كانت ناشطة في مجال حقوق المعاقين وتحدّت إعاقتها الجسدية ..أماني مراد.. محاولة للذكرى والتذكار
(1)
أماني مراد الراحلة المقيمة.. بكاها الجميع بالدم والدمع الغزير.. لم تكن الراحلة الفنانة اماني مجرد مطربة بل كانت ناشطة في مجال حقوق المعاقين وتحدّت إعاقتها الجسدية ومضت بثبات من أجل قضية آمنت بها.. ربما لم يسمع الكثيرون من أبناء هذا الجيل عن الراحلة أماني ومآثرها بالرغم من تغني العديد من المطربين الشباب بأغانيها.
(2)
لم يُلاقِ فنان في هذه الدنيا الشاسعة الموسومة بالسودان تجاهلاً كذاك الذي لاقته (المرحومة) أماني مُراد، تجاهلًا ألقى حتى بسيرتها الذاتية في (غيابة) جُب الصُحف وأجهزة الإعلام، ومنتجو (حفلات) التكريم في الأندية والمُنتديات الأدبية والفنية والثقافية، وأماني مراد التي لو لم تغن غير(بلقى الدنيا فرحة) لكفتها، بينما اكتنزت (تسجيلات) أغانيها بالغبار في رفوف مكتبة الإذاعة وأقبيتها.
(3)
مبروك النجاح .. أغنية (أماني مراد) الشهيرة، كانت تبث في مثل هذه الأيام حين يكون الوزير في (منبر) التلفزيون ويعلن نتيجة امتحانات الشهادة، كان ينبغي أن يداعب صوتها آذان الناجحين، يدغدغ قلوبهم، ويملؤها فرحة، وأغنية مبروك النجاح التي كتب كلماتها الشاعر(بشير محسن) ولحنها شقيقها نبيل مراد، وغنتها أيضاً فاطمة الحاج، نالت من الشهرة في (بداياتها) ما لم تنله (شقيقتها) بلقى الدنيا فرحة التي لحّنها السني الضوي فصارت أقرب إلى طعم و(إستايل) ثنائي العاصمة.
(4)
لم تثنها إعاقتها الجسدية من المُضي بدأب في درب الفن والاشتغال في القضايا الاجتماعية، خاصةً فيما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، فكانت عضواً ناشطاً في الجمعية السودانية لرعاية وتأهيل المُعاقين، وعبرها حققت (أماني مراد) ما لم يحققه الآخرون في هذا الصدد، وبين (صفا) الغناء و(مروة) العمل الإنساني والاجتماعي.
(5)
ظلت (أماني) تسعى وتحقق النجاحات الباهرة والمميزة، حيث ظلت أغانيها ترفد وتثري الوجدان السوداني منذ الستينيات وحتى اللحظة، قدمت للغناء السوداني عدداً من الأغنيات التي ذاع صيتها رغم ظروفها المرضية وإعاقتها التي لم تعقها عن الغناء، وهي بصوتها الندي الذي كانت تشدو به خاصة تلك الأغنية الجميلة التي كانت تتغنى بها تهنئة للناجحين في المراحل المختلفة.
(6)
مبروك النجاح ..
ذاب قلبي انشراح..
بالجد والعمل..
حققت الأمل..
ولعلها كانت تسير على ذات السياق اللحني لثنائي العاصمة خاصة وأن السني الضي هو الذي كان يلحن لها.
وكما ذكر عنها الصحفي وليد كمال (قد تبدو حصيلة أماني قليلة من حيث الكم، لكنها عميقة ومؤثرة، ومنها أغنية «مبروك النجاح»، «بلقى الدنيا فرحة»، «نور السعادة»، «بكرة تكبر» إلى جانب أغنية أبو داؤود الشهير «من زمان» التي أبدعت حين تغنّت بها. ولم تحل إعاقتها الجسدية دون المُضي بدأب في درب الفن والاشتغال في القضايا الاجتماعية، خاصة في ما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة.
(7)
حيث كانت عضواً نشطاً في الجمعية السودانية لرعاية وتأهيل المعاقين، وعبرها حقّقت «أماني مراد» ما لم يحققه الآخرون. وما بين «صفا» الغناء و«مروة» العمل الإنساني والاجتماعي، ظلت «أماني» تسعى وتحقق النجاحات الباهرة والمميزة، حتى رحلت عن عالمنا الفاني مخلفة وراءها سيرة إنسانية وفنية ناصعة البياض.
(8)
وبعض صدى الأغنيات التي مازالت تصدح بها من حين لآخر عبر وسائل الإعلام خاصة الإذاعة السودانية، قناة النيل الأزرق، كانت قد أجرت معها لقاءً توثيقياً تحدثت فيها عن مسيرتها الفنية، وتم بثه قبل وفاتها خلال عيد الفطر الماضي ثم أعيد بثه بعد وفاتها. وبذلك يكون هذا اللقاء هو الوثيقة التلفزيونية الوحيدة المتوفرة حالياً.