الخرطوم- فاطمة علي
نظمت حركة جيش تحرير السودان قيادة مني أركو مناوي، يوم الأحد، حفل تأبين للأمين السياسي للحركة الراحل المهندس جمعة هري بوش والقائد العسكري الميداني آدم أرباب، بميدان أم بدة الـ(12).
وخاطب التأبين حاكم إقليم دارفور، رئيس الحركة مني اركو مناوي، وبحضور عدد من وزراء حكومة الفترة الانتقالية ولفيف من قادة الأحزاب السياسية وأطراف العملية السلمية.
وشكّل حضور رئيس مجلس الصحوة الثوري الشيخ الزعيم موسى هلال حدثاً مهماً، ولفت الأنظار لحظة وصوله، وهب كثيرون لاستقباله، ورحب الجميع بمقدمه الذي أزال الكثير من الحواجز التي كانت قائمة في السابق.
وترّحم هلال على كل شهداء السودان، ونادى الجميع بلم الشمل الشامل والوحدة والتماسك وإكمال نواقص سلام منبر جوبا.
من جانبه، عدّد رئيس مسار الوسط التوم هجو، مآثر الفقيد وتجاربه الثرة على الصعيد السياسي والإجتماعي والثقافي، وأشار إلى مزاملته للراحل في الولايات المتحدة الأمريكية إبان معارضتهم للنظام السابق، ونوه إلى أنه وطني جسور مدافع عن الديمقراطية وحقوق الشعب.
ووصف هجو، الراحل بالشجاعة والصبر وعدم الانكسار في مواقفه السياسية والإجتماعية مهما تكالبت عليه الضغوط، وقال “إن المبادئ والقيم التى نادي بها هري لازالت تضيئ لنا الطريق وسنعمل بها ولأجلها”.
وخنقت العبرة حديث هجو فذرف الدمع قائلاً “لا أتحدث اليوم كقيادي ولكن كشقيق للراحل وممثلاً لأسرته”. معزياً زوجة الراحل أديبة وأبنائها سائلاً له الرحمة والصبر لرفاقه، والعمل على تحقيق طموحات الراحل.
من جهته، قال نائب رئيس حزب الأمة القومي د. إبراهيم الأمين “أنا لا أعرف الشهيدين ولكن أي مناضل يمثل الشخصية القومية بنظرته الواسعة للسودان وأنه ملك للجميع”. وأكد أن السودان يحتاج خاصة في هذه المرحلة لمثل هذه الرؤى التي تدعو للوحدة وجمع الصف الوطني.
من ناحيته، دعا وزير المعادن، كبير مفاوضي سلام جوبا محمد بشير أبو نمو، السياسيين لتبني أفكار الراحل، ونادى بالتوافق على الرؤى الوطنية، وأشار إلى تفاؤل الراحل رغم الصعاب والمعاناة التي واجهها، واصفاً علاقة الراحل مع الجميع بأنها تتميز بالطيبة وعدم كراهيته لأي إنسان.
وقال ابونمو بنبرة حزينة أجهش بعدها بالبكاء “عندما تلقيت نبأ وفاة الرفيق جمعة كنت خارج البلاد، وتمنيت أن يكون خبر وفاته غير صحيح”. وأضاف “لكن هكذا سنة الموت فهو حق على الجميع”.
ونوه إلى رؤى وآمال الراحل التي تدعو إلى وحدة السودان، وأشار إلى مشاركاته الثرة في جميع المحافل السياسية وحواراته واهتمامه بعودة النازحين واللاجئين لقراهم، وقال إن هري أدرك أن الثورة تشكل فرصةً للبناء السليم رغم عراقيل الدولة العميقة وصعوبات إزالة المظالم.
وتخلل التأبين سيرة ذاتية عن حياة الراحل وحياته السياسية والإجتماعية والثقافية ونضاله، ودعوته المتصلة إلى توحيد الرؤى السياسية والشعب السوداني.