أي أغنية عنده تمثل مشروعاً غنائياً قام بذاته .. الهادي الجبل.. فنان عصي على التجاوز (1)
عيونها لا ترى.. آذانها لا تسمع.. معدو برامجها لا يدركون قيمته الفنية العالية.. هكذا يتم تجاهل فنان بقامة ووسامة الهادي حامد ود الجبل.. هذا الفنان الذي ظل يجد التجاهل من أجهزتنا الإعلامية في كل البرامج التلفزيونية وحتى في الأيام العادية لا يجد الإنصاف والعدل في توزيع الفرص التي احتكرها البعض دون وجه حق.
(2)
في كل عام وفي كل يوم يغيب الهادي الجبل بفعل النظرة القاصرة لمجمل أجهزتنا الإعلامية التي لا ترى أبعد من الذين يجلسون في استقبالها لساعات طويلة طمعاً في الظهور.. وذات هذه الأجهزة الإعلامية التي تبحث عن (الجاهز) تتجاوز فنانا بقيمة وقامة الهادي الجبل.
(3)
الهادي حامد بتقديري الخاص هو الفنان الوحيد الذي لم يتنازل عن خطه الغنائي الذي أصبح مدرسة غنائية لها تلاميذها ومحبوها وعشاقها الذين يدركون أهميتها وقدرتها على تجاوز محطات الغناء العادية التي سادت في هذا الزمن .. ففي الوقت الذي يظهر فيه فنانون يومياً بلا جديد كل مؤهلاتهم هي القدرة على اختيار (البدل والكرفتات) يغيب فنان صاحب تجربة وتأثير مثل الهادي الجبل.
(4)
يومياً أتابع كل الفضائيات وكل الإذاعات كما يتابع غيري الخراطة البرامجية وهي تخلو من فنان صاحب تجربة رائدة وقائدة لم يتنازل في يوم عن تجربته وفكرته وخطه الغنائي المغاير والمختلف.. فهو في كل فترة يقدم أغنية تتماشى مع الحداثة اللحنية والفكرية والشعرية.. وأي أغنية عند الهادي الجبل تمثل مشروعا غنائيا قام بذاته له صفاته وخصائصه الفريدة والمتفردة.
(5)
لقد أثبتنا كلنا بأننا ليس أذكياء وليست لنا بصيرة نافذة له مقدرة الشوف بعيداً حينما نتجاهل فنانا متجددا صاحب قدرة على التجديد وتقديم أنماط غنائية مختلفة عن حال السائد من الغناء والألحان والأشعار .. وغياب الهادي الجبل عن أجهزتنا الإعلامية جريمة يجب تداركها ومعالجتها على وجه السرعة حتى ينداح الغناء المعافى والجميل.