كلام في الفن.. كلام في الفن
فيصل محمد صالح:
مكابر جداً من ينكر ثورية الأستاذ فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام السابق.. لأن ذلك ليس موضع شك.. وأمر لا مزايدة عليه.. ومن المسلمات أن نقول بأنه كان ثورياً حد التخمة والشوارع والمواقف تشهد بذلك.. وهو ابن شرعي لهذه الثورة وأحد رموزها وكبارها.. حيث صارع النظام السابق بكل علانية وبلا خوف وذلك عبر مواقفه الثابتة وقلمه المعطون في حبر الشجاعة والقوة.. ولا أظني سأضيف جديداً في ذلك الأمر.. فذلك أصبح من المسلمات والبديهيات.
عثمان حسين:
الفنان العظيم عثمان حسين.. كانت تنسج حول أغنياته العديد من القصص والأساطير.. ولعل أطرفها أن (الجن) يلحن له أغنياته.. وهذا النوع من النسج الخيالي وغير الواقعي.. لو قلبنا زاوية الرؤية نجد فيه الكثير من التقدير والمحبة لعثمان حسين.. لأن الألحان التي ألبسها لأغنياته هي بالفعل تعبر عن عبقرية لحنية خارقة.. لا تنتمي إلا للجن والجنون.. فكل أغنية عند عثمان حسين هي تجربة لحنية وشعورية مختلفة.
صندوق دعم المبدعين:
الولاء الحزبي والانتماء الفكري لجهة بعينها، قصم ظهر الفكرة تماماً وأفرغها من مُحتواها، وهو بالطبع لا ينفصل عن الكثير من الشعارات التي كانت مرفوعة وقتها مثل (لا لدنيا قد عملنا) أو (هي لله.. هي لله).. لذلك ضاقت فكرة الصندوق معها، يمكن أن تكون واسعة إذا كانت الفكرة أصلاً قامت لرعاية ودعم المبدعين.
مصطفى السني:
ممارسة الغناء لا يحتاج لعضلات.. ولا يحتاج كذلك لبدل فخمة وربطات عُنق أنيقة مُستجلبة من باريس.. القضية بسيطة وبسيطة جداً.. هي أن تمتلك المؤهل الإبداعي اللازم كشرط للبقاء في الساحة الفنية.. ولكن الاخ مصطفى السني حالياً او سابقا يفتقد ذلك الشرط الأساسي.. فهو يعاني من ضمور في الحبال الصوتية.. وشيخوخة واضحة في الحنجرة.. لذلك يظهر بهذا الصوت الأجش.
بادي محمد الطيب:
كلنا تقريباً متفقون على أن بادي محمد الطيب مدرسة غنائية قائمة بذاتها.. متفرد ومختلف في قدراته التعبيرية.. ولعله يبدو أكثر براعة ودقة وإتقانا في أغنيات الحقيبة.. ولكن المفارقة تبدو مؤلمة حينما نحاول أن نتأمّل أو نتوقف في منتوجه الغنائي الخاص.. حيث يخلو سجله تماما من أي أغنية خاصة.. رغم الآراء المُتناثرة حول أغنية (بكاء الخنساء) التي يعتبرها البعض يتيمته.. ولكنها في الأصل للشاعر والمُلحن إبراهيم فلاح.