع سوداكال من التقارير المرسلة لـ”فيفا” بشأن جمعيتي المريخ؟
لم نرسل أي شيء عن آدم سوداكال، لأنه أرسل بنفسه كل مستندات جمعيته المكتوبة والمُصوّرة التي تضمّنت حضور الجمعية واستند إلى مواد في النظام الأساسي، لذلك صمت “فيفا” بشأن الملف الإداري للمريخ، لأنه وجد نفسه أمام أمر واقع بوجود مجلسي إدارة، رغم أننا أخطرناه بذلك تفصيلًا.
ما هو محور حديث “فيفا” الأخير معكم حول الأزمة؟
“فيفا” تيقن أننا بقوانينا المحلية فشلنا في حل المشكلة، وطلب أن نلجأ للدولة والوزارة، لنشركهما معنا لأنهما كدولة لديهما مسؤولية، على أمل أن يأتي الحل، ويسود النظام قبل انتخابات اتحاد كرة القدم السوداني.
هل اخترتم طرفاً محددًا من الدولة لطرح الأزمة عليه؟
سنحاول الاستفادة من الصلة بين وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم، ووزير الرياضة الاتحادي. سنحمل القضية للوزيرين للتواصل كدولة مع الأطراف في نادي المريخ.
ما وصفك لطبيعة الصراع في المريخ ومَن يتحمّل مسؤوليته؟
هو صراعٌ تجاوز كل الحدود، والمريخ هو المُتضرِّر… الأمر أصبح فيه نوعٌ من المظاهر، ولا أحدٌ يهتم بمصلحة المريخ ومستقبل النادي.
هل منحتكم لجنة الحوكمة بـ”فيفا” أي مهلة لحل الأزمة؟
لا، لم نضع أي قيد زمني، لكنها تمنت أن تستقر الأوضاع في المريخ قبل انتخابات اتحاد كرة القدم.
ما رأيك في الحديث الرائج بقوة عن انحيازك لآدم سوداكال؟
يقولون إنّي منحاز له، وبالقدر ذاته يقولون إنّ مجلس الإدارة ونصر الدين حميدتي والنائب الأول لرئيس الاتحاد واللجنة الثلاثية في جانب مجلس حازم.. بغض النظر عن كل الحديث عن الانحياز، فالأزمة لم تحل.
ما هي كلمتك الأخيرة حول هذه الأزمة؟
كل أوراق هذه الأزمة موجودة على منضدة “فيفا”، لكن لم نرسلها نحن كاتحاد كرة قدم، ولجنة الحوكمة قالت إنها تستقبل تقارير يومية، وانها تريد وضع نهاية لهذا الأمر.