بهاءالدين قمرالدين يكتب : مُؤسّسة صُنّاع التميُّز التعليمية
في بلادنا السودان مُؤسّسات تعليمية وتربوية رائدة؛ تصدّت لخدمة المُجتمع ونشر العلم والوعي؛ والاضطلاع بمهمة تربية الأجيال وبناء المُستقبل.
ومن هذه المؤسسات الرائدة مدارس صُنّاع التميُّز الثانوية بالحارة (١٠٢) إسكان البشير بمحلية كرري الثورات بأمدرمان؛ التي أسّسها الأستاذان الجليلان بري أحمد محمد أحمد الجعلي؛ وماهر خلف الله محمد زين؛ وهما من المعلمين المميزين والمربين الأجلاء؛ وأصحاب الخبرات الطويلة في حقل التعليم وتربية الأجيال.
ولقد بنى المعلمان الجليلان والمربيان الكريمات، مؤسسة صناع التميز التعليمية باجتهادهما وكدِّهما ونحتا فوق الصخر حتى غدت صرحاً تعليمياً ناجحًا وسامقًا واسمها.
ووضع المعلمان الجليلان بري وماهر هدفا سامياً ورئيسياً من إنشاء مؤسسة صناع التميز؛ وهو خدمة المجتمع وإتاحة التعليم للفقراء والمساكين وأصحاب الدخل المحدود؛ برسوم في مقدور تلك القطاعات والشرائح المهمة في المجتمع، بل ومنحت مؤسسة التميز فرصًا مجانية للطلاب والأسر الفقيرة؛ حتى يجدوا حظهم من التعليم أسوة بالآخرين في هذا الوقت الذي صار فيه التعليم فقط للمقتدرين وأصحاب الأموال؛ بعد أن ضرب التعليم الحكومي زلزال عنيف دمره تدميراً.
ولقد وفق الله المعلمين الجليلين في مسعاهما النبيل وهدفهما الجليل؛ حيث حققت مؤسسة صناع التميز نجاحًا كبيرًا وأحرز طلابها وطالباتها تفوقًا وكانوا من الأوائل في امتحانات الشهادة السودانية.
وبإخلاصهما في عملهما وتفانيهما نال ماهر وبري ثقة الجميع وأصبحت مدرستهما قبلة للجميع.
وفوق كل تلك الصفات النبيلة، يمتاز المعلمان الجليلان ماهر وبري بحُسن الخُلق والتعامُل الراقي واحترام الجميع مما اكسبهما ثقة الطلاب وأسرهم واحترامهم.
إن مؤسسة مثل صناع التميز هي أنموذج رائد ومشرق لها في خدمة الشعب عرق ودم وسهم وافر؛ والآن الناس في حوجة مَاسّة لمثلها في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يُعانيها الشعب السوداني والزيادة الجنونية لرسوم بعض المدارس الخاصة بنسبة تجاوزت خمسمائة في المئة.
في الوقت الذي رفعت الحكومة يدها عن التعليم ولم تدعم التعليم الحكومي وتركت الشعب يكتوي بنيران جشع بعض التجار وأصحاب المدارس الخاصة؛ وغضت الطرف عنها ولم تلزم أولئك الجشعين برسوم معقولة وفي مقدور السواد الأعظم من أبناء الشعب السوداني الذين يطحنهم الفقر والمعاناة طحناً.
وفوق كل تلك الأعمال الجليلة؛ اهتمت مؤسسة صناع التميز بتعليم الكبار، وفتحت فصلاً مجانياً لمحو الأمية وتعليم الكبار، بجانب فصل آخر لتعليم مباديء الإسعافات الأولية.
إن صناع التميز مؤسسة رائدة في خدمة المجتمع وتفتح نفاجاً تلقاء الفراديس العلا؛ والتحية والاحترام لمؤسسيها المعلمين الجليلين بري وماهر وجعل الله عملكما الجليل في ميزان حسناتكما.