يقولون في التراث الأدبي العربي أنشد الشاعر قائلاً فكلمة أنشد هذه تعني الترنم بالشعر فلا يقول الشعراء شعرهم إلا إنشاداً.
(كلمات وألحان) كلمتان معطوفتان على الإحساس بالأغنية ومعناها ومن سيعيش معنى الكلمة أكثر من شاعرها، (كلمات وألحان) وكأنهما كفتا ميزان إن تساويا خرجت الأغنية بكامل أبهتها وعدلها وهذا العدل قلّما يحدث وغالباً ما يتفوّق الكلام على اللحن أو العكس.
هنالك نماذج كثيرة على شعراء يقومون بتلحين ما يكتبون، فلا تكون كفتّا الكلمات والألحان بالجمال الكافي فتنصحهم بأن يعطون الخبز لخبازه والكلمة الجميلة لمن يلبسها ثوباً لحنياً أكثر أناقة، وهنالك نماذج أخرى تجعلك تشعر أن الشاعر إن طاف على ملحني الأرض لن يكون هنالك أجمل من اللحن الذي وضعه هو لكلماته. وهذا كله بجانب أن يكون قادراً على توصيل كلماته وألحانه إلى المستمع.
أحمد البلال فضل المولى شاعر وملحن وصاحب صوت جميل وإن كان لم يحترف الغناء (بعد)، ولكنه ساوى بين كفتي الإحساس بالكلمة واللحن فخرجت أغنياته على لسان معظم الفنانين الشباب الذي يعتبر واحداً من أهم مصادرهم الإبداعية.
وإن كنت تعرف أحمد البلال جيداً، فإنك عندما تسمع أحد الفنانين يغني كلماته وألحانه فإنك تسمع طريقة البلال في الغناء أيضاً وهذا يدل على طريقة توصيل أغنيته كاملة الإحساس للمغني.
تجربة تزداد جمالاً يوماً بعد يوم فهو يعرف جيداً ماذا يكتب وكيف، علاقته بأهل الدراما والمسرح جعلت من قصائده صورة جذوره وتراثه لم تكن له دائرة مغلقة يحوم داخلها، بل انفتح على تراث معظم أهل السودان فاستقى منهم وكتب وأجاد في اللحن.
لم تكن عصير القصب فاتحة شهية لما سيأتي من جمالٍ – كما يظن الكثيرون – ولكن كان قبلها الكثير وجاء بعدها الأكثر.
أحمد صاحب مشروع حقيقي فقد اتخذ الفن والشعر والتلحين أدواته التي ينقش بها اسما لن تمحوه السنين. وختما منه لكم
سلام لي عيونك
ولو عشت دونك
بداية اي عام
او نهاية سنة ..
مشيتي
وفضل لسه ماليني شوقك
طريقك مفتر
خطاوي المنى
ولو كان علي
أو بيجدي التمني
تقابلي المواسم
حبيبك أنا
واقابل بوعدك
ظلام الليالي
وحوالي تضويها
ومضة سنى
وحاتك سعيد
مهما أشقاني بعدك
مناي ما يطل
في حياتك عنا
وعشان خاطري
وري الحبايب عيونك
يواصلن حبيبن إذا ممكنة